كيف ركب الإخوان 25 يناير؟.. هكذا سرقت الجماعة الثورة (فيديوجراف)
الثلاثاء، 23 يناير 2018 12:01 م
"هؤلاء الشباب في ميدان التحرير لم يحركهم أى دين أو أيديولوجية. إنهم تحركوا بما رأوه من خلال هذا العالم المترابط وكانوا يريدون جزءا من الفرصة، وفرصة للحصول على تعليم ووظيفة وأن يكون لهم مستقبل لا حكومة فاسدة تحرمهم من كل هذا وأكثر. وقاموا بتبادل التويتات والتواصل بالفيس تايم ليقولوا ويتبادلوا الحديث وهذه هى التى دفعت بالثورة. ثم تم سرقة الثورة من جانب فصيل واحد فى الدولة وهو الإخوان".. هذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون كيرى خلال ندوة عقدت بمبنى الخارجية لـ"المجلس الاستشارى للأمن الخارجى" تناول التحديات والمخاطر التى تواجهها أمريكا فى تعاملها مع العالم.
قصة سرقة الإخوان لثورة 25 يناير بدأت بعد نزول الآلاف في الشارع احتجاجا على الأوضاع الأقتصادية، وما أسموه بتزوير الانتخابات وغيرها من الدوافع من قبيل ما تردد عن اقتراب توريث الحكم.
كأي جماعة سياسية انتهازية ترقبت الإخوان "ما ستسفر عنه الأحداث فلم ينزلزا إلى الميادين إلا فى 28 يناير أو ما عرف بـ" جمعة الغضب" فى محاولة لركوب الثورة.
سبق نزول الإخوان فى جمعة الغضب إصدارهم بيان فى حالة نجاح الثورة يستخدمونه فى المتاجرة بدورهم المزعوم وفى حالة فشلها كان سيخرج قاداتهم ليؤكدون أن البيان قد دس عليهم.
قالت جماعة الإخوان في نص بيانهم بتاريخ 26 يناير 2011 حول أحداث 25 يناير وتداعياتها "تعيش مصر الآن وسط العالم العربي والإسلامي أحداثًا كبيرةً ومهمةً؛ حيث تحرك الشعب المصري في القاهرة وفي مدن أخرى كثيرة للإعلان عن استنكاره وغضبه من ممارسات وتجاوزات النظام القائم، وقد كانت الحركة سلميةً وجادَّةً وفعالةً، وكان الشباب يتصدَّرون المشهد، وأعلن الجميع- وبكل وضوح وبإرادة حاسمة- ما يجب أن يكون في المرحلة المقبلة؛ من إصلاح واستقرار، وحرية وديمقراطية، لا تستقر بدونها الأوضاع في مصر.
تابع بيان الإرهابية :"والإخوان المسلمون- وهم يعيشون مع كل أبناء مصر هذه الأجواء ويشاركون في هذه الأحداث ويؤكدون مطالب الأمة- يتوجَّهون بالتحية والتقدير للشعب المصري على هذه الحركة الإيجابية السلمية المباركة، ويتقدمون بخالص العزاء لأسر الشهداء من المواطنين ورجال الشرطة الذين سقطوا في هذه الأحداث، ويدعون الله لهم بالقبول والمغفرة، ويدعون الله للمصابين بالشفاء العاجل كما أن حركة الشعب المصري التي بدأت يوم 25 يناير وكانت سلميةً وناضجةً ومتحضِّرةً؛ يجب أن تستمر هكذا ضد الفساد والقهر والظلم؛ حتى تتحقَّق مطالبه الإصلاحية المشروعة، وعلى رأسها حل مجلس الشعب المزور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتحت إشراف قضائي كامل وفق قولهم.
عقب سيطرة الجماعة على مجلس الشعب ووصول المعزول مرسى إلى الحكم اتبعت الجماعة خطة "التمكين الشيطانية" فقد راحوا يخترقون كافة الوزارات والمؤسسات وهو ما فضح مخططهم بعد أن اقصوا كل شركائهم فى هذه المؤامرة .
عندما جرى عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى العياط وهزيمة الجماعة الإرهابية الساحقة أمام حشود 30 يونيو اصدر تيارى بجماعة الإخوان المسلمين ، بياناً حول ملف أول مراجعة لـ"مواقف جماعة الإخوان المسلمين"، منذ ثورة 25 يناير 2011، حتى يناير عام 2017.
المراجعات أعدها "المكتب العام للإخوان" منتقدا ما وصفته بغياب الجاهزية السياسية لإدارة مرحلة الثورة الانتقالية، وهو عامل مشترك مع جميع رفقاء الثورة - وفق البيان- وليس الجماعة فقط، حيث تعامل الجميع بعقلية وآليات المعارضة السياسية مع قضايا مرحلية، كان يجب أن يتم التعامل معها بحركة سياسية واسعة، وكان من أخطاء الجماعة في تلك المرحلة عدم استفادتها المثلى من الرموز الثورية التي أفرزتها الثورة، وتقديم التنظيميين عليهم، وهو ما أدى إلى خسارة مساحات كبيرة اكتسبتها تلك الرموز من طريقة تعاملهم داخل الميدان، وحالة الثقة التي كانت لدى أطياف الثورة بهم، وهو الأمر الذي استمر، ودائماً ما كانت القرارات لصالح التنظيميين على حساب الثوريين.
تطرق البيان إلى من أسماهم بـ"رفقاء ثورة 25 يناير" وحملهم مسؤولية المساهمة في انتصار فكر التنظيم داخل الجماعة على فكر الثورة، وما انعكس نتيجة ذلك من قرارات الجماعة غير السليمة، حيث أوضحت أن تخندق باقي أطياف الثورة في خانة الهجوم على الإخوان منذ اللحظة الأولى، وإطلاق سلسلة من الاتهامات من عينة "لم يشاركوا من أول يوم، خطفوا الثورة، باعوا الثوار"، وغيرها من الاتهامات التي أدت بمرور الوقت إلى عدم اطمئنان تنظيم الإخوان لهؤلاء الرفقاء وفق المراجعات.
بالطبع الطرح السابق يحمل قدرا من التشبث بالرأى وعدم الاعتراف بالخطأ بل والإصرار عليه ويمكن أن نطلق على هذا الطرح " دوجما " لن يتغير فى ذهن الجماعة على المدى القريب.
يروى الكاتب عاطف الغمري فى كتابه "اختطاف الثورة اختطاف الثورة ..وثائق المؤامرة من 25 يناير حتى 30 يونيو" كواليس هامة لوثوب الجماعة الإرهابية على 25 يناير حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخطط لشيء مختلف تماما عما حدث في ثورة يناير، ولذلك ظهر الارتباك لدى الإدارة الأمريكية – وعلى رأسها أوباما - في الأيام الأولى للثورة، فقد اتفقت مع بعض النشطاء على الدعوة إلى التظاهر وتصدر المشهد، وكانت التقديرات تشير إلى أن عدد المستجيبين للتظاهر سيترواح بين مائة ألف ومائتي ألف، وهو عدد يمكن السيطرة عليه، لكن الذي حدث لم يكن متوقعاً، وفقدت الإدارة الأمريكية القدرة على التحكم في المشهد، فعندما «خرجت الملايين إلى الشوارع والميادين تحولت الصورة إلى ثورة الملايين، مما أربك حسابات أمريكا.
يؤكد الغمرى أن ما خططت له الإدارة الأمريكية فشل لذلك فكرت في وكيل مضمون ينفذ لها مصالحها، فاتجه تفكيرها مباشرة إلى الحليف الذي أقامت معه علاقات منذ سنوات طويلة، وهو جماعة الإخوان، ويتضح هذا من الدراسات الغربية التي اتفقت على "أن اختطاف الثورة في مصر وانتفاضات الربيع العربي كان عملية وضعت لها الولايات المتحدة خطة من اليوم الأول لانطلاقها، والترتيب لدفعها إلى يد وكيل، يكون بمثابة الواجهة التي تتستر وراءها الولايات المتحدة، وحددت الخطة على أن يكون الإخوان هم الوكيل في مصر». وحملت خطة اختطاف ثورات الربيع العربي اسم Hijacking of The Arab Spring.