الثعلب رفعت جبريل.. 8 سنوات على رحيل من قذف الرعب في إسرائيل
الخميس، 14 ديسمبر 2017 12:35 م
8 سنوات تمر اليوم الخميس، على رحيل رفعت جبريل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، والمقلب بـ"الثعلب" الذي قذف الرعب في قلب إسرائيل، ورصدت مليوني دولار لمن يأتيها برأسه.
ربما لا يذكر البعض أن رفعت جبريل (15 مارس 1928 - 14 ديسمبر 2009)، هو نفسه الثعلب الذي جسد شخصيته الفنان نور الشريف، في مسلسل يتناول إحدى عمليات رفعت جبريل، من ملفات المخابرات المصرية، ويحمل نفس الاسم، وتم إنتاجه عام 1993، وقام بالمعالجة الدرامية والسيناريو والحوار إبراهيم مسعود.
بدء الثعلب مشوار كفاحه الوطني من أجل مصر، في سلاح المدفعية، ثم شارك في تنظيم الضباط الأحرار بترشيح من خالد فوزى، رئيس إحدى شعب التنظيم، والذي عمل أمين عام رئاسة الجمهورية فيما بعد.
وفي ليلة 23 يوليو، كان رفعت جبريل – كما روى فى إحدى الحوارات الصحفية – مسئولاً عن تأمين نقاط التفتيش في منطقة العباسية، وشارك في القبض على عدد من أصحاب الرتب التي كانت تمثل عائقًا أمام الثورة.
شارك الثعلب في حرب 1956، وتحديدًا في قطع الطريق على قوات الإنجليز لمنعها من الوصول إلى القاهرة عن طريق وادي المعادى، وكذلك زراعة الألغام في قناة السويس لمنع تقدم بواخر تحالف العدوان الثلاثي، بعد ذلك انضم رفعت جبريل للعمل في المخابرات المصرية، في منتصف عام 1957.
تخصص جبريل رفعت بعدما انضم إلى المخابرات العامة في ملف كشف ومكافحة تجسس إسرائيل، ليتولى بعد ذلك منصب رئيس هيئة الأمن القومي، وهو أرفع المناصب بالجهاز.
ربما تكون أولى مراوغات الثعلب لإسرائيل، هي حينما شارك في الإيقاع بالجاسوس باروخ مزراحي، وهو ضابط من مخابرات إسرائيل، والذي تم تكليفه بالذهاب إلى اليمن، تحت غطاء دبلوماسي كويتي، إلا أنه تم الاشتباه فيه من قبل ضباط الأمن في اليمن، وحينما قاموا بتفتيش منزله، وجد به مجموعة من الأفلام والصور لبعض القطع الحربية التي تعبر من طريق باب المندب.
لم تسفر تحريات رجال الأمن في اليمن عن شيء مع الجاسوس الإسرائيلي، وهنا قاموا باللجوء إلى جهاز المخابرات المصرية، ليسافر إليهم رفعت جبريل، ويتسلمه، فقامت إسرائيل بإرسال وحدات كاملة وراء الثعلب لإنقاذ ضابط الموساد.
وعلى الرغم من الوحدات التي أرسلتها إسرائيل لإنقاذ أسيرها من بين فكاك الثعلب، إلا أنها لم تنجح فالإمساك به، في الطرق التي مر بها في الصحراء والوديان، حتى وصل إلى البحر ليتم التقاطه بغواصة مصرية، وفي 3 مارس 1974 تمت مبادلة الجاسوس الإسرائيلي بـ65 فدائيا فلسطينيا من سكان الضفة والقطاع.
ومن أشهر مراوغات الثعلب أيضًا، قيامه باستدراج هبة سليم إلى مطار ليبيا، ليقوم بترحيلها إلى القاهرة، لتعترف بعملها جاسوسة لصالح إسرائيل.
أما العملية الأكبر، فهي قدرته على زرع أجهزة تنصت شديدة الدقة في أحد المقرات السرية للموساد في إحدى العواصم الأوروبية، وهي العملية التي كشفت جلسات التعاون بين مخابرات أوروبية وشرقية مع إسرائيل في بداية السبعينيات، وهي العملية التي سطع فيها نجم الثعلب في سماء عالم المخابرات، لترصد إسرائيل مكافأة مالية قدرها مليوني دولار لمن يأتيها برأسه.