مصر التي لا يعرفها الإرهابيون.. "بدر" قصة كلية حربية أصبحت مسجدا واستكملت حربها ضد التطرف (ملف)

يعد مسجد بدر بالطابية بمدينة أسوان، أحد أشهر المساجد الأثرية بالمحافظة، ذلك نظراً للقيمة التاريخية التي قد لا يعلمها الكثير من الناس، باعتبار موقعه كان أقدم كلية حربية في إفريقيا والشرق الأوسط في العصر الحديث، ذلك حتى تحول مؤخرا إلى منارة إسلامية -مسجد- ومقصد سياحي يسأل عنه السائحين الأجانب بمختلف دياناتهم وجنسياتهم خلال جولاتهم السياحية بأسوان.

 

ويعد مسجد الطابية بأسوان، واحدًا من أشهر المساجد الأثرية ويشهد إقبالاً كبيراً من السائحين والمواطنين في العديد من المناسبات والاحتفالات الدينية، ذلك لارتباط أهالي المنطقة المحيطة بالمسجد بالمكان وتاريخه، كما تحرص الأفواج السياحية على زيارته نظراً لأهميته التاريخية كمزار سياحي، وموقعه الذي يستطيع السائح من خلاله أن يرى مدينة أسوان بالكامل من فوق قمة المسجد من الجهات المختلفة مستخدماً العدسات المكبرة.

 

يرجع أصل التسمية إلى المنطقة التي أقيم فيها المسجد إلى أن تاريخ "الطابية" يرجع إلى بداية القرن 19، حيث كان مٌقام عليها طابية حربية لتكون مقرًا لأول كلية حربية فمصر، وهي واحدة من طابيتين حربيتين في أسوان تم إنشاؤهما في عهد محمد علي باشا، وقد تهدم معظمهم بفعل الزمن. المسجد تم البدء في بناءه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وقد تم افتتاحه في عهد الرئيس أنور السادات.

 

المسجد مبني على الطراز المملوكي بمساحة (700 متر مربع)، بخلاف مساحة الحدائق. للمسجد مدخلان رئيسيان من الجهة الجنوبية والغربية، أمام كل مدخل مظلة ترتكز على أعمدة دائرية يعلوها عقود مدببة تشبه حدوة الفرس، من الداخل الأعمدة موزعة في تناسق معماري يبلغ عددها 24 عمودًا مزينة بدليات جصية كثيرة الزخارف تحمل فوقها القبة الضخمة المميزة التي تتوسط صالة الصلاة، من السقف تتدلى مشكاوات زجاجية عليها كتابات قرآنية بالخط الكوفي.

 

 المحراب الموجود في جدار القبلة صنع من الرخام المعشق بالوانه المتجانسة، وبجانبه المنبر الخشبي ذو القبة الجميلة المليء بالزخارف الهندسية على شاكلة المنابر الأثرية في العصور السابقة. على جانبي المسجد اثنين من المآذن كتبت عليهم كلمات من نوع الخط الكوفي المربع باستخدام قوالب الطوب الأحمر بوضعيات مختلفة، كما أن العناصر المعمارية للمئذنة تشترك مع القباب الفاطمية يتمثل ذلك بوجه خاص في وجود المخروط الركني بجبانة أسوان.