بعد 20 عام على الغاء تكليف خريجي كليات التربية.. التدريس مهنة من لا مهنة له
الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 08:00 م
في عام 1998 قررت الحكومة الغاء تكليف خريجي كليات التربية المعنيون بالتدريس، ومنذ ذلك التاريخ اقتحم " التدريس" خريجون من كليات وتخصصات لا علاقة لها بالمهنة كما أنهم غير مؤهلين للممارسة التدريس.. غير أن عددا كبيرا من المواطنين والمسئولين أيضا حملوا خريجي كليات التربية مسئولية تردي العملية التعليمية في الوقت الحالي.
وانتقدت مصادر بديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تعيين غير المتخصصين من خريجي الكليات الأخرى في مهنة التدريس بعد أن تم الغاء التكليف قبل ما يقرب من 20 عاما.
وقالت المصادر إن كليات التربية ليست سببا في مشكلات التعليم في مصر، مشيرا إلى أنها لا تدير منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر، كما أنها لم تقرر تعيين غير متخصصين وغير مؤهلين في المدارس.
تحدثت"صوت الأمة" مع المعلمين حول هذه المشكلة التي أغفلها كثيرمن الوزارء والمسئولين السابقين والحاليين للتعليم حتى أن أحدهم قال :" لو عاد التكليف من جديد لأعلنا الافراح والليالي الملاح".
التربية والتعليم تتجاهل الأمر بعد الإعلان عنه رسميا
وزارة التربية والتعليم في عهد الدكتور الهلالي الشربيني أجرت ما عرف وقتها بالحوار المجتمعي الشامل لتطوير وإصلاح التعليم، وقررت وكان من ضمن توصيات الحوار إعادة تكليف معلمين من خرجي كليات التربية مرة أخرى، وأعلن الوزير وقتها تلك التوصية في مؤتمر صحفي بتاريخ 23 نوفمبر 2016 لكن بعد خروج الشربيني من الوزارة انتهت توصيات مؤتمر الحوار المجتمعي ولم يسمع أحد عن إعادة التكليف .
المعلمين المستقلة: عودة تكليف كليات التربية أكثر أمانينا ونطالب بها منذ زمن بعيد
قال حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة، إن النقابة طالبت كثيرا بإعادة تكليف خريجي كليات التربية، قائلا " لو حدث ذلك سوف نقيم الأفراح وليالي الملاح".
وأضاف إبراهيم أن المادة الرابعة من قانون نقابة المعلمين المستقلة، الذي تم إرساله لوزارة التربية والتعليم يطالب باعادة التكليف، مؤكدا أن مهنة التدريس أصبحت " وظيفة" لمن لا وظيفة له.
وقال حسين إن التكليف مهم لخريجي التربية " يدخلون الجامعة حبا فى التدريس وليس تحصيل حاصل"، مؤكدا أن التكليف يجبر الخريج علي النزول إلى الميدان والتعامل مع الطلاب بالفصول والإندماج مع العملية التعليمية.
وأشار إلى أن الازمة اتسعت حيث أن معظم المعلمين بمراكز الدروس الخصوصية ليسوا معلمين وليسوا خريجى تربية ، ومعظم المعلمين بمراكز الدروس الخصوصية على صلة قرابة بصاحب المركز، ووهو ما أدى إلى تدهور العملية التعليمية حيث أصبحت من مهنة راقية إلى " سبوبة وبيزنس".
ولفت حسين إلى العجز الكبير في أعداد المعلمين، مشيرا إلى البطالة بين خريجي كليات التربية، قائلا " كل ما يصدر عن الوزارة من إحصائيات عار تماما من الصحة"، مؤكدا أن العجز يصل في بعض المدارس إلى 54 معلم.
600 جنيه مقابل التأهيل التربوي لغير خريجي التربية
وقال ناصر شعبان مدير مدرسة السعيدية بالجيزة، إن تكليف كليات التربية معطل منذ 20 عاما، مؤكدا أنه ليس خريج كلية تربية وحاصل على ترقية بالتأهيل التربوي من جامعة عين شمس لمدة عام مقابل 600 جنيه.
وأشار ناصر لـ"صوت الأمة"، أن الوزارة بدأت تعطي الاولوية لخريجي كليات التربية وهذا ما فعلته مع مسابقة الـ30 ألف معلم.
وزارة التربية والتعليم ترد
في هذا السياق قال الدكتور محمد عمر، معاون وزير التربية والتعليم، إن مشاكل المعلمين في مصر متراكمة منذ 40 عاما، مشيراً إلى أن التعليم، تشبع بسبب ما يسمي بـ"الدبلوم التربوي" والذي يتيح للدكتور والمهندس وغيرهم من المهن أن يعملوابالتدريس.
مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم، تبحث عن بديل وحل لأزمة 400 معلم من غير الحالصلين على الدبلوم التربوي، أو يقومون بتخليص الاوراق المطلوبة منهم، بعد أن فصلت قبلهم من غير الحاصلين على صلاحية الأكادمية المهنية للمعلمين وعملوا فى التربية والتعليم لأكثر من 10 سنوات، بالإضافة إلى إمتلاكهم الخبرة والممارسة الكبيرة، لكنهم فى انتظار اقرار النص القانون التشريعي لكي يعودوا الى العمل مرة أخري.
وأكد معاون الوزير، أن الدكتور طارق شوقي، تعاطف مع هؤلاء المعلمين قائلا :" أكيد مش هنقولهم شكرا من غير ما نوجد لهم البديل"، موضحا أن الحل الوحيد هو التعاقد مع هؤلاء المعلمين بالتنسيق مع المحافظ المختص، ولذلك عمل الوزير على تجميد إجراءات الفصل الخاصة بالمعلمين غير الحاصلين علي دبلوم تربوي، وهو ما أدي إلى إجراء تعديل تشريعي في المادة رقم 73 بقانون التعليم قبل الجامعي.
وانتقد عمر، ما حدث خلال الفترة السابقة بناء على طلب وزارة التربية والتعليم، وتوسيع "قماشة المعلمين" التى كانت بداية الكادر حيث تم السماح لغير المتخصصين بالحصول علي دبلوم تربوي سنتين أو أكثر لتغير المهمة المكلف بها ويعمل بعد ذلك معلم داخل مدرسة ويكون علي قوة وزارة التربية والتعليم قائلا :" زى إمام الجامع مش لازم يكون خريج أزهر ولكن لازم يكون مدرب وعنده ملكة الخطابة".
مطالبات عديدة بعودة تكليف خريجي التربية
بناء عليه طالب عدد من المعلمين أن يضع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم هذه القضية على قائمة أولويات الوزارة، وأن يستغل خريجي كليات التربية بشكل أفضل مما هما عليه الآن.