التهديدات الكيميائية.. ورقة داعش الأخيرة للبقاء

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 08:00 م
التهديدات الكيميائية.. ورقة داعش الأخيرة للبقاء
داعش
محمد الشرقاوي

تهديدات متفاوتة، أكدت امتلاك تنظيم داعش الإرهابي لأسلحة كيماوية، وذلك على مدار السنوات الماضية، ورغم توالي هزائم التنظيم وانتهاءه في العراق ومناطق واسعة من سوريا، إلا أن المخاوف من استخدامه لتلك الأسلحة ما زالت قائمة.

آخر تلك التهديدات ما جاء على لسان منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف، أمس الثلاثاء، بأن مجموعة من المتطرفين المهووسين بتنظيمي داعش والقاعدة قد يقدمون على استعمال الطائرات المسيرة من أجل إطلاق هجوم بيولوجي كيماوي.

ووفق تصريحات نقلتها صحيفة "نيوزويك" الإلكترونية، من مؤتمر للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، حول اهتمامات الشبكات الاستخباراتية بعد خسارة داعش لأراضيه في العراق وسوريا، أن عناصر داعش تباهوا في السابق باستخدام الطائرات المسيّرة في تبادل للنيران مع عناصر من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والجيش العراقي، لاسيما في معارك مدينة الرقة وشمال مدينة الموصل.

وبحسب التقرير فإن هناك تحذيرات من إقدام الإرهابيين الأوروبيين على استعمال الطائرات المسيرة من أجل إطلاق أسلحة بيولوجية في أماكن عامة مكتظة بالسكان، واعتبر كيرشوف أن الإنترنت بات متخمًا بالكتيبات والمنشورات التي تساعد المتشددين والإرهابيين خارج العراق وسوريا من الوصول إلى تقنيات عالية.

وأشار منسق الاتحاد الأوروبي إلى منشورات تنظيم داعش التي أفردت في أحد أعدادها الطريقة المثلى من أجل "صنع قنبلة داخل مطبخ والدتك.

التهديدات ليست الأولى من نوعها، في أغسطس الماضي، تداول نشطاء سوريون معلومات تفيد أن تنظيم "داعش" يمتلك أسلحة كيميائية في الرقة السورية، وأن تلك المعلومات تثير المخاوف والقلق على حياة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي خسر التنظيم نصفها خلال العمليات القتالية بينه وبين قوات سوريا الديمقراطية.

في حال صدقت الأنباء المتواترة على أن تنظيم داعش لديه أسلحة كيميائية، يبقى السؤال: لماذا لم يتم استخدام التنظيم لهذا النوع من العمليات؟ هو الأبرز على الساحة.

مراكز بحثية، أوضحت أسباب عدم استخدام التنظيم الذي سبق له السيطرة على معسكرات للجيش السوري، أولها أن استخدام هذا النمط يتطلب تنسيقا عاليا بين المجموعات الإرهابية داخل التنظيم، إضافة إلى أن الرقابة الدولية عالية على مثل هذه الأدوات والمواد وتناقلها وتصنيعها، ووضع الشخصيات المؤهلة لتصنيع مثل تلك المواد على قوائم الترقب، غير أن التجهيز لمثل هذا النمط التدميري يتطلب صفات خاصة للمكان والمحيط .

وفق مراقبون فإن المعلومات المتداولة حول امتلاك داعش لأسلحة كيميائية،  غير مستبعدة، وذلك أثناء سيطرته على العشرات من مخازن الذخيرة والأسلحة، في مواجهاته ضد الجيش العراقي والسوري.

في أغسطس عام 2015، أرسل رئيس أركان الحرب ضد تنظيم "داعش" العميد كيفين كيلا رسالة للعالم، بعنوان "إمكانية استخدام تنظيم داعش للسلاح الكيميائي"، قال فيه إنه تم العثور على آثار لغاز "الخردل" في شظايا قذائف "مورتر"، التي أطلقها تنظيم "داعش" على المقاتلين الأكراد في العراق، وخضعت لاختبارات ميدانية أمريكية.

وأضاف القائد العسكري أن قذائف "المورتر" أطلِقت على مواقع قوات البيشمركة الكردية قرب مدينة مخمور في شمال وسط العراق، وجمع شظايا القذائف مقاتلون أكراد وسلموها إلى القوات الأمريكية في المنطقة، مضيفًا: "استطعنا أخذ شظايا بعض قذائف المورتر هذه وإجراء اختبار ميداني على تلك الشظايا، وقد أظهرت وجود الخردل المقطر أو ما يعرف باسم خردل الكبريت".

وفي مارس من عام 2015 قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن القوات الكردية أخذت عينات من التربة والملابس بعد قيام تنظيم "داعش" بتفجير سيارة ملغومة، وقاموا بإجراء تحليلًا أثبت أن تلك العينات تحتوي على مستويات من الكلور ما يشير إلى استخدام "داعش" السلاح الكيميائي ضد الأكراد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة