"تنوير الفكر الخليجي".. كتاب يكشف كيف حاول أردوغان غسل سمعة التاريخ السئ للعثمانيين
الإثنين، 15 يناير 2018 09:12 م
ويقول الكاتب في مقدمته إن كتابه عبارة عن دراسة تقف في طريق ثالث يلتئم فيه عموم الناس من المتدينين المدنين الطبيعين من غير المؤدلجين الراديكالين، الذين لم ينقسموا فقط على مجتمعاتهم وإنما على أنفسهم تنتظمهم فوضى الميلشيات العصبوية في تمظهرات وحشية، كل يدعي الوكالة الحصرية لفهم صحيح الدين وانها على اتصال بالرب دون غيرها، والمشروع الثالث التي تتبناه هذه الدراسة، يحتاج إلى شجاعة وتصميم من أجل تشريح المشروعين السابقين في بعدهما الاقليمي والدولي.
ويستعرض الكتاب طريقة تفكير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يستعرض حرسًا عثمانيًا في أزياء أخرجها من المتاحف بينما الشعب التركي قد أفقده توازنه عندما لم يمنحه الأغلبية المطلقة في انتخابات يونيو 2015، ويتباهي رجال خامينئي بأنه قد صار لإمبراطوريتهم منفذ على شرق المتوسط، ويفخر البغدادي المقبور بأن دولته الإسلامية العابرة للحدود تتوسع خارج سوريا والعراق والتي سرعان ما تدهورت وتلاشت، ويلتقي هؤلاء جميعًا حول خرافة إعادة بناء الإمبراطوريات عبر حروب غير مقدسة يختلفون خلالها على كل شيئ.
أستاذ التفكير الاستراتيجي بجامعة الزقازيق
والتركي أردوغان يحاول عبثًا تجميل تاريخ سيئ مليئ بالسواد عامل العثمانيون خلاله الشعوب التي أخضعوها بالبطش والعسف والسبي والتجنيد والتهجير واكن هدفهم الوحيد إثبات تفوق العنصر التركي على من سواه، والإيرانيون لديهم حلم أخر يستخدمون فيه بعض الطوائف والمذاهب حواضن النفوذ ومنصات للتدخل بهدف تفتيت العالم العربي ومفاوضة العالم على دور يتخطى الحدود ويعيد مجدها المنقضي وأن تنتقم ضمناً من الذين أنهوا امبراطوريتها الصفوية التاريخية في حين أن تدخلها السافر والعنيف قد واستدعى الدكتور فتحي عفيفي في كتابه، خرافة الدواعش الذين يمنعون في تقطيع أوصال الدول والناس حول خلافة لم ولن يجرؤ خليفتها المزعوم على الظهور علنا امام أتباعه حتى مقتله.
الكتاب يؤكد أنه لم تكن منطقة الخليج العربية تعمل في ساحة خواء أو فضاء من الحيوية والديناميكية والحركات الاحتجاجية كما لم تكن السلطة في هذه البلدان قمعية أو ديكتاتورية ولم ترفض الرأي الأخر ولم تقف حجر عثرة أمام التنوير والنهضة وسمحت للمجتمعات بأن تتفاعل وتتعاطي حيال المتغيرات الإقليمية والدولية والتطورات الحضارية في العقلانية والحداثة.
ويوضح الكاتب تاريخ ظاهرة الإسلام السياسي، وتاريخ ظهورها في المنطقة العربية، واصفها بالجزارة الإسلامية، والحركات الإسلامية في فلسطين حيث أتبعها بسلسلة مماثلة في المجتمعات والصحف العربية حيث قام بإعادة قراءة التاريخ في جنوح الخط الفكري لهذا التيار،موضحًا الأحداث التىمر بها الإسلاميون السياسيون منذ عام 2010 وحتى 2017.
ويشعل الكتاب الصراع بين الفكر العلماني والسلفي، بعرض العديد من الدلائل عن "علمانية الإسلام" وذلك لأنها لا تقوم على إلغاء الدين وإقصائه، بقدر ما تتأسس على قاعدة حماية التدين والأديان ، فالدين الإسلامي دين علماني منذ البداية، وهي علمانية معطاه من الداخل بوضع إلهي وليست مكتسبة من الخارج بجهود إنسانية.