مصر التي لا يعرفها الإرهابيون.. "الروبي" قصة كفاح استمرت 700 عام (ملف)
الجمعة، 24 نوفمبر 2017 09:00 مإعداد: محافظات صوت الأمة
مسجد وضريح الروبي، الذي يقع بمدينة الفيوم بجوار كوبري المطافي هو منطقة أثرية عمرها أكثر من 700 عام، تحولت إلى مكان للمحبين الذين يترددون عليه من مختلف محافظات مصر، بالإضافة إلى إقامة مولد سنوي كبير في ليلة النصف من شعبان تقدم فيه الموائد وتقام الاحتفالات الدينية والابتهالات.
يتكون المسجد من مستطيل يحتوى على أربعة صفوف من الأعمدة تقسم المسجد إلى خمسة أروقة تعلوها عقود مدببة فوقها سقف خشبي. أما الضريح فعبارة عن قاعدة مربعة الشكل مبنية بالآجر ولها بابان، ويتوسط كل ضلع من أضلاع المربع عمود من الرخام يحمل كل منها عقدين.
وقد حول المربع إلى دائرة لإقامة القبة عليها بواسطة طاقية مخوصة في أركان المربع، وتشبه هذه الطواقي إلى حد كبير مثيلاتها في القبة القديمة وقبة مسجد سنان باشا. ويعلو هذه الطواقي مقرنصات من أربع صفوف من المقرنصات، واستعمال الطواقي والمقرنصات معا في منطقة الانتقال لتحويل المربع إلى دائرة يعتبر من المميزات التي امتازت بها قبة الروبي دون غيرها من قباب مصر. كذلك تمتاز قبة الروبي باحتوائها على إيوانين متقابلين وإن كنا نجد هذه الظاهرة في قباب الإسكندرية وقباب فارسكور.
يقول إبراهيم عبد الباقي مدير عام الآثار الإسلامية بمحافظة الفيوم، إن المنطقة الأثرية عبارة عن مصجد وضريح وقبه بناهم السلطان برقوق اعترافا منه بجميل الشيخ علي الروبي (رحمة الله عليه) الذي يتصل نسبه بالعباس بن عبد المطلب عم الرسول عليه الصلاة والسلام وهو من أولياء الله الصالحين، وكان يطلق عليه الشيخ العبد الزاهد وقد بشر السلطان برقوق عندما كان أميرا أنه سيصبح سلطانا، وبالفعل تحققت البشري فقرر السلطان بناء المسجد اعترافا بفضل الشيخ عام (784 هجريا)، وحتى يجتمع فيه محبي العلم ومحبي الشيخ وعندما توفي الشيخ علي الروبي عام (785 هجريا)، تم عمل الضريح ودفن فيه.
ولفت "عبد الباقي"، إلى أن المسجد الذي بناه السلطان اندثر وبني مكانه المسجد الحالي أما القبة والقبة الضريحية والمئذنة فبقيا، كما هما وتم تجديدهم في العصر العثماني والقبة والضريح مثل معظم القباب والأضرحة في مصر في هذه الفترة حيث أن تصميمها عبارة عن جزء مربع ثم جزء مثمن ثم جزء مستدير ثم قبة وبها ساري من النحاس والمئذنة بنيت في العصر المملوكي وجددت في العصر العثماني وبنفس النمط والقبة بها فتحات من الداخل للتهوية والإضاءة.
وأشار مدير عام الآثار الإسلامية بالفيوم إلى أن الضريح نال الكثير من الاهتمام في الترميم، وكان آخر ترميم له في عام 2006.