ترامب وبوتين.. من يُهيمن على الآخر؟
السبت، 11 نوفمبر 2017 04:13 ممحمد أبو ليلة
التقى اليوم السبت، الرئيسين الأمريكي دولاند ترامب والروسي فلاديمير بوتن، على هامش قمة المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي المعروفة باسم "أبك"، والمُقامة في فيتنام، واتفق الجانبان على أن النزاع في سوريا ليس له حل عسكري، مؤكدين تصميمهما على دحر تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
لكن عدد من محللي لغة الجسد في اللقاء الذي جمع الرئيسين قالوا إن "ترامب" بات أكثر ثقة من بوتين في حديثه وكلماته خلال اللقاء الذي جمعها ولم يستغرق أكثر من ثلاثِ دقائق.
العلاقة بين بوتين وترامب ليست متوترة مثلما ما كانت علاقة بوتين مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكنها أيضا ليست على ما يرام فترامب كان له تصريح شهير فور وصوله للبيت الأبيض قال فيها نصاً: "احترم بوتين ولكن هذا لا يعني أنني أتفق معه دائما".
أول لقاء بينهما
في شهر يوليو الماضي التقى الرئيس الأمريكي دولاند ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين لأول مرة منذ وصول ترامب للبيت الأبيض وكانت مدة اللقاء بينهما تقترب من 40 دقيقية، مما جعل صحيفة الكرملين"فزغلياد" تقول إن مدة اللقاء بين الرئيسين كانت تقول الكثير، وبغض النظر عن المقاومة الجدية للقاء وتعدد الأحجار المخفية تحت الماء، إلا أن لقاء بوتين وترامب قد حصل، وينبغي إعطاء الرئيس الأميركي ما يستحق من التقدير.
لكن الصحيفة الروسية قالت إن الإعداد لهذا اللقاء الأول بين بوتين وترامب قد جرى في جو من التوتر، لدرجة أنه، حتى اللحظة الأخيرة لم تكن هناك ثقة مئة بالمئة، أن الرئيسين سوف يلتقيان.
وذكرت الصحيفة بالرسالة التي وجهها عشية اللقاء عدد من أعضاء الكونغرس إلى ترامب، يطلبون منه عدم إعادة الأبنية العائدة للسفارة الروسية في واشنطن، والتي صادرها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما نهاية عام 2016.
في حملته الانتخابية الثالثة استهل بوتين حديثه لناخبيه بعدد من المقالات والخطابات التى تناولت ضمنا العلاقات الروسية الأمريكية، وقال فيه" لقد عملنا كثيرا لتطوير العلاقات الروسية الأمريكية فى السنوات الأخيرة، لكن تغييرا جوهريا لم يطرأ بعد على هذه العلاقات حتى اليوم، وإنها لا تزال تتعرض إلى المد والجزر لجملة أسباب ومنها استمرار الآراء والكليشيهات القديمة.
بوتين أكد للروس أن السبب الرئيسي هو أن الحوار السياسي والتعاون بين روسيا وأمريكا لا يستندان إلى أساس اقتصادي وطيد، مُتهماً الولايات المتحدة الأمريكية بالتأثير على الحملات الانتخابية فى روسيا وأن ذلك سبب من الأسباب التي لا تساعد على تعزيز التفاهم المشترك.
صراعات باردة
الولايات المتحدة الأمريكية أبان سنوات حكم الرئيسين الجمهوريين رونالد ريجان وجورج بوش الاب كانت تتباهي بأنها أسقطت الاتحاد السوفيتي وتحقيق النصر في الحرب الباردة فى نهاية تسعينيات القرن الماضي، وكان جوج بوش الأب هو أول من تلقى تقرير حكام روسيا وأوكرانيا وبيلاروس الذي ابلغه به بوريس يلتسين بعد توقيع اتفاقيات بيلافجسكويه بوشا فى 8 ديسمبر 1991 والتي كانت الأساس القانوني لتفكيك الاتحاد السوفييتي.
إنهاء التوتر
كل هذه الصراعات بين البلدين كانت حاضرة في ذهن دولاند ترامب ففي أول لقاء له مع فلاديمير بوتين أقر اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية يقضى بوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، وهذا الاتفاق أوصل حبالاً كانت مقطوعة بين البلدين منذ فترة حكم أوباما.
ووصف محللون هذه الخطوة بإنها اعتراف صريح من ترامب بوجود روسيا ودورها الحاسم في الأزمة السورية، وأصبح من الواضح أن ترامب يعترف بنوايا روسيا الجدية في هذا البلد، وأنه يريد أن يكون مشاركاً مع روسيا في حل المشاكل في سوريا.