أردوغان "ذو الوجهين".. سقوط قناع الخليفة العثماني في أزمة القدس

الأحد، 10 ديسمبر 2017 03:00 م
أردوغان "ذو الوجهين".. سقوط قناع الخليفة العثماني في أزمة القدس
أردوغان
محمود على

 

استمرارًا للموقف التركي الرسمي الغريب والمتناقض، من ملف القدس المحتلة، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أفادت وكالة فرانس برس أن الشرطة في اسطنبول اعتقلت أمس السبت، حوالي 10 محتجين على القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

وتجمع المتظاهرون فى حى كاديكوى، على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور، ورفعوا العلمين التركى والفلسطينى ولف بعضهم أعناقهم بالكوفية الفلسطينية مرددين شعارات مناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل ورافعين لافتات كتب عليها "ضد الامبريالية والصهيونية وشركائهما المحليين"، إلا أن الشرطة التركية تدخلت بعنف لاعتقال عدد من المتظاهرين.

 

الشرطة التركية تلقى القبض على متظاهرين 1

 

الغريب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان من بين الزعماء الذين بادروا بالتنديد بالقرار الأمريكي بشأن القدس، متعهدًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ردًا على القرار الأمريكي، لكن رغم ذلك فإن التحركات الرسمية لتركيا التي أعقبت القرار الأمريكي المشؤوم تجاه القدس تعبر عن تناقض واضح، ومن بين ذلك قمع التظاهرات المحتجة على لقرار ترامب، الأمر الذي استبعد مراقبون كثيرون اتخاذ أردوغان خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية، مستندين إلى ما تتبناه القناة الرسمية التركية من معلومات خاطئة عن القدس المحتلة.

 

الشرطة التركية تلقى القبض على متظاهرين3

 

وتسود حالة غضب عربية واسعة اتجاه الزعماء المتاجرون بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حول قضية القدس أداة لخطاباته النارية لكسب مزيد من الأصوات، وهو ما ظهر في عدم انضمام تركيا للدعوة التي قدمتها كل من السويد ومصر وفرنسا وبوليفيا وإيطاليا والسنغال وإنجلترا وأوروجواي بعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة لبحث إعلان إسرائيل القدس المحتلة عاصمة لها واعتراف ترامب بذلك، على الرغم من أن "أردوغان" يعتبر نفسه المدافع الأكبر عن هذه القضية.

 

الشرطة التركية تلقى القبض على متظاهرين 7

 

وكان ما أثار اللغط مؤخرًا، هو خروج وثيقة عودة العلاقات التركية الإسرائيلية، والتي ورد فيها فضيحة اعتراف القدس عاصمة لإسرائيل بنص الاتفاقية التي قيل فيها: "تم التوقيع علي هذه الاتفاقية في كل من أنقرة والقدس في يونيو 2016″، وذلك على الرغم من أن تل أبيب كانت عاصمة إسرائيل وقتها وليس القدس، كما ظهرت فضيحة  أخرى لا تقل عن سابقتها حيث تبين أن برنامج الأطفال المسمى "وردة الرياح" الذي يذاع على قناة تي آر تي (TRT) التركية الرسمية قدم القدس عاصمة لدولة إسرائيل.

 

الشرطة التركية تلقى القبض على متظاهرين

وبحسب الفيديو المتداول طرح مقدم البرنامج في قسم "العواصم" على الأطفال المتسابقين سؤال: "القدس عاصمة أي دولة سويسرا أم إسرائيل"، ثم يشير إلى أن إسرائيل هي الجواب الصحيح لهذا السؤال، الأمر الذي آثار غضبًا واسعًا في الشارع التركي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق