"الهبش" ينتصر على "النبش".. اتفاقيات سرية في بيزنس "الزبالة"
الخميس، 28 ديسمبر 2017 04:00 م
تشتهر مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية بالكثافة السكانية العالية،وتنتشر تجمعات القمامة فى أحياء المدينة نظرا لعدم وجود زبالين يمرون على المنازل لجمع القمامة كما كان يحدث فى السابق، لذا يلجأ المواطنون إلى إلقاء القمامة بالشوارع الرئيسية.
على الرغم من انتظام حملات رفع القمامة من الشوارع صباحا ومساء يوميا،إلا أن هذه الحملات لم تقض على القمامة المنتشرة فى الشوارع، وهو ما أرجعه عدد من أصحاب المحلات إلى انتشار العربات الكارو التى تجمع القمامة من الشوارع وتلقيها بالشوارع الرئيسية لخدمة النباشين المنتشرين فى المدينة طوال اليوم.
احد مناطق جمع القمامة
تقول الدكتورة عزيزة السيد،رئيس حى شرق شبرا الخيمة، إن أزمة القمامة تفاقمت إلى حد كبير، بعد أن تحولت إلى تجارة بين الزبالين والنباشين وتسير بشكل شبه ممنهج، بحيث يحقق كل طرف منهم على مصلحة مالية.
وتضيف الدكتورة عزيزة السيد،فى تصريحات لـ"صوت الأمة"،إن النباشين يعقدون اتفاقات مع الزبالين للمرور فى الشوارع بعربات الكارو لجمع المخلفات من المنازل، ويحصل الزبال على 50 جنيه عن كل حمولة يأتى بها فى اليوم،وفى بعض الأحيان يعمل الزبال لصالحه فيجمع القمامة ويفرزها ويبيع ناتج هذا الفرز لصالحه فى نهاية اليوم.
القمامة منتشرة فى الشوارع الرئيسية
وأضافت "السيد"،أن زيادة عدد النباشين فى المنطقة دفعهم إلى الأتفاق مع الزبالين جامعى القمامة من المنازل بإلقاء حمولات القمامة فى مناطق محددة،حتى يستطيع فرز المخلفات الصالحة لإعادة التدوير دون منافسة من أحد، علما بأن بعض أصحاب المحلات التجارية تؤجر المناطق لهؤلاء النباشين.
وأوضحت " السيد"، أنها حاولت أكثر من مرة توجيه هؤلاء النباشين إلى مقالب القمامة العمومية، ولكن هذا الحل لم ينجح، لذلك حاولت تطبيق تجربة جديدة نظمت حملات متكررة لجمع القمامة على مدار اليوم تنتهى فى المساء، بما فيها حمولات العربات الكارو لمنع النباشين من جمع المخلفات التى يعاد تدويرها، وفى نهاية اليوم قام الحى ببيع حصيلة فرز القمامة وكانت حصيلة بيع هذه المخلفات نحو 1400 جنيه فى اليوم الواحد، تم توزيعها على عمال النظافة اللذين شاركوا فى الحملة.
جرارات جمع القمامة
النباشون لا يتركون الشوارع ليلا ونهارا، ومنهم من يقيم بشكل دائم فى منطقة واحدة فى انتظار عربات الكارو التى تجمع القمامة من الشوارع وتلقيها أمامهم باستمرار، كما يقول الحاج أحمد عابدين صاحب ورشة ميكانيكا بحى شرق شبرا الخيمة، وفى الغالب يبدأون عملهم قبل قدوم سيارات رفع القمامة التابعة للحى، من أجل جمع المخلفات القابلة لإعادة التدوير قبل أن تزيلها حملات النظافة، مثل الكرتون والبلاستيك، والألومونيوم، وفى بعض الأحيان يتصادف وجود العربات الكارو أثناء قدوم حملة الحى وعندها يصادر الحى هذه العربات لمنع قدومها وإلقاء القمامة بالشوارع الرئيسية.
ويكمل أحمد عابدين، الشوارع لا تخلو من القمامة، فكلما جاءت سيارات الحى لرفع القمامة فى الصباح، تأتى العربات الكارو وتلقى أضعاف الكميات التى يتم رفعها حتى تأتى سيارات الحى لرفعها فى المساء، لافتا إلى أن أصحاب المحلات الزمهم الحى بشراء سلة مهملات ووضعها أمام المحلات حتى لا يتعرض للغرامة، ولكن العربات الكارو لا تتوقف عن القاء حمولاتها بشكل مستمر.
مقالب القمامة
ويتفق معه إيهاب عبد الصبور،صاحب محل بيع قطع غيار السيارات، قائلا إن الشارع الرئيسى أصبحت كما لو كانت مقسمة بين الزبالين والنباشين، بحيث تأتى العربات الكارو بالقمامة وينتظرها النباشون فى مناطق تجمع معروفة، مؤكدا أنه لم يفكر من قبل فى محاولة إقناع هولاء الزبالين أصحاب العربات الكارو بعدم إلقاء القمامة فى الشوارع الرئيسية لتجنب حدوث أية مشادات معهم، فهم يسيطرون على المنطقة بشكل كبير لجمع مخلفات إعادة التدوير.
وأضاف إيهاب عبد الصبور،أن القمامة التى يلقيها المواطنين فى الشوارع من الممكن تحملها، لأن حجمها لا يشكل أى أهمية وسيارات الحى يمكنها التعامل معها والحفاظ على نظافة الشوارع لفترات طويلة، ولكن القمامة التى تلقيها العربات الكارو كميات كبيرة وتتجمع هذه الكميات غالبا على مدار اليوم بعد انتهاء حملات إزالة القمامة التابعة للحى، لافتا إلى أن أحد المواطنين علق لافتة مكتوب عليها ممنوع إلقاء القمامة داخل سور حديدى أقامه الحى للحفاظ على نظافة الشارع، فكانت النتيجة اقبال المواطنين والزبالين على القاء القمامة تحت اللافتة، وأضطررنا لأزالة اللافتة لمنع جذب انتباه المواطنين للمنطقة.
أما عمرو أسامة صاحب كشك مطل على شارع رئيسى بحى شرق، فأكد أنه تصدى أكثر من مرة لأصحاب عربات الكارو لمنعها من إلقاء القمامة فى المنطقة المقابلة له لمنع مثيلاتها من القاء القمامة أمام الكشك، وتتحول المنطقة إلى مقلب للقمامة خاص بعربات الكارو، لافتا إلى أنه سمح فى وقت سابق لهذه العربات بإلقاء القمامة فكانت النتيجة تشجيع عدد كبير من الكارو لجمع القمامة من الشوارع وإلقاءها بالشارع الرئيسى أمام المحلات وزحفت القمامة بشكل كثيف وأغلقت الشارع الرئيسى حتى جاءت سيارات الحى لرفعها.
وقال عمرو أسامة،إنه مع إصراره على منع عربات الكارو من إلقاء القمامة،اعترض بعض الزبالين أصحاب هذه العربات،وطالبوه أكثر من مرة بالقاء القمامة بحجة أنها "أكل عيشهم"، ولكن هذا الاصرار كان سببا فى الحفاظ على نظافة المنطقة إلى حد كبير مع استمرار حملات الحى التى تأتى مرتان يوميا وثلاث مرات فى بعض الأحيان.