هنا سحر الشرق.."تل بسطة" ومعبد الكرنك مقصد العاقر والعانس بالجعران المقدس

لا تنتهي عجائب وسحر الآثار المصرية في عيون السائحين الأجانب، والمصريين على حد سواء، ومنها آثار منطقة "تل بسطة" بمحافظة الشرقية، التى يقصدها العاقر والعانس و"الملبوس" للتخلص من السحر، والحسد، واستعادة القدرة على الإنجاب، والإفلات من العنوسة، بل وتحقيق الثراء أيضا.

 

 

وهنا كشف الدكتور عبد المنصف سالم، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، لـ"صوت الأمة" أسرار زيارة السائحين الأجانب، وممارستهم بعض الطقوس الدينية، مؤكداً أن الجعران المقدس، الموجود في معبد الكرنك بالأقصر، من أشهر الأماكن الفرعونية التي يزورها أجانب للتعبد، ويمارسون طقسا يشمل الطواف 7 مرات حول هذا الجعران، وفق معتقداتهم التي استمدوها من كتب قديمة سجلتها ثقافاتهم عن الفراعنة، تؤكد أن التعبد في هذه الأماكن يطرد الأرواح الشريرة.

 

ولفت عبد المنصف أن بعض المصريين اكتسبوا هذه الطقوس من الأجانب، وصاروا يمارسونها بدافع التخلص من السحر، والحسد، واستعادة القدرة على الإنجاب، والإفلات من العنوسة، بل وتحقيق الثراء أيضا، واصفا الجعران المقدس، بأنه كتلة من الجرانيت الوردي، بطول 190 سنتيمترا، أنشأه الملك أمنحتب الثالث، في الأسرة 18، لزوجته "تى"، وذلك لجلب الحظ، وهو ما يدفع السائحين الأجانب إلى الطواف حوله والتصوير إلى جواره.

 

وكشف عبد المنصف أن الجعران زاره، الكثير من المشاهير، منهم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وزوجته، ومفوضة الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير.

 

وفى سياق متصل أشار الدكتور عبد المنصف سالم، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إلى أن الأمر يتكرر في "تل بسطة"، بمحافظة الشرقية، على أطراف مدينة الزقازيق، وهي منطقة تعرف باسم بمدينة الآلهة، زارها المسيح وأمه خلال الرحلة المقدسة.

 

وأضاف هذه المنطقة لها قصة ترويها كتب التاريخ، تشير إلى أن المسيح شعر بالعطش، في هذه المنطقة، فطلب من أمه أن يرتوي فأساء أهل القرية إليهما، فضرب يوسف النجار بقطعة من الحديد، وانفجر ينبوع بجوار شجرة تل بسطة، والذي تحول إلى بئر يتبرك الناس بمائه إلى الآن.

 

وأوضح أن الأهالي يحرصون على الذهاب إلى هذا البئر والحصول على مياه منه، للشفاء من الأمراض، والزواج، وطرد الشياطين.