حصاد 2017 الأيام العجاف.. أربعاء ديسمبر الأسود ترامب يشعل المنطقة
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 12:30 صمصطفى الجمل
أشعل الفتيل وانطلق غير مكترث بما جرى، وما ينتظر خلف أسوار الزمن، كعادته لم يعبأ بما سار عليه سابقوه وما يجب أن يلتزم به، استيقظ الجميع صباح الأربعاء 6 ديسمبر على الخبر الفاجعة، قرار أمريكي في الطريق بنقل العاصمة في تل أبيب إلى القدس، اعترافاً بها كعاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
أدار ظهره للجميع، غامر وقامر بمستقبل منطقة لم تطفأ بعد نيران الإرهاب التي أوشكت أن تقضي على الأخضر واليابس، فاستيقظ الرئيس الأمريكي فجر 6 ديسمبر مقرراً الإعلان في خطاب له عن القرار الذي اتخذه الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، تجاهل ترامب كل التحذيرات التي وصلته من تعبيات ذلك القرار، ودوره في نسف عملية السلام بالمنطقة.
ترامب
قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يعود إلى عام 1995 عندما أصدر الكونجرس الأمريكى قانوناً فى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، نص على وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس ، لكن الرؤساء الذين سبقوا ترامب عرقلو تنفيذ القانون كل 6 أشهر تحت بند "حماية المصالح الحيوية للولايات المتحدة"، لكن ترامب قطع على نفسه وعدا أمام الجالية اليهودية فى أمريكا إبان حملته الانتخابية بالإقدام على تلك الخطوة فى أول أيامه بالبيت الأبيض.
أشعل القرار غضب عدد كبير من دو العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، فأعلن رؤساء تلك الدول رفضهم لقرار الرئيس الأمريكي، محذرين من تبعياته الخطرة على المنطقة بأسرها، وكانت مصر في مقدمة الدول الرافضة للقرار، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي -حينها- في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي على الموقف المصرى الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، كما طرحت مصر على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يؤكد أن كل قرار أحادي الجانب فيما يخص القدس ليس له أي مفعول قانوني وينبغي إبطاله، إلا أن الولايات المتحدة أحبطت المشروع باستخدام حق الاعتراض "الفيتو".
الرئيس عبد الفتاح السيسي
ومن جانبها حذرت ألمانيا من اندلاع اشتباكات مع إعلان ترامب الاعتراف بالقدس، و الأردن أكدت أن قرار ترامب بنقل سفارة أمريكا إلى القدس له تبعات خطيرة، فيما أعربت الصين عن قلقها تجاه التصعيد حال اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت تركيا أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل سيعقد مشاكل المنطقة، وبريطانيا أعربت أيضا عن قلقها حيال القرار الأمريكى المرتقب، فيما أدانت سوريا القرار وما سيتبعها من خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والفاتيكان تدعو للاعتراف بحقوق الجميع فى الأرض المقدسة وأن ذلك شرط أساسى للحوار.
يذكر أن إسرائيل أقامت منذ 1967 عشرات المستوطنات في القدس الشرقية لنحو 200 ألف يهودي، وتعد هذه المستوطنات غير قانونية، وفق القانون الدولي، على الرغم من اعتراض إسرائيل على ذلك.