بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.. ابحث عن الانقسام العربي
الجمعة، 08 ديسمبر 2017 02:22 صتحليل- محمد أحمد المسلمي
لا ينكر أحد أن مصطلح الوحدة العربية أصبح هاجسا في ظل وجود انقسام واضح بين الدول العربية ما خلق مشهدا رماديا في ظل الصراع السياسي والطائفي الذي تعيشه بعض الدول وسعيها إلى مصالحها الشخصية حتى وإن كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية العامة، هذا المشهد السائد أمام أعين كل عربي كفيل لتهيئة المناخ المناسب أمام الغرب في اتخاذ أي قرارات من شأنها الإضرار بالعرب.
خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس، وأعلن اعترافه رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل ووافق على نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وقال في خطاب له إن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، ومجلس الكونجرس الأمريكي، وافق على هذه الاتفاقية في عام 1996 وتأخرنا عقدين على تنفيذ هذا القرار والرؤساء السابقين لم يكن لديهم الجرأة على تنفيذ هذا القرار.
لم يكن الانقسام العربي وحده سببا في اتخاذ مثل هذه القرارات، ولكن هناك دول عربية تتآمر على بعضها لتمنح الفرصة أمام الغرب لاستكمال مسلسل الانقسام، وتكون الدول المتآمرة هي أداة استكمال سيناريو 2011 على غرار سوريا والعراق واليمن وليبيا، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للجماعات الإرهابية بهذه الدول، فضلا عن محاولات تفتيب ما تبقى من الوطن العربي، لخلق الفوضى التي هي غاية الغرب واستكمال تنفيذ باقي المخطط.
فقرار ترامب خرج بعد تدمير عدد من الدول العربية إما بصراع سياسي، وإما بصراع طائفي، ودول سوريا والعراق وليبيا واليمن بعد أن أصبحت إلى ما أشبه بالدويلات الصغرى خير مثال على ذلك، وتقف عاجزة عن حماية حدودها وأمنها، فهذه الدول لن تدفع ترامب إلى مراجعة قراره والتفكير فيه قبل إعلانه.
وهذه الدول الأربع شهدت ما يسمى بالربيع العربي أصبحت الآن منقسمة اجتماعيا وسياسيا وطائفيا بعد أن دُمرت جيوشها، وسط سيطرة كاملة من دول مخططة استراتيجيا لنهب ثرواتها وتنفيذ ما يحلو لها من سياسات واتخاذ أي قرارات تمكنها من تحقيق طموحاتها بالمنطقة.
وبعد اتخاذ ترامب قراره بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، اتضحت الرؤية تماما بأن الهدف من الثورات التي شهدتها المنطقة العربية خلال الفترة الماضية كان الهدف منها إنهاك قوى دول المنطقة وتدميرها حتى يتسنى للغرب تنفيذ كل قرارته بمنطقة الشرق الأوسط دون عناء.