"القدس" تدفع ثمن انهيار جيوش دول الربيع العربي.. والجيش المصري الناجي الوحيد بالمنطقة
الجمعة، 08 ديسمبر 2017 10:17 صتحليل- محمد أحمد المسلمي
تساؤلات عديدة أطلقت على منصات التواصل الاجتماعي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل والتوقيع على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كان أبرزها أين الجيوش العربية؟ وكأن من أطلقها منعزل تماما عن الواقع الذي تشهده عدة دول بالمنطقة من صراعات سياسية وطائفية أدت إلى تدمير جيوشها كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
القرار الأمريكي جاء بعد سنوات من الصراعات التي عاشتها المنطقة العربية أسفرت عن تقسيم بعض الدول وتدمير قوتها العسكرية، ما يجعل السؤال عن تحرك الجيوش العربية بشأن القدس انفصال عن الواقع، فالشرق الأوسط فقد خيراته بسقوط عدد من القوى العربية واحدة تلو الأخرى نتيجة الدمار الذي حل بعدد من الجيوش، حتى اختار ترامب الوقت المناسب الذي يسيطر فيه التفكك والضعف على المنطقة ليعلن قراره بشأن القدس.
الجيش السوري دخل مستنقع الحرب الأهلية التي ما زالت مستمرة حتى الآن، وأيضا مع مجموعات إرهابية مسلحة داخل أراضيه، أما الجيش العراقي الذي كان مصنفا من أقوى الجيوش، يعيش حالة من عدم الاتزان بعد دخوله في سلسلة من الحروب خلال الفترة الأخيرة منها مواجهة تنظيم داعش الإرهابي بعد احتلاله عدة مناطق ومدن عراقية، ونفس الأمر بالنسبة للجيش الليبي الذي يعاني التفكك ويمر بهذه الأزمات في مواجهة العناصر الإرهابية المسلحة، وكذلك الجيش اليمني الذي دخل في صراعات مع مليشيات الحوثي، ليبقى الجيش المصري هو القوة الكبرى والجيش الوحيد بالمنطقة العربية الذي يدافع عن العروبة.
وسط كل هذه الصراعات التي تحيط بالمنطقة العربية، يبقى الجيش المصري الوحيد الأكبر والأقوى بالمنطقة والذي حافظ على قوته، وفقا لما أعلنه موقع جلوبال فاير باور المتخصص في الشأن العسكري، في تقرير أصدره، يوليو الماضي، بأن القوات المسلحة المصرية احتلت المركز الأول عربيا والعاشر عالميا متفوقة على إسرائيل.
هذا التصنيف والترتيب المتقدم للجيش المصري جاء نتيجة جهود كبيرة بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه إدارة شؤون البلاد، في تحديث القدرات القتالية للجيش المصري بعد إبرام العديد من صفقات الأسلحة المختلفة، فضلا عن النجاحات الكبيرة التي حققها الجيش المصري في حربه على الإرهاب داخل مصر وخارجها، أفشلت جميع المخططات التي سعت من خلالها الجماعات الإرهابية تنفيذ أجنداتها الخارجية داخل مصر، على غرار دول سوريا والعراق وليبيا واليمن.