هل تنقذ إيناس عبد الدايم معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

أولى الملفات التي أعلنت عنها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، هو ملف معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمزمع انطلاق فعالياته في 27 يناير الجاري، وقبل أيام من تولي إيناس عبد الدايم لمنصبها، كان الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، قد أعلن خلال مؤتمر صحفي عن تفاصيل الدورة الـ49.

من المؤكد أن الدكتورة إيناس عبد الدايم، تابعت هذه التفاصيل، سواءً قبل أن تتولى حقيبة وزارة الثقافة، أو بعد ذلك، فما هي إلا أيام معدودة وتنطلق الدورة التي تحل الجزائر ضيف شرف عليها.

أولى التفاصيل البديهية التي رأتها إيناس عبد الدايم، هي شعار المعرض، وشخصية المعرض، وبوستر المعرض، وهذه التفاصيل تم الإعلان عنها في العاشر من يناير الجاري، وبعدها بأربع أيام تم الإعلان عن التغيير الوزاري، لتبدأ إيناس عبد الدايم مهام عملها في اليوم الثاني من أداء اليمين الدستوري أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولتعلن في تصريحات صحفية أن أولى مهامها هو معرض القاهرة الدولي للكتاب.

ومنذ ذلك اليوم، وتشهد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" جدلاً واستياء كبيرًا سواءً من المثقفين والكتاب، أو جمهور المعرض، والسبب في ذلك بسيط جدًا، ألا وهو بوستر المعرض.

المعروف أن هيئة الكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، سبق وأن أعلنت عن تنظيم مسابقة لبوستر المعرض، ولكن هذه الدورة، رفضت اللجنة المعنية باختيار أفضل بوستر كل الأعمال التي تمت المشاركة بها، وما أنقذ هيئة الكتاب من مأزق "لم ينجح أحد"، هو قطاع الفنون التشكيلية، الذي لجأت إليه هيئة الكتاب لتصميم بوستر معرض يحمل اسم مصر.

لا يخفى على أحد، أهمية معرض القاهرة الدولي للكتاب على كافة المستويات المحلية والعالمية، ولكن أن يخرج بوستر معرض القاهرة الدولي للكتاب، بهذا الشكل، فهو أمر يدعو للدهشة والسؤال، إذا كان هذا هو البوستر الذي قدمه قطاع الفنون التشكيلية، فكيف كانت الأعمال التي تقدم بها شباب المصممين للمسابقة، وإذا ما تجاهلنا هذا السؤال، فهل يعقل أن يكون هذا البوستر هو الرؤية الفنية من قطاع ينصب اهتمامه في المقام الأول على اللوحة الفنية وقيمتها الجمالية؟.

لن نحاول الإجابة على هذه الأسئلة أو الخوض في تفاصيل لن تدفعنا للمضي قدما – ربما الآن – ولكن ما يجعلنا نطرح سؤالنا، هو هل شاهدت الفنانة إيناس عبد الدايم بوستر المعرض وشعاره "القوة الناعمة.. كيف؟"، هذا السؤال "الحلزوني" الذي أثار جدلاً وسخرية في الأوساط الثقافية، وهل رضيت عن شكل البوستر؟، ربما يكون لدينا الوقت لإعادة تصميم بوستر يليق بمعرض يحمل اسم مصر.