مذبحة في نقابة الصيادلة.. هل تصبح لجنة التأديب عصى لمحاربة المعارضين؟ (صور)

مذبحة في نقابة الصيادلة.. هذا ما تم تداوله بين الصيادلة على صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، بعد تغيير هيئة التأديب بالنقابة، بشكل مفاجئ، حيث تم الإطاحة بالدكتور ثروت حجاج، والدكتور صلاح كريم من تشكيلها، ويحل مكانهما الدكتور حسام حريرة الأمين العام، والدكتور أحمد عبيد أمين الصندوق، بجانب سحب لجنة الصيدليات من الدكتور ثروت حجاج وإسنادها للدكتور أحمد عبيد، دون وجود أي مؤشرات مسبقة لذلك الإجراء.

"مجلس النقابة باع الصيادلة من أجل الحفاظ على كراسيهم"، "الدكتور محيي أحد أهم أسباب إفشال دور النقابة، لأنه لم يكن له أدنى علاقة بالنقابة قبل ترشحه كنقيب، وبالتالي كان ضعيف الخبرة، وبدأت قراراته بقصف أي معارض له دون احترام أي قانون، وساعد الشركات على زيادة أسعارها دون إلزامها بتشريع أو قرار ملزم بآلية لسحب أدويتها المنتهية الصلاحية"، جميعها جمل ومنشورات على التواصل الاجتماعي، تسببت في إحالة أصحابها إلى التحقيق والتأديب.

توجيه استداعاءات لمعرض نقابة الصيادلة

أكثر من ألف صيدلي وجهت إليهم الاستدعاءات خلال الفترة الماضية للمثول أمام لجنة التحقيق، من بينهم من تورط في بيع اسمه لسلاسل الصيدليات، وبعضهم تلقت النقابة شكوى من أعضاء آخرين ضدهم، إلا أن قائمة الأسماء ضمت عددا كبيرا من معارضي نقابة الصيادلة، والذين يعبرون عن آرائهم علنا على صفحات "فيس بوك"، حتى باتت تلك هي التهمة الموجهة إلى أغلبهم، ووسيلة لإرهاب كل من يحاول الإفصاح عن رأيه في اتجاه يخالف رؤية النقابة، واشتكى بعضهم من إحالته إلى التأديب فورا دون التحقيق معه، ودون تحديد موعد لجلسة التحقيق معهم، طبقا لتوصية من الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة، وحرمانهم من الخدمات الخاصة بالنقابة حتى العلاجية منها.

"تغيير هيئة التأديب يأتي على خلفية الأحكام المنتظر أن تصدرها الهيئة خلال هذا الشهر، بخصوص صيادلة أحالهم النقيب للهيئة بسبب انتقاداتهم له عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، بتلك الكلمات برر الصيادلة قرار النقابة المفاجئ بالإطاحة بالدكتورة ثروت حجاج خاصة في ظل عدم وجود أي شكاوى أو شبهات حوله، بالإضافة إلى سعيه في الملفات المتعلقة بطبيعة لجنة الصيدليات، ووسط تعتيم من النقابة العامة عن أسباب القرار الذي تم في اجتماع للمجلس دون نصاب قانوني، أصدر الدكتور ثروت حجاج بيان مقتضب للتوضيح.

قال حجاج في البيان: "ردا على قرار مجلس النقابة العامة للصيادلة بإبعادي عن لجنة الصيدليات، وهيئة التأديب، واحتراما منى لمن انتخبوني وشرفوني بالتواجد في هذا الموقع، ولأن ما حدث حق أصيل للمجلس، ونظرا لحساسية دور هيئة التأديب لما تقوم به للفصل في المنازعات النقابية، كنت انتظر أن يعلم كل أعضاء المجلس، ويتم الإعلان للجميع في جدول أعمال المجلس بأن التغيير سوف يعرض في هذه الجلسة ليكون لهم رأى، ولإبعاد المجلس عن أى شبهة وتحامل أو مجاملة، ويعلم الله أن هيئة التأديب الممثلة في ثروت حجاج، وصلاح كريم، حيادية، ولا تقبل أي تدخلات أو ضغوط على عملنا".

أثار القرار عدة تخوفات بين الصيادلة، حول سيطرة النقيب العام على لجنتى التحقيق والتأديب، والذي يصبح خطرا حقيقيا على مستقبلهم المهني حال وجود توصية بشطب أحدهم من جداول مزاولة المهنة، معتبرين أنه بذلك الاتجاه باتت هيئة التأديب أداة لبطش وتصفية المعارضين لسياسات النقيب، وإسقاط عضوية أصحاب الرأي.

شطب الصيادلة ودعوى إبطال انتخابات النقابة

كما لفت بعض الصيادلة، اتجاه النقابة إلى شطب عدد من الصيادلة المعارضين، لضمان عدم ترشحهم بالانتخابات، يأتي بالتزامن مع تحريك أحد الصيادلة القريبين للنقيب بدعوي قضائية لإبطال انتخابات النقابة المقرر لها العام المقبل، لدعم استمرار النقيب بالنقابة لفترة أطول.

من ناحيتها، حاولت "صوت الأمة" التواصل مع الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة، للتعليق وتوضيح الأمر، إلا أنها لم تتمكن من ذلك.