"المعارك السيبيرية".. جنود "إلكترونيين" في مواجهة الجيوش التقليدية

سلاح جديد تزداد أهميته يوما بعد آخر فى الحروب، وهو ما يطلق عليه "الجيش الإليكترونى"، خاصة بعد أن أعلنت أمريكا عزمها ارسال فرقا من المحاربين "الإلكترونيين" إلى ساحات المعارك، فما مهام الجيش الإليكترونى وهو هناك دولا أخرى تستعين بها فى حروبها؟

 القيادة "السيبيرية" أو الإلكترونية، كانت في الماضي جزء ثانويا من القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة، إلا أن الرئيس دونالد ترمب أمر وزارة الدفاع الأميركية  برفعها وضمها إلى قيادته الخاصة، في اشارة إلى اهميتها المتزايدة بحسب صحيفة نيويورك تايمز. 

تختلف مهام "الجنود الإليكترونيين"عن "الجنود التقليديين"، والذين يبادرون إلى الاشتباك والتدمير، لكن نظرائهم من الجيش الإليكترونى يقومون بالاختراقات لخلق حالة من الإرباك فى صفوف العدو، اذ تتطلع العسكرية الأميركية بشكل متزايد لأخذ المبادرة الهجومية ضد شبكات الكومبيوتر التابعة لأعدائها وفق الكولونيل روبرت ريان بالجيش الأمريكى.

تابع ريان فى تصريحات سابقة له خلال لقاء له بقاعدة هواى العسكرية " التدمير ليس هو الهدف العام. كيف بامكاني أن أقوم بالتاثير بوسائل غير حركية؟ كيف يمكنني الوصول وخلق الإرباك وكسب السيطرة".

فيما قال الكولونيل ويليام هارتمان من القيادة الإلكترونية في الجيش الأميركي، أنه تم دمج الجنود الإلكترونيين مع فرق المشاة قبل ستة اشهر، على أن يتم وضع خطط عمليات لهم بحسب حاجة القادة.

وكانت القيادة الإلكترونية الأميركية "سايبركوم" قد استطاعت وضع "أجهزة مزروعة" في شبكات تنظيم داعش حيث يجري الجيش الأميركي منذ ثلاث سنوات، تدريبات على عمليات كهذه في مركز ضخم في جنوب كاليفورنيا.

ليس شرطا أن يكون الجيش الإليكترونى تابعا للجيش الرسمى لدولة ما فهناك جهات عديدة معارضة فى بعض الدول أطلقت على نفسها لقب " الديش الإليكترونى " من قبيل الجيش اليمني الالكتروني والذى كان قد اخترق موقع صحيفة الحياة السعودية التي يقع مقرها في لندن عاصمة المملكة المتحدة في أبريل 2015 فضلا عن تسريب البيانات من وزارة الخارجية السعودية في مايو التي أدرجت لاحقا في ويكيليكس.

اختراق الجيش الإليكترونى لموقع صحيفة الحياة دعا البعض لأن يتهمه بأنه جيش موالى للشيعة ومدعوم من دولة إيران .كما أن مسميات الجيوش الاليكترونية انتشرت بالعديد من الدول العربية التى بها قلاقل وصراعات مثل ليبيا.

وكان الجيش الإلكترونى السعودى على الموقع الرسمى للإخوانى يوسف القرضاوى بشكل كامل كاتبا على الموقع عبارة : "موقع القرضاوى تحت سيطرتنا للأبد.. الجيش السعودى الإلكترونى".

الجدير بالذكر أن السلطات الألمانية كانت قد سلمت للولايات المتحدة أحد عناصر مجموعة "الجيش السوري الإلكتروني" للهاكرز، بيتر رومار، الذي تتهمه واشنطن بابتزاز وغسل الأموال.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأنه من المنتظر أن يمثل بيتر رومار، أحد قراصنة الإنترنت من أصل 3 يزعم تعاطفهم مع الرئيس السوري بشار الأسد، أمام محكمة اتحادية في مدينة ألكساندريا بولاية فرجينيا.

فيما أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن السلطات  وجهت اتهامات بالتآمر فيما يتعلق بقرصنة الكمبيوتر لثلاثة سوريين أعضاء في الجيش السوري الإلكتروني.