قاسم أمين.. "أكذوبة تحرير المرأة"
الجمعة، 01 ديسمبر 2017 04:25 م
هناك العديد من الشخصيات جاءت هذه الحياة ورحلت، تاركة ورائها الكثير من علامات الاستفهام، أحد أشهر هذه الأمثلة كان الراحل "قاسم أمين"، والذي يحل اليوم الذكرى الـ"154" على ميلاده، ولكن على مر كل هذه الأعوام، لم تلبس حقيقة مؤكدة حول الكثير من تفاصيل حياته.
كان الغموض والتناقض الذي يسود حياة "قاسم أمين" وصل حد آراءه واعتقاداته، لوحظ الجميع في كتابه، والذي كان بعنوان "المصريون"، أنه مؤيد لفكرة تعدد الزوجات وليس كما كان يدعي في كتابه الآخر "تحرير المرأة"، ويقول في الكتاب: "ليست الزوجة الشرعية هي التي تظفر بنصيب الأسد، نفترض أنني تزوجت امرأة وفي صبيحة ليلة الزفاف اكتشفت أنها لا تمثل النموذج الذي يلائمني، وأجدني في ظروف ملائمة لكي أسقط في عشق أنثى، ماذا يمكن أن أفعله كمسلم صالح، أتخذ منها زوجة وأضعها موضع التكريم وأضمن لها الحياة والشرف والمستقبل لها ولأولادها كذلك".
أما في كتابه الآخر قال: "بديهي أن في تعدد الزوجات احتقارا شديدا للمرأة لأنه لا يمكن أن تشاركها في زوجها امرأة أخرى، وعلى كل حال فكل امرأة تحترم نفسها تتألم إذا وجدت زوجها ارتبط بامرأة أخرى"، مذكرات سعد زغلول، تؤكد وجهة النظر تلك التي أثيرت حول تناقضه، حيث أكد أنه كان يحب أخري غير زوجته، مشيرًا انه مات منتحرًا بسبب حبها.
سبب وفاة "قاسم أمين" والتي كانت في ليلة ٢٣ أبريل عام ١٩٠٨، كثرة العديد من السيناريوهات حولها، لتكتمل سلسة الغموض التي تشكل علامة استفهام كبيرة حول حياته، لا تزال حتى الآن دون إجابة، فهل مات بنوبة قلبية كما قال طبيب العائلة الدكتور"عباس" أو مات منتحراً؟ كما قال صديقه زعيم الأمة سعد باشا زغلول.
هذه القصة بدأت بالانفجار، عندما نشر الكاتب الصحفي "مصطفي أمين" في بداية الخمسينيات مذكرات "سعد زغلول"، وكان تضمن خمس صفحات كاملة عن الأسباب التي دعت في اعتقاده إلي انتحار "قاسم أمين"، حيث تحدث من خلال هذه الصفحات عن سيدة كان يحبها قاسم، ولكنه أقسم مع أصدقائه علي دفن هذا السر معه في قبره، وهذا الأمر ما جعل الجميع يتساءل حول حقيقة وفاة محرر المرأة.
ويقول زعيم الأمة في مذكراته: "إذ بالتليفون يدق.. فدق قلبي لدقه.. وسمعت أحمد "خادم سعد" في التليفون يرد بصوت منزعج "قاسم أمين"، أن نزل به مصاب فانخلع قلبي، وقمت منزعجاً نحو التليفون، وسألت فقيل إنه "مات"، فاعتراني هلع شديد.. وقلت انتحر الرجل، وطلبت عربة وركبت مع عبد الخالق ثروت باشا ومحمد صدقي باشا إلي بيته، وكان هناك أحمد طلعت ويحيي إبراهيم والدكتور عباس، وكانوا من بالمكان يتحدثون عن انتحاره.
وتابع"سعد زغلول"في مذكراته، سألت الدكتور "عباس" عن حقيقة الأمر فقال: "إن الموت طبيعي ولكن في جوابه شيء من التردد، وكررت أقوالي عليه في الغد، فأجاب بعد سكوت بأن الموت طبيعي، وقال إنما كان عاشقاً فقلت له أعرف شيئاً من ذلك، فقال: "لا تقل"، ولكن لم أفهم كون الحب يفضي إلي هذه الحالة.
قضية تحرر المرأة التي كان يتبناها "قاسم أمين" مازال يشُبها بعض علامات الاستفهام، فكيف لرائد هذه الحركة، أن يعجز على إقناع زوجته في تأييد ما فني عمره لإثبات صحته.
كشف "مصطفي أمين" في مذكراته، "إنه كان أكثر ما يؤلم قاسم أمين أنه لم يفلح في إقناع زوجته التي تقيم معه في بيت واحد بالرسالة التي آمن بها، فهو الرجل الذي دعا المرأة المصرية إلى نزع الحجاب فشل في إقناع زوجته بأن تنزع حجابها وظلت متمسكة بوضع الحجاب على وجهها إلى ما بعد أن نزعت المصريات حجابهن".