"وعشقت فيكي الخواجة يني".. مصر واليونان وقبرص يحيون الجذور في عهد "السيسي"
الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 12:49 ممحمود عثمان
عشق دائم من اليونانين لمصر بمدنها المختلفة ويأتى على رأسها المدينة المحببة إليهم الإسكندرية، وبعدها عاصمة البلاد القاهرة، ولم يعشق اليونانيون فقط مصر ولكن "العشق" كان متبادل وعبرت عنه أشعار أحمد فؤاد النجم عندما كان يتحدث عن الإسكندرية قائلا "وعشقت فيكي الخواجة يني اجريجي لكن مصراوي جني"، واليوم بدأ على أرض الواقع إحياء التاريخ بين الشعبين المصرى واليونانى ومعهما قبرص بتوقيع بروتوكول إحياء الجذور، والذي قد أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر الماضي، خلال القمة الرئاسية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.
ووقعت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، والمفوض الرئاسي للشئون الإنسانية والقبارصة المغتربين ونائب وزير الخارجية اليوناني لشئون الجاليات اليوم، بقصر رئاسة الجمهورية القبرصية في نيقوسيا، بروتوكول ثلاثي الأطراف وذلك لإطلاق أسبوع الجاليات (إحياء الجذور) في مطلع مارس 2018.
كان لليونانيين حضور مؤثر وكبير في مصر في أحقاب مختلفة، فمنذ الفترة الهلنستية حتى ما بعد ثورة 23 يوليو 1952، رغم سفر معظمهم، بالإضافة إلى العلاقة الخاصة والفريدة للحضارتين المصرية واليونانية، والتي ترجع لآلاف السنين والتي استمرت على بعض المستويات إلى يومنا هذا، والاسهامات الثقافية والأكاديمية للحضارات اليونانية في مصر.
وعلى الرغم من توافد الجاليات الأجنبية على مصر في عصور وحقب زمنية مختلفة، فإن الجالية اليونانية تظل لها تأثير خاص في التاريخ المصري، فلا يزال ظلال هذا التأثير ظاهراً في شوارع وأزقة ومحال ومقاهي مدينة الإسكندرية، كما تحتفظ الجالية بحضور خاص في العاصمة القاهرة.
وزراء مصر واليونان وقبرص كانوا قد أعلنوا في أكتوبر الماضي عن إطلاق المشروع خلال مؤتمر صحفي بمدينة الأسكندرية لتكون نقطة إنطلاق المشروع، ويأتي هذا البروتوكول لتكريم الجاليات الأجنبية على الأراضي المصرية لتكون مصر هي أول دولة في العالم تحتفي بالجاليات الأجنبية التي عاشت على أرضها وعلى رأسها اليونانيين والقبارصة، اللذين عشقوا مصر ورفض بعضهم مغادة الإسكندرية ولا يزال هناك لهم جاليات عاشت حياتها كلها في مصر.
يتربع المثلث الذي يجمع مصر وقبرص واليونان علي قمة الاستقرار والتعاون والأمن فإن الثلاث الدول تربطهم قيم وثقافات وعلاقات شعبية وطيدة مما يسعفهم في نشر مفاهيم السلام والرخاء في منطقة شرق البحر المتوسط، إنها علاقة صداقة وتقدير واحترام متبادل.
تسعى الدول الثلاثة خلال الفترة الأخيرة لتوسيع أفق التعاون الثلاثي بين البلدان الثلاث فيما يتعلق بملف المغتربين مما يوفر وسيلة لتعزيز المصالح الوطنية بشكل افضل فى مراكز صنع القرار والمجتمعات الدولية.
وتهدف مصر من خلال هذا المشروع المقترح من وزيرة الهجرة نبيلة مكرم إلى تكريم القبارصة واليونانيين وأحفادهم باستضافتهم عبر زيارة تمثل عودة إلى مصر المكان الذي كانوا يعيشون فيه، وستنظم وزارة الهجرة بالتعاون مع المفوض الرئاسي للشئون الإنسانية والقبارصة المغتربين ونائب وزير الخارجية اليوناني هذه الزيارة لمدة أسبوع لليونانيين والقبارصة وأسرهم الذين كانوا يقيمون في مصر حتى ثورة 1952 ومنذ ذلك الحين هاجروا إلى اليونان وقبرص أو في مكان آخر.
حضر مراسم التوقيع من الجانب المصري اللواء سمير طه مساعد وزير الهجرة لشئون الجاليات، والسفيرة مي طه خليل سفيرة مصر لدي دولة قبرص.