مع اقتراب إذاعة مسلسل "السلطان والشاه ".. سر تحالف قنصوه الغورى مع إسماعيل الصفوي
الخميس، 21 ديسمبر 2017 04:10 م
يفتح تأكيد القائمون على مسلسل "السلطان والشاه" اقتراب عرضه بعد الانتهاء من بقيه مشاهده دون التقيد بعرضه ضمن أعمال شهر رمضان المقبل قضية شائكة وهى الحروب التى اندلعت بين إسماعيل الصفوى الذى كان يحكم بلاد فارس وبين السلطان العثمانى سليم الأول وهو الصراع الذى كان له تأثيرعلى كل المنطقة بما فيها مصر حيث انتهى الأمر بهزيمة المماليك أمام السلطان سليم الأول.
"تحالف الغورى المملوكى مع اسماعيل الصفوى وأثره فى انهيار الدولة المملوكية" تحت هذا العنوان كان الدكتور أحمد صبحى منصور قد أعد دراسة مطولة حول أسباب هزيمة المماليك أمام السلطان العثمانى وكيف استطاع الشاه إسماعيل الصفوى أن يغير سياسته ويستميل السلطان قانصوه الغورى ضد سليم العثمانى.
يقول الدكتور صبحى منصور صرح سليم الأول فى رسالته للغورى فى محرم 922 بأن غرضه من تأديب "القزلباش" - الجيش الصفوى - كان لمجرد اظهار النواميس الآلهية والشرائع النبوية وفق قوله .
يتابع منصور: لقد تساقطت أمام سليم بلاد الشام التابعة للغورى بعد مقتل الغورى وهزيمة جيشه، وزين له عملاؤه ـ ومنهم بعض المماليك الذين إنضموا اليه ـ أن يستولى علي الشام .وبعث سليم يستميل طومان باى يطلب طاعته ، وكان طومان باى هو الذى خلف الغورى فى السلطنة المملوكية فى مصر . وكرر سليم هذه الدعوة لطومان بعد هزيمة طومان وفراره للصعيد وقد رضى طومان بأن يحكم مصر باسم العثمانيين ولكن قتل بعض المماليك رسل العثمانيين ففشلت الوساطة".
يضيف "منصور" والواقع أن سليم كان متخوفا من توغله فى الشام ومصر لأن ذلك لم يكن فى تخطيطه سلفا، وحين أصيب ببعض الخسائر صاح فى خاير بك ـ الأمير المملوكى الخائن الذى إنضم اليه ضد سيده الغورى :" أنت اغررتنى وطمعتنى فى أخذ هذا الأقليم فأنظر كيف وحين تصنع وتدبر نفسك كيف تتصرف وإلا فهى براسك "
يضيف "منصور " فى جانب آخر من الدراسة تحت عنوان "تآمر اسماعيل الصفوى على السلطان سليم العثمانى بعد وفاة الغورى :"ولا بد أن الصفوى قد فوجىء بالإنهيار السريع للدولة المملوكية غنيمة سهلة أمام خصمه اللدود. وهذا الأتساع الجديد للدولة العثمانية ـ علاوة على ما فيه من مكاسب لسليم ـ فقد سد الطريق امام اسماعيل الصفوى للتوسع غربا، ولم يعد أمام الصفوى إلا مواصلة ما برع فيه من دسائس، اعتمادا على أعوانه من الشيعة فى سوريا ومصر، ولم ينقطع عن نشاطه حتى مات بعد عمر قصير لم يتجاوز ثمانية وثلاثين عاما سنة 930" .
يتابع:" ولقد أرسل الصفوى رسالة إلى سليم بعد عودته من القاهرة إلى دمشق يقول له فيها : "ملكت كثيرا من البلاد،استوليت على مصر خاصة وأصبحت خادم الحرميين الشريفين، والآن أرضك أرض الأسكندر.لقد زال ما كان بيننا ولن يعود مرة أخرى.عد إلى مملكتك وأعود أنا إلى مملكتى. لنصُن دماء المسلمين سويا . اننى سأحقق رغبتك ومُنيتك أيا كانت ". ولم يطمئن سليم إلى هذه الرسالة المعسولة ورفض عقد الصلح مع الشاه اسماعيل، وأرسل الصدر الأعظم بيرى محمد باشا على رأس ألفى جندى إلى ديار بكر لمراقبة تحركات الشاه هذا ، بينما واصل اسماعيل الصفوى تآمره على العثمانيين فى الشام اعتمادا على ما فيها من شيعة دار بعضهم فى أسواق دمشق يندبون الحسين بعد سقوط الدولة المملوكية .
أحمد صبحى منصور
ولم ييأس إسماعيل الصفوى فجرب حظه مع الأمير جان بردى الغزالى الذى عينه سليم نائب الشام، فثار جان بردى الغزالى على أسياده الجدد العثمانيين وفشل أيضا وامتد نشاط الصفوى إلى مصر بعد وقوعها تحت سيطرة سليم .
أثناء قتال سليم مع اسماعيل فى تبريز تسلل الشيخ الصوفى ظهير الدين الأردبيلى ووصل الى أن يكون من حاشية السلطان سليم. وكان ذلك الشيخ من كبار دعاة الشيعة السريين التابعين لإسماعيل الصفوى،وقد خدع السلطان سليم بتصوفه السُّنّى فأخذه سليم معه إلى عاصمة الدولة العثمانية ، وعيّن له كل يوم ثمانين درهما. واستغل الأردبيلى وضعه الجديد لصالح سيده اسماعيل الصفوى فاستمال أحمد باشا مملوك سليم ووالى مصر وجعله يعتنق التشيع ، ويثور على الدولة العثمانية، وانتهى الأمر بمقتله بعد فشل ثورته.
يؤكد منصور:" وهكذا انتصرت الدولة العثمانية على الدولة الصفوية،وانتصر مع الدولة العثمانية دينها الأرضى "التصوف السنى" بينما ضاعت فرصة التشيع فى الانتشار متخفيا بالتصوف بل أتيح للتصوف أن يتحكم فى العصر العثمانى على حساب العناصر السنية التى تقلص دورها فى تأدية الفرائض شكليا فى مساجد تمتلىء بأضرحة الأولياء الصوفية وتستخدمها لعبادتهم أصلا ، وتحمل أسماءهم. هى صلاة ولكن للأولياء المقد.
يذكر أن مسلسل "السلطان والشاه" سيناريو وحوار عباس الحربى ومن إنتاج محسن العلى وإخراج محمد عزيزية، ويشارك فى بطولة العمل مجموعة كبيرة من نجوم الفن فى الوطن العربى كل من محمد رياض، مادلين طبر، كمال أبورية، سامر المصرى، زهير النوبانى، صفاء سلطان، سميرة بارودى، وعبد الرحمن أبو زهرة، بالإضافة إلى عدد كبير من النجوم العرب من فلسطين والعراق وسوريا والأردن.