المدارس "باظت" يا وزير التعليم.. "واحنا غلابة يا بيه"

الإثنين، 27 نوفمبر 2017 02:00 م
المدارس "باظت" يا وزير التعليم.. "واحنا غلابة يا بيه"
مسرحية مدرسة المشاغين ووزير التعليم طارق شوقي
بلال رمضان

"شر البلية ما يضحك".. من منا لم يضحك مع إفيهات الزعيم عادل إمام، في مسرحية مدرسة المشاغبين، حينما قال "المدارس باظت يا جدعان"، ما قاله الزعيم من باب السخرية في سياق المسرحية حينذاك، تحول مع الوقت إلى واقع تعيشه المدارس، فتعالى نضحك معًا على أحد يسمع شكوانا ويشعر بما نعايه ويجد لنا الحل.

اقرأ أيضا / النداء الأخير لوزير التعليم: مدرسة الخلفاء بالقليوبية "يا تلحقها يا ما تلحقهاش"

"المدارس باظت يا جدعان".. يمكننا أن نعدد أسفلها العديد من الأخبار "الكارثية" التي نتابعها يومًا بعد يوم، آخرها، ما ذكرته هناء قاسم، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي في وزارة التربية والتعليم، بشأن الجولة التي قام بها فريق المتابعة الجماعية، في مدارس: الخلفاء الراشدين للتعليم الأساسي بمحافظة القليوبية إدارة الخصوص، طحانوب الابتدائية المشتركة، إدارة شبين القناطر، النيل الرسمية لغات، إدارة الواسطى، بمحافظة بنى سويف، مدرسة الواسطى الابتدائية بنات، ومدرسة التعاون الابتدائية، ورصد حجم الإهمال الذي ذكرته هناء قاسم في بيانها.

اقرأ أيضا / استغاثة أولياء الأمور تكشف.. مدرسة القدس تخالف قرارات "التربية والتعليم" وترفع المصروفات بنسبة 160%

من منا لا يضحك هو يسمع شكاوى أولياء الأمور من تحول التعليم في المدارس الخاصة إلى "سبوبة وعلى عينك يا تاجر"، وعدم احترام قرارات وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، فيما يخص رفع المصروفات إلى 160% أي بواقع ٢٦ ألف جنيه زيادة على المصروفات الأساسية علما بأن بداية الاتفاق مع المدرسة منذ الالتحاق أن تكون الزيادة من 5% إلى 7%، ناهيك عن تحصيل المصروفات الدراسية كاملة دون استلام أولياء الأمور إيصالات مختومة من المدرسة.

اقرأ أيضا / الاستغلال باسم التعليم.. الله يرحم طه حسين

أضف إلى ذلك أيضًا أنه يتم إجباء أولياء الأمور على شراء الكتب وربطها بالقسط الأول رغم قرار وزير التربية والتعليم بعدم ربط المصروفات بالكتب المدرسية، وأن الكتب الخارجية اختيارية وليست إجبارية.

اقرأ أيضا / التحقيقات في واقعة اغتصاب مدير مدرسة 3 تلاميذ: "كان بيلعب معاهم الوردة والعصفورة"

"مدرس بيقلع لنا في الفصل".. من منا لم يضحك من فرط البكاء على حال أطفالنا في المدارس، وما يتعرضون له مع كل خبر جديد نسمعه لواقعة تحرش بالطلاب في المدارس، متذكرا الزعيم وهو يتحدث عن الأستاذ ملاواني، لكن الأستاذ ملاواني كان برئيًا من تهم "الأباصيري"، وجاء من يحقق تهمة شنيعة وجهت إليه في مسرحية كوميدية.

هل ضحكت؟ تعالى لنبكي حرقة على ما نعجز عن وصفه، فأي تعليق يا ترى يليق بمدير مديرية شمال سيناء التعليمية، ليلى مرتجى، التي صرحت بأن المديرية تعاني من نقص في الأموال، لماذا؟ لأن الوزير أصدر قرارًا بإعفاء الطلبة ممن راح آبائهم شهداء للوطن في عمليات إرهابية خسيسية، فشعرت الآن الأستاذة ليلى مرتجى بأن لديها قصورًا لا يمكنها من إقامة الأنشطة الطلابية، لذا قررت أن تراجع وزير التربية والتعليم في قراره هذا "أنت متخيل.. خلاص الأستاذة خلصت اللي عليها ومش ناقصها بس إلا الأنشطة"، بالتأكيد نحن لا نقلل من أهمية الأنشطة الطلابية، ولكن لماذا اكتشفت الأستاذة هذا القصور الآن؟، وأين كانت قبله؟، دعك من كل هذه التساؤلات، ألم تفكر الأستاذة ليلى مرتجى في خطورة تصريحاتها؟، وما تحمله من قسوة ومرارة على أسر الشهداء، لن نسأل هل فكرت للحظة في حالها إذا فقدت الأب أو الابن في حادث تفجير إرهابي خسيس، ولا نتمنى لأحد كذلك، ولكن أين الرحمة فيمن يفترض أنهم يعلمون الأطفال حب الوطن والفداء؟.

اقرأ أيضافنكوش المدارس المصرية اليابانية

بين عشوائية الإهمال والتحرش بالأطفال في المدارس الحكومية أو الخاصة، عاش أولياء الأمور حلماً كبيرًا، استيقظوا منه على "فنكوش" المدارس المصرية اليابانية، هذا الحلم، الذى كان بمثابة مصباح علاء الدين لإصلاح حال التعليم في مصر أولا، ثم أولياء والطلاب.

وكما يقول المثل "بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم"، لهذا لم يكن غريبًا أن يصدر تقريرًا من داخل الوزارة يتضمن العديد من حالات الإهمال التي ذكرتها هناء قاسم، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي في وزارة التربية والتعليم، فماذا بعد "فنكوش" المدارس المصرية اليابانية، وما الذي ينتظرنا في المستقبل القريب..

المدارس باظت يا وزير التعليم ليس مناسبة نتذكر بها مسرحية كوميدية، بل هو شعار لحال تعجز الكوميديا أمامه.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق