"صرخة أم".. مدرسة تربية فكرية تطرد ابنها المصاب بضمور في المخ.. و"التعليم" تفتح تحقيقا

"مالكش مكان عندنا" هذه هي الجملة التي هدمت أحلام الطالب محمود محمد أحمد، بالصف الأول الابتدائي بمدرسة التربية الفكرية بالخانكة، بعدما قال له مسئولين المدرسة، إنه ليس له مكان أو تعليم عندهم، لأنه مصاب بضمور في المخ ويوجد لديه مشكلة في النطق.

في بداية حديثها استغاثت سعدية محمد محمد، والدة الطالب بكل من الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، قالت إن رحلتها مع ابنها منذ بداية العام الدراسي الحالي، حيث في بداية الدراسة رفضت مدرسة التربية الفكرية بالخانكة التابعة لمحافظة القليوبية استقباله وكانت دائما تجعله يعود من حيث أتى مع أخته قائلين له مسئولو المدرسة: "مالكش مكان عندنا" هذه كانت الحجة الأولى لرفضه معتبرين أن لديه فرط حركة ولذلك كانت دائما الأخصائية النفسية ترفضه، وعندما استغاثت والدة الطالب بأكثر من جهة منها الإدارة التعليمية والمركز القومي للإعاقة التابع بمجلس الوزراء قبلت المدرسة دخول الطالب ولكن كانت الحجة الثانية لعدم تواجده هو أن المعلمة النفسية التي تتابعه "غائبة" ولذلك يعود من حيث أتي أيضا".

ومع تكرار الشكاوى والاستغاثات قررت إدارة المدرسة أن يأتي الطالب يومين في الأسبوع فقط، رغم أن حقه القانوني كطالب هو أن يذهب إلى المدرسة كل يوم ما عدا الإجازات الرسمية المعممة على جميع الطلاب، ولكن أصبح ذهاب الطالب إلى المدرسة دون فائدة لا يتعلم حتى أبسط حقوقه وهي لغة الإشارة داخل مدرسته وخلال حديثها وجهت والدة الطالب رسالة إلى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قائلة له: "أنا نفسي العيال دى تتعلم بجد.. وتتعلم حاجة كويسة حتى لو لغة إشارة يفهموا بيها اللي حواليهم دا أبسط حقوقهم".

قالت والدة الطالب إن المدارس الآن في إجازة ولكنها خائفة من أن يعود نفس مسلسل الرفض خلال الفصل الدراسي الثاني وتلجأ إلى الشكوى في جميع الجهات حتى تتمكن المدرسة من استقبال ابنها.

في السياق ذاته، ناشدت والدة الطالب وزارة الصحة لعلاج ابنها على نفقة الدولة وتحمل تكاليف علاجه، مؤكدة أن راتبها الشهري 800 جنيه فقط ولا يوجد لديها أى ميزانية أو دخل أخر.

من جانبه قال طه عجلان، مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، إنه سيحقق في الواقعة ويتخذ الإجراءات اللازمة حيالها، مشيرا إلى أن المديرية لم تقبل المساس بحقوق طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وأنهم ذو أولوية.