سفير فلسطين بالقاهرة لـ" صوت الأمة": تهديدات أمريكا بقطع المعونات"بلطجة سياسية" (فيديو)

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 09:00 ص
 سفير فلسطين بالقاهرة لـ" صوت الأمة": تهديدات أمريكا بقطع المعونات"بلطجة سياسية" (فيديو)
محررة صوت الأمة مع سفير فلسطين بالقاهرة
حوار:دينا الحسيني - تصوير: محمد علاء - مصطفى يونس

>> الرئيس أبو مازن أعطي توجيهات باللجوء للمحكمة الدولية وسيزورروسيا ونلجأ إلي الرباعية الدولية وهناك لجنة وزارية عربية مصغرة تجتمع بالأردن بعد أيام لوضع خطة تحرك .

>> لا تراجع عن حل الدولتين وإقامة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية بجانب دولة إسرائيل

شهدت الساحة السياسية العربية حالة من التوتر بعد قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان نقل سفارة بلادة إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل الأمر الذي دعى لتكاتف جميع دول العالم في مقدمتهم الدول العربية والأسلامية الوقوف صفا ضد هذا القراروبادرت مصر بتقديم مشروع قرار للاعتراض على قرار الرئيس ترامب ووافق عليه 128 عضو بالأمم المتحدة وذلك من خلال جمعية عمومية وسيترتب على تلك الموافقات عدة إجراءات تصعيدية ضد تهويد القدس ورفض عدد من الدول نقل سفاراتهم للقدس المحتلة.

صوت الأمة التقت السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح للوقوف على أهم المحطات التي ستلجأ إليها القيادة الفلسطينية دفاعا عن هوية القدس.. وإلى نص الحوار..

 

ماهي رؤيتك للدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية دفاعا عن عروبة وإسلامية القدس ؟

مصر هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية وقضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي مازالت هي القضية الأولي بالنسبة لمصر وللأمة العربية وأتقدم بالشكرالخاص للرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الخارجية المصرية، لما بذلوه من جهد صادق ومخلص وما أعطوه من توجيهات لكل البعثات الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع البعثات الدبلوماسية الفلسطينية وهذا ليس بجديد علي مصر التي دائما ما تدعم فلسطين على مر التاريخ وتدعم حقوقها المشروعة وحقها في تقرير مصيرها وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.


كيف تقيمون عدم رضوخ الدول للتهديدات الأمريكية بقطع المساعدات عن الدول التي تساند مشروع القرار المصري؟

أتذكر ما صرح به أحد ممثلي الدول عندما وقف علي منصة الأمم المتحدة وخاطب ترامب قائلا "الدول ليست للبيع " بمعنى أن أمريكا لا تستطيع أن تبيع وتشتري  في دول العالم، وأيضا ملك الأردن قال في تصريح له: "لن نبيع الأردن بكل مليارات الدولارات في الدنيا" وهذا يعني أن ما مارسته أمريكا من تهديد ينطوي تحت بند " البلطجة السياسية "ويخرج عن المألوف والمعمول به في العلاقات بين الدول ولا أفهم كيف يقف رئيس دولة تطلق علي نفسها لقب "الدولة العظمى" ويهدد العالم بأن من يصوت لصالح مشروع القرارالمصري سوف يقطع عنه المساعدات لذلك العالم بأثرة قال كلمتة:" لا لتهديدات ترامب ولا لقرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة إسرائيل" وهذا القرارباطل ولاغي ويتناقض ويتعارض مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقدس خصوصا وبالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي عموما.


- ماذا لو نفذ ترامب تهديده بقطع المعونة عن تلك الدول .. كيف تتوقع النتائج المترتبة؟

حدث قبل ذلك أن أوقفت أمريكا مخصصاتها المالية لليونيسكو، حينما صوتت لصالح قرار يتعلق بأن القدس مدينة فلسطينية، ومع ذلك لم تتوقف اليونيسكوعن العمل ولم تتأثر بإيقاف أمريكا للمساعدات، لذلك الإرادة الدولية ليست مرهونة بدولارات أمريكا وإذا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد بأنه يمكن أن تتحكم في العالم بحفنات الدولارات التي تقدمها هنا أو هناك، فهي مخطئة وتوقع نفسها في المزيد من الأخطاء.

وترامب حينما أعلن القدس عاصمة لإسرائيل أوقع بنفسه وأوقع بأمريكا في خطيئة تاريخية سياسية لا تغتفر،  فمن أين له أن يهدي القدس لإسرائيل فالقدس عاصمة عربية إسلامية مسيحية محتلة وجزء لا يتجزأ من الأرض التي احتلت عام 67 وأهل فلسطين في رباط ليوم الدين وبالتالي ترامب لا يملك القدس حتي يعطيها لمن لا يستحق.


- لماذا تغافل ترامب تصويت أمريكا عام 67 باعتبار القدس عاصمة محتلة ؟

هناك قرارات لمجلس الأمن ذات صلة بالصراع العربي الإسرائيلي، وذات صلة بالقدس تؤكد أن القدس جزء لا يتجزأ من الأرض التي احتلت عام 67 ولا يجوز تغييرالمكانة التاريخية والقانونية لمدينة القدس وهذا مذكور بالنص في قرارات مجلس الأمن الدولي والقرار 478 الذي صدرعن مجلس الأمن عام 1980 بحظر إنشاء أو نقل بعثات دبلوماسية بالقدس لأنها أرض محتلة،  لذلك آنذاك كان عدد من السفارات موجودة والبعثات الدبلوماسية موجودة بالقدس، والتزمت بقرار مجلس الأمن ونقلت مكاتبها من القدس المحتلة إلى تل أبيب.

فنحن قبلنا إقامة دولتنا على مساحة 22 % من فلسطين التاريخية التي احتلت عام 48 وبقي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والتي احتلتها إسرائيل عام 67 ونطلق عليها "نكسة حزيران" ووقع باقي فلسطين تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي العسكري والاستيطاني ومن ضمن الأراضي التي احتلت عام 67 هي القدس الشرقية لذلك حينما قبلنا بإقامة دولة فلسطينية في خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 67 أي قبل احتلالها من إسرائيل فهذا يعني أنه تتضمن القدس الشرقية التي هي جزء أصيل من الأرض التي احتلت عام 1967واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن لا تجيز ولا تسمح لأي طرف حتى للاحتلال الإسرائيلي نفسه أن يحدث تغيرات تاريخية وقانونية علي وضعية القدس وخاصة الجغرافية والديمجرافية، وهو يعمل الآن على تهويد القدس وإفراغها من سكانها الأصليين الفلسطينيين المرابطين علي أرض القدس حفاظا على هويتها.


- هل تري أن مشروع القرار المصري كان له أثر في رفض 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار ترامب ويعد ردا صريحا منهم بعدم نقل سفاراتهم للقدس؟

أمريكا لن تجرؤ على تقليل الدورالمصري،  فمصر تقود دبلوماسيتها باقتدارعالي لذلك الدبلوماسية المصرية ومصر حينما تقدمت بمشروع هذا القرار لمجلس الأمن تعرف ماذا تفعل تماما وليست بحاجة لتصويب من أمريكا ولا غير أمريكا وحينما انتقلنا بنفس مشروع القرار بطلب من القمة الإسلامية ومن دولة اليمن الممثلة للمجموعة العربية في الجمعية العامة وكسبنا هذا القرار فله بالمدلولات القانونية نفس قوة قرارمجلس الأمن يعني أي قرار يرفضه مجلس الأمن باستخدام الفيتو عليه، يحال بعد ذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ويحظى بثقة الجمعية العامة ويكون له نفس القوة والمدلولات القانونية.


 _الرئيس أبو مازن أعلن في باريس أن فلسطين تري أن أمريكا أصبحت عضوا غير نزيه في عملية السلام وفلسطين لن تقبل أي خطط أمريكية .. فما البدائل ؟

الرئيس أبو مازن بدأ تشاورات عميقة مع أشقائه القادة العرب في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، والملك سلمان وكانت هناك اتصالات تليفونية ، مع زعماء وقادة آخرين، وزارالرئيس أبو مازن باريس واجتمع مع الرئيس الفرنسي ماكرون، وأعتقد أن له زيارة قريبة مع موسكو وهناك تشاورات جادة ستتم مع روسيا للبحث في موضوع البدائل وهناك ملامح يمكن التأكيد عليها بأن أمريكا  لم تعد طرفا وسيطا أو راعيا صالحا، ولن نقبل بأي دور أمريكي بعد الآن والبدائل هي نقل القضية الفلسطينية إلي طاولة الأمم المتحدة علي أن تكون هي الجهة الدولية الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط وعقد مؤتمر دولي وإعادة تشكيل الرباعية الدولية التي تعتبرأمريكا أخرجت نفسها منها وهناك بدائل عديدة.


- البعض وصف كلمة المندوب الإسرائيلي بالأمم المتحدة بالوقاحة ، لوصفة دول العالم بأنها دمية بيد فلسطين.. كحيلة منه للوقيعة خاصة بعد تطاولة علي مجلس الأمم المتحده،  بوصفة بمجلس الأكاذيب.. .فبما تصفونه أنتم ؟

حينما تجد إسرائيل نفسها هي وأمريكا في عزلة دولية فماذا تتوقعون من مندوب إسرائيل وهو نفسه مروج الأكاذيب، ولا يتحدث بالحقائق وهذا يعني إفلاسا سياسيا ولم يبقي أمام إسرائيل وأمريكا إلا الحديث بهذه اللغة البعيدة عن الجوانب القانونية وعن الدبلوماسية.


_ ما هي عقبات إتمام المصالحة الفلسطينية حتى الآن ؟

لا يوجد عقبات ولم تتوقف وهناك مرحلة أولي ، وهي تمكين حكومة الوفاق الفلسطيني من تولي مسؤوليتها بشكل كامل في قطاع غزه كما هو معمول به في الضفة الغربية والأمور ربما تسير ببطء ولكنها تسير ولم تتراجع علي العكس هناك تمسك من الطرفين "فتح وحماس "وهناك توجيهات من الرئيس أبو مازن بالاستمرار في إنجاح المصالحة وإنجاح رعاية مصر للمصالحة ونحن أمام تحديات كبيرة وأحوج ما نكون في هذه المرحلة إلي الوحدة الفلسطينية، فحكوماتنا وسلطاتنا واحدة ونحن مقبلون علي مرحلة عنانها سلطة واحدة وقانون واحد.


- هل ترى أن تأخر إتمام المصالحة الفلسطينية وحالات الانقسام الداخلية ساعدت الإدارة الأمريكية في اتخاذ قرارها؟

الإدارة الأمريكية ليست بحاجة لفرصة لتتخذ قرارها لأن الموضوع أكبرمن انتهاز فرصه وجود انقسام فلسطيني لكي تخرج بهذا القرارالتاريخي الخاطئ، فأمريكا بهذا القرار وضعت نفسها في كفة الحركة الصهيونية وفي كافة مصالح الحكومة اليمينية بإسرائيل.


هل ترى أن توقيت إعلان ترامب قراره .. له دلالة معينة؟

ترامب كان ينوي التقدم بصفقة القرن لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وأراد أن يخرج القدس من المفاوضات وكان الرد الفلسطيني سريعا فلن نقبل بأي تسوية سياسية دون القدس ولن نقبل بأي دولة فلسطينية بدون القدس الشرقية عاصمة لها وفي تقديري الشخصي كان الهدف إخراج القدس من الحل القادم في الطريق والرد كان لا لصفقة القرن ولا لأي خطة مقترحة من قبل أمريكا والفريق الذي يعمل مع ترامب هو من غرر به لأنه فريق من التيارالصهيوني بأمريكا وفريق تربى في المستوطنات الإسرائيلية وترامب كشف عن أوراقه سريعا ومبكرا ويبدو أنهم جاءوا به لتحقيق هذه الغاية لأنه أعلن تضامنه مع اللوبي الصهيوني وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، ووضع نفسه بخانة المعادي لشعب فلسطين وأعطيناه فرصه لتقديم خطة منصفة متوازنة ومعتدلة ولكنه هو الذي أفقد نفسه هذه الميزة.

 

 

- هل يمكن لفلسطين أن تلجأ للمحكمة الجنائية الدولية؟

من حقنا أن نفعل دورنا بتقديم أي طلبات ملاحقة لمجرمين الحرب الإسرائيلية ولدينا لجان قانونية مختصة من الفلسطينيين والعرب ولدينا من الوثائق والخبرة ما يكفي لنقل معركتنا لأروقة محكمة الجنايات الدولية بما يحقق لفلسطين مكاسب جديدة، واستمعت في اجتماع القيادة الأخير أن الرئيس أبو مازن أعطى توجيهات بالجوء للمحكمة الدولية كخيار من الخيارات المطروحة أمام القيادة الفلسطينية للعمل في الحلبة الدولية وهناك منظمات حقوقية وقانونية كثيرة سوف نطرق أبوابها أيضا وستكون هناك لجنة وزارية عربية مصغرة ستجتمع بالأردن بعد عدة أيام لوضع خطة تحرك لها.


- هل تري أن تفتت الدول العربية مثلما حدث مع سوريا والعراق وليبيا واليمن من أقوي الأسباب التي استغلتها الإدارة الأمريكية لإعلان نقل سفارتها للقدس المحتلة في هذا التوقيت؟

علمت أن فريق ترامب أكدوا له أن العرب منشغلين بمشاكلهم الداخلية وترميم بيوتهم وهذا الوضع العربي بالتالي لن يكون هناك أي رد فعل وبالتالي سيمر قراره بسلام دون تعقيب ولكنهم أخطأوا في ذلك وردود الأفعال أثبتت أن القدس سيدة الموقف لأن القدس ليست شأنا فلسطينيا فقط بل عربيا وإسلاميا ومسيحيا والعالم كله أعلن التفافه حول القدس التي تشكل رمزية تاريخية ليست لفلسطين فقط بل للعالم كله بها مقدسات إسلامية ومسيحية ومحط أنظار ومهبط قلوب العرب والمسلمين فالقدس مدينة السلام. 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة