الردح السياسي.. التراشق اللفظي بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي "أسلوب حياة"

التعامل بين رؤساء الدول يحكمه البروتوكول السياسي والدبلوماسي، والذي يسهل من التعامل بين الدول ويضع العلاقات الثنائية في إطار من التعاون والتفاهم المشترك ويقلل من حدة حدوث الأزمات وغيره.

ويعرف البروتوكول السياسي أو الدبلوماسي بأنه عبارة عن مجموعة من القواعد أو التوجيهات والتي تكون في أغلب الأحيان شفهية أو غير مكتوبة، فالبروتوكولات تحدد السلوك السليم أو المتعارف على قبوله فيما يتعلق بأصول الدبلوماسية وشؤون الدولة.

ومن أهم قواعد البرتوكول هو إظهار الاحترام المناسب لرئيس الدولة ورأسها، إذ يعتبر ذلك أهم قواعد المجاملة الدولية الراسخة التي جعلت من السهل على الدول والشعوب العيش والعمل معًا.

الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم جونج أون، ضربا بكل الموروثات والقواعد الدولية المتعارف عليها في التعامل بين الزعماء عرض الحائط، إذ استغنيا عن القواعد المتعارف عليها عالميًا للتعامل بين ممثلي الدول ليحل محل البروتوكول "الردح السياسي"، وتحول التراشق اللفظي لمسلسل يومي بين الدولتين التي تشهد العلاقة بينهما توترًا شديدًا في ظل تمسك بيونج يانج ببرنامجها النووي والصاروخي.

البداية كانت حينما وصفت بيونج يانج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"العجوز المختل" على خلفية رحلة ترامب الآسيوية لعدد من الدول، إذ نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن بيونج يانج قولها "التصريحات المتهورة من قبل مسن مختل مثل ترامب لن تخيفنا أو تؤثر على تقدمنا"بعد التصريحات المتواترة بين الجانبين بشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي.

التصريح لم يمر مرور الكرام بالنسبة لترامب، الذي يشن هجمة شديدة على كوريا الشمالية ورأسها من فترة، فرد ترامب على اتهامات بيونج يانج بتغريدة عبر موقع التدوين المصغر "تويتر" قال فيها " لماذا يهينني كيم جونج أون؟ ويصفني بالعجوز المختل، بينما أنا لم أدعوه بالقصير السمين، لقد حاولت بشدة أن أكون صديقه، ومن الممكن أن يحدث هذا في يوم من الأيام".

وتستمر الحرب الكلامية بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي في ظل تصاعد التوترات بين البلدين فيما يخص برنامج بيونج يانج النووي والصاروخي وتمسك واشنطن بموقفها، وهو ما يهدد استقرار المنطقة .