لماذا التقى مبارك الأميرة ديانا؟
الإثنين، 22 يناير 2018 09:00 ممحمد أبو ليلة
كشفت وثائق سرية نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، مؤخراً عن العلاقة بين الرئيس المخلوع حسني مبارك والعائلة المالكة في بريطانيا، أوضحت أن مبارك في سنوات حكمه الأولى كان يرفض بإصرار لقاء أي من أفراد العائلة الملكية البريطانية، بسبب موقفه من طريقة تعامل الرئيس المصري السابق أنور السادات معها، وأن مبارك حرص على أن يعطي صورة لنظام حكمه مختلفة عن سابقه، بما في ذلك دور زوجته في المجال العام.
مبارك وديانا
لم يلتق مبارك بملكة بريطانيا حتى مارس من عام 1985، خلال زيارته الأولى للندن، أي بعد حوالي 3 سنوات و4 شهور من توليه الرئاسة، لكن العلاقة بينه ظلت فاترة حتى عام 1992، حينما استقبل مبارك الأميرة ديانا في قصره الجمهوري خلال زيارتها لمصر.
وكشف الوثائق السرية أن هذا اللقاء جاء بناء على رغبة الجانب البريطاني، حيث قالت الخارجية البريطانية في برقية إلى إدارة البروتوكول بمجلس الوزراء البريطاني "لم يسأل المصريون أنفسهم عن اتصال ملكي ممكن خلال زيارة 1985، غير أن سير مايكل وير بعث لنا ببرقية شخصية يقول إن مثل هذا الاتصال سوف يكون إضافة ملحوظة إلى نجاح الزيارة".
وحسب البرقية، فإن سير مايكل- الذي كان يشغل منصب سفير بريطانيا في القاهرة آنذاك- توقع قبول المصريين لدعوة بشأن مثل هذا الاتصال، لأن "الرئيس مبارك الآن أصبح واثقا من أنه أثبت نفسه كرئيس له أسلوبه الخاص، ولم تعد لديه حاجة لأن يقلق من مقارنات مع سابقه الرئيس السادات.
وسبق حوار البرقيات هذا بين السفير ووزير الخارجية البريطانية، مراسلات أخرى، حيث تُشير برقية من سير مايكل، بتاريخ 8 ديسمبر من عام 1982، إلى الحرص على توطيد العلاقة بين مبارك وعائلته وبين بريطانيا، كما كان الحال مع السادات، عن طريق ترتيب لقاءات بين مبارك وعائلته وأفراد الأسرة الملكية.
مبارك يخشى الأرستقراطية
فمثل هذه اللقاءات حسب البرقية تعتبر فرصة لمحاولة إقامة اتصال شخصي على مستوى رأس الدولة، في ضوء العلاقة التي تمتعت بها أسرة السادات مع الأسرة الملكي، وكان آخر لقاء للسادات بملكة بريطانيا قد جرى خلال زيارته للندن أوائل شهر أغسطس من عام 1981، أي قبل اغتياله بحوالي شهرين.
وكشفت الوثائق التي نشرتها "بي بي سي" العربية ، أن مبارك ربما شعر أنه لو أن اتصاله الوحيد مع الأسرة الملكية خلال زيارته هو عشاء خاص مع أمير وأميرة ويلز، فإن هذا سوف يثير انطباعًا بأنه يشارك السادات في تطلعه إلى المجتمع الراقي، ويهز صورة رجل الدولة الجاد التي يسعى لخلقها عن نفسه.
وفي برقية سرية عاجلة إلى وزارة الخارجية البريطانية في 27 يناير 1983، قال سير مايكل وير، سفير بريطانيا في القاهرة، إنه تلقى معلومات تشكل "مفاجأة مذهلة له وللخارجية البريطانية" بشأن موقف مبارك، وتلخص البرقية ما وصفها السفير بـ"محادثة مزعجة" مع الدكتور إبراهيم شكري، زعيم حزب العمل المعارض، نوقش فيها اللقاء المقترح بين مبارك وتشارلز وديانا، وحسب البرقية، فإن شكري أبلغ السفير بأن مبارك قال خلال لقاء قريب معه إنه "ليس سعيدا بالترتيبات التي يجريها البريطانيون خاصة الدعوة للقاء أمير وأميرة ويلز".
وأضاف زعيم حزب العمل وقتها إبراهيم شكري طبقاً للبرقية الإنجليزية أنه لم يكن هذا ملائما لزيارة رئيس دولة، وشعر مبارك بأن عليه رفض الدعوة، وفق ما جاء في البرقية، ونقل السفير البريطاني عن شكري قوله إن مبارك "انتقد الطريقة التي تعامل بها الرئيس (المصري الراحل) السادات مع زيارة أمير وأميرة ويلز لمصر في نهاية جولة شهر العسل بعد زواجهما.
مبارك والأمير تشارل
وكان الأمير تشارلز والأميرة ديانا، قد قضيا الفترة بين 12 حتى 15 من أغسطس عام 1981 على متن اليخت الملكي "بريتانيا" قبالة سواحل مصر، ثم نزلا بمنتجع الغردقة، الذي طارا منه إلى لندن وكان ذلك بدعوة من مبارك، نائب الرئيس السادات في ذلك الوقت.
غير أنه وفقا للرواية التي نقلها السفير عن زعيم المعارضة المصرية، فإن مبارك "كان يرى أنه نظرًا لأن الزوجين كان يمران بمصر، فإن من الطبيعي والملائم تمامًا أن يحييهما السادات في بورسعيد (حيث مر اليخت بقناة السويس). لكنه لم يكن يجب أن يطير، إضافة إلى ذلك، هو وعائلته كلها لوداعهما.