قاموس داعش الإرهابي.. مفردات النار والدم
السبت، 25 نوفمبر 2017 09:00 م
تتحرك التنظيمات الإرهابية ذات الأيدلوجية الدينية وفق غطاء شرعي يبرر قتلها واستحلالها للدماء والأعراض، وهو ما يظهر في بيانات تلك الجماعات وتصريحات قادتها الإعلامية، عبر عدة مصطلحات غير دارجة بين القارئ والمواطن العادي.
تلك المصطلحات هي في الأصل قواعد شرعية مأخوذة من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية، ولكن استغلتها الجماعات لتبرير العنف.. وترصد صوت الأمة أبرز تلك المصطلحات التي تتداولها الجماعات الإرهابية:
دفع الصائل
دفع الصائل في اللغة العربية هو رد الظالم أو بمعنى آخر "الدفاع الشخصيّ الخاص" الذي يكون عن طريق أفراد يُعتَدى عليهم من قِبَل آخرين -سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين؛ وهو أمر متعلق بمصالح أفراد خاصة أو مجموعاتٍ ضيقة.
والصائل: هو الذي يشبُّ على غيرِه ويستطيل عليه يريد ماله أو نفسه ظلمًا.
وهي قاعدة شرعية تتسق مع قول الله تعالى في القرآن الكريم: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ سورة البقرة: 194.
وتعتبر الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش كافة المؤسسات العسكرية المناهضة لها "ظالمين"، وبالتالي وجب على أعضائها "دفع الصائل" للرد على تلك العمليات العسكرية.
جهاد النكاية
بحسب كتاب أبو مصعب السوري "إدار التوحش"، وهو المرجع الثاني لكافة التنظيمات المسلحة، فإن "جهاد النكاية" يعتمد على الإرهاب فقط ونشر الذعر والترويع، تحت مسمى "دفع الصد عن سبيل الله"، والدفاع عن المسلمين المستضعفين فى الأرض.
بيعة القتال
من بين المصطلحات التي يشملها القاموس الجهادي "بيعة القتال" وهي إعلان الولاء لأمير الجماعة وتفويضه في قرارات القتال العسكري على السمع والطاعة دون الرد أو النقاش معه، معتمدين على حديث نبوي شريف ورد في صحيح مسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) رواه مسلم.
وفي كتاب "منهاج النبوة" لابن تيمية، وهو أحد النصوص التي تأخذ بها داعش نصوص البيعة: "ولا يصير الرجل إماماً حتى يوافقه أهل الشوكة عليها، الذين يحصل بطاعتهم له مقصود الإمامة، فإن المقصود من الإمامة إنما يحصل بالقدرة والسلطان، فإذا بويع بيعة حصلت بها القدرة والسلطان صار إمامًا".
الحاكمية
ومن بين المصطلحات "الحاكمية" وهي ركيزة تقوم عليها التنظيمات الإرهابية، تعني "التمكين" وبمعنى آخر: تحصيل القوة اللازمة لتقويم المجتمعات وحملها على التحاكم إلى شريعة الله، وغن استلزم الأمر استخدام السلاح، ومن بين المؤصلين لتلك الفكرة سيد قطب، مؤسس التيار الأكثر عنفًا داخل جماعة الإخوان الإرهابية.
الولاء والبراء
مصطلح لا يخلو منه أي تجمع سلفي، وأحيا المصطلح أنصار هذا التيار في سبعينيات القرن الماضى، واستخدموه سلاحًا مقابل هيكلية "الإخوان الإرهابيين" وعدم قدرة السلفيين على الهيلكة، وبالتالي يضمن الأمير من أتباعه عدم المعارضة بدعوى الولاء والبراء.
وبما أن الولاء والبراء هي إحدى القواعد الشرعية والتي تنص على أن الولاء للخالق وحده والبراء التبرئة من عبادة ما دونه، إلا أن التيار السلفي غالى في استعمال المصطلح وجعل الولاء والبراء لأمراء التنظيمات.
الطائفة الممتنعة
وهي المجموعات التي تمتنع عن الاعتراف بتلك الجماعات أو كما تظن هي عن "فروض الشريعة"، وبحسب ابن تيمية أحد المؤصلين للفكر المتطرف، حيث أوجب قتال "الطائفة الممتنعة" على الرغم من أنها طائفة مسلمة ولكنها تمتنع ولو عن بند واحد من الشريعة الإسلامية وليكن الصلاة أو الزكاة بالقوة، والمقصود بها "الأنظمة الحاكمة".
أعوان الظالمين
ويقصد بها المجموعات المعاونة للأنظمة الحاكمة، أطلق الجماعة الإسلامية في مصر هذا المصطلح في السبعينيات والثمانينيات من خلال الجماعة الإسلامية، قبل مبادراتها لوقف العنف وكان هذا اللفظ وقتها يمثل تأصيلًا شرعيًا لقتل ضباط الشرطة والجيش بحجة أنهم من أعوان الظالمين.
ويعتبر ابن تيمية هو أكثر من أصّل شرعيا للفظ "أعوان الظالمين" حيث وصل وصفه لهم بأنهم كل الشعب الذي يرأسه الحاكم الظالم، واستخدم تنظيم داعش الإرهابي هذا اللفظ لقتل جنود الجيوش المحاربة له حتى لو لم يبدأوا هم بالقتل بحجة أنهم أعوان الظالمين.
الردة
الردة في اللغة تعني الارتداد والبعد، والمقصود بها في الدين الإسلامي "الرجوع عن الدين"، غير أن التنظيمات الإرهابية، قالت إن المرتد، هو الشخص الذي يقاتل في صفوف الفئة الممتنعة (الأنظمة الحاكمة).
ولا توجد رسالة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية تتحدث عن إنجازات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقتل أعدائه إلا تضمنت ذلك المصطلح، حتى وإن كانوا خارجين من المسجد.