"تصفية حسابات".. "صوت الأمة" تكشف بالمستندات تفاصيل خطيرة في أزمة نقص البنسلين.. هل تورطت وزارة الصحة؟
الجمعة، 15 ديسمبر 2017 05:07 م
- خطاب من "أكاديما انترناشيونال" لإدارة الصيدلة للتحذير من الأزمة
- مليون ونصف وحدة بنسلين كانت بالأسواق في أبريل الماضي بعد أن ترك شعراوي "أكاديما انترناشيونال"
- الدكتورة ألفت غراب رئيس الشركة العربية للأدوية صنعت الأزمة.. و"تصفية الحسابات" كلمة السر
هل تورطت وزارة الصحة في صناعة أزمة البنسلين؟
ألفت غراب "اللغز"
التحريات والمستندات تؤكد أن هناك متهماً رئيسياً في القضية، هو رجل الأعمال "مدحت.ص"، وهناك علامات استفاهم كثيرة تدور حول الدكتورة ألفت غراب رئيسة شركة "اكديما القابضة"، والتي تعلم تمام العلم أن العقار الحيوي يتم توفيره من قبل 7 شركات أدوية، ما بين الإنتاج والتصنيع المحلي، من بينها 6 شركات تابعة لوزارة قطاع الأعمال تحت مظلة الشركة القابضة للأدوية، وهي عاملة في تصنيعه محليًا بعد استيراد المادة الخام؛ وهي شركة النيل وشركة مصر والنصر وسيد التابعين للشركة القابضة للأدوية، إضافة إلى شركة تصنيع أخرى، وهي شركة المهن الطبية التي تتبع شركة أكديما القابضة، فضلًا عن وجود شركتين أخيريين تتبع نفس الشركة قائمتين على الاستيراد من الخارج، وهما "اكديما إنترناشونال وأكتوبر فارما" التابعتين للشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الدوائية "أكاديما القابضة".
المرأة اللغز في أبريل 2017 – وقت بداية الأزمة – قامت بتغيير رئيس مجلس إدارة شركة أكديما إنترناشيونال، "مدحت. ش"، ووقف نشاط استيراد الأخيرة لحين الكشف عن العلاقة بين الشركات وتأخر سداد المديونيات، وذلك من خلال تشكيل لجنة لفحص تلك الأمور، ووفقاً لما كشفته المستندات فإنه كانت هناك بعض المديونيات على شركة أكديما إنترناشيونال قبل أن يترك رئيس مجلس الإدارة السابق منصبه بسبب أزمة تدبير العملة، وأيضًا بسبب أن جزءا كبيرا من أموال الشركة، كان يتم توجيهها لبناء مصنع "الهرمون" الذي اُفتتح قريبًا، كون أول إنتاج له يُغطي معظم مديونيات الشركة، في حين أن المورد الأجنبي للبنسلين يُحول إليه جزء من قيمة الرسائل الاستيرادية المطلوبة وجزء آخر من المستحقات القديمة عن طريق شركة تكنوفارما، كونها الوكيل التجارى للشركة.
الكارثة الكُبرى تمثلت في إرسال الدكتورة ألفت غُراب، وفد من شركة أكديما إنترناشيونال إلى المورد الأجنبي في الصين، وإبلاغه بأن رئيس مجلس إدارة الشركة السابق تتم ملاحقته قضائيًا، وأن مُستحقاته السابقة لدى شركة تكنوفارما، التي يرأسها أيضًا "مدحت. ش"، رئيس مجلس إدارة اكديما انترناشيونال السابق، وهو ما أدى في النهاية إلى إيقاف التعامل مع المورد الصيني وعدم توريد العقار بسبب سوء إدارة اكديما القابضة للأزمة وتصفية حسابات شخصية على حساب المريض، والذي يؤكد ذلك نصوص العقد المبرم بين اكديما انترناشيونال وشركة تكنو فارما، يشير إلا أنه ليس من حق الأخيرة الاستيراد إلا بموافقة شركة اكاديما، ما يؤكد عدم مسؤلية "تكنو فارما" عن الأزمة، بحسب تصريحات وزارة الصحة.
لم تقف الكارثة عند هذا الحد، فقد كشف مستند – حصلنا على صورة منه- صادر إلى إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، عن التحذير من وجود أزمة بنسلين بالأسواق، والذي يحذر من قدوم أزمة بنسلين بسبب توقف المفاوضات مع المورد الصيني، وأن رئيس مجلس إدارة شركة "تكنوفارما" خاطب رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيادلة في 19 نوفمبر 2017، يحذر من حدوث أزمة في عقار البنسلين، وكذلك موافقته على استيراد شركة "أكديما إنترناشيونال" لـ900 ألف "فيال" بنسلين من المورد الأجنبي مباشرة دون أدنى مسئولية من الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، كون "تكنوفارما" الوكيل الحصري لهذا المُستحضر ولا يحق لغيرها الاستيراد.