للذين لم يرو.. تفاصيل ظهور "المهدي المنتظر" المزعوم في السعودية
الإثنين، 20 نوفمبر 2017 11:30 ص
جهيمان العتيبي
محمد أبو ليلة
فى فجر يوم 20 نوفمبر من عام 1979، وبينما كان ينتظر المصلين داخل المسجد الحرام بالمملكة العربية السعودية انتهاء الصلاة، ظهر شخص يُدعى "جهيمان العتيبي"، وبجانبه محمد عبد الله القحطاني، متوجهين لقبلة المسجد الحرام، أخذ العتيبى "ميكفرفون" الإمام ليعلن أمام المصلين خروج المهدى المنتظر ، وطلب منهم مبايعة محمد القحطانى باعتباره المهدى الواجب اتباعه.
هذه الواقعة الدراماتيكية لم تأت من وحى الخيال فأهل السنة والجماعة يؤمنون بقدوم مجددين للدين كل مئة عام مستندين فى ذلك إلى الحديث الذى رواه أبو دأود فى سننه أن النبى محمد قال: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، وهو حديث صحيح، كما يؤمن المسلمون بقدوم المهدى والذى ينتسب إلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وأن اسمه محمد المهدى كما فى إحدى الروايات.
بدء الهجوم
لكن ما فعله "جهيمان" داخل الحرم المكي كان مُخطط له بإحكام حيث قامت مجموعة من المسلحين اتباع جهيمان العتيبى تبين فيما بعد أنهم من 12 دولة مختلفة بينهم أميركيان، قاموا باستخراج أسلحة خفيفة من توابيت أدخلت قبل الصلاة باعتبارها تحوى جثامين لموتى للصلاة عليهم فى المسجد.
لكن هذه التوابيت كانت معبأة بالأسلحة والذخيرة بدل ذلك، وتمكن المسلحون من إغلاق الأبواب وسد منافذ الحرم والتحصن داخله، وتمكن عدد من المصلين الذين كانوا داخل الحرم لتأدية صلاة ألفجر من ألفرار أما الباقون وكان عددهم يُقارب مائة ألف اضطروا بشكل أو بآخر إلى مبايعة محمد عبد الله القحطانى باعتباره المهدى المنتظر.
مبايعة المهدى المزعوم
وقت حصار المصلين داخل المسجد الحرام ألقى "جهيمان" خطبة عبر مآذن الحرم أثناء الحصار، بثتها الإذاعات العربية والعالمية وكانت تحوى على الكثير من الخطب والاتهامات للأسرة الحاكمة السعودية وبعض الاعتراضات على نمط الحياة العامة للناس وكيف استشرى ألفساد وكان صداها يتردد بين جبال مكة وأحياءها في أوقات متفرقة، كما تم توجيه دعوات إلى أهل مكة والقوات السعودية الخاصة التى تحاصر الحرم للتوبة والآنضمام إلى المسلحين ومبايعة المهدي.
وفي هذه الأثناء وجدت الحكومة السعودية نفسها محرجة ومكبلة فى مواجهة العملية، وبدت كما لو أنها مصابة بالشلل، وتحدث بعض المحللين بأنها تعاملت مع حادثة الحرم على أنها محأولة انقلابية تستهدف الإطاحة بالنظام السعودى بأسره، الأمر الذى خلق جو عام من الريبة فى كل أنحاء المملكة، وكان لا بد قبل الشروع فى أى عمل عسكرى من استصدار فتوى تبيح التدخل بالقوة وإدخال الأسلحة إلى داخل الحرم المكى لإنهاء الحصار، وتمكنت السلطات وقتها من الحصول على أصوات 32 من كبار العلماء لاستخدام القوة ضد حركة جهيمان.
فشل المهدى المزعوم
وفي العاشرة صباحا من يوم الثلاثاء الرابع من ديسمبر 1979، وبعد انقضاء أسبوعين على الحصار، بدأ الهجوم من السلطات السعودية واستمر حتى حلول المساء حيث تمكنت قوة سعودية، من الاستيلاء على الموقع وتحرير الرهائن في معركة تركت وراءها نحو 28 قتيلاً من الإرهابيين وقرابة 17 جريح من قوات الأمن والمصلين، وتم إخراج الباقيين أحياء وأسرهم ومنهم جهيمان العتيبي.
في حين كان محمد بن عبد الله القحطانى بين القتلى، ونفذت السلطات فى الناجين من الإرهابين حكم الإعدام 9 يناير 1980م بعد أن قسموا إلى أربع مجموعات أعدم أفرادها في ساحات أربع مدن رئيسية فى البلاد.