جولة تشمل 6 دول عربية.. هل ينجح سامح شكرى في حلحلة الملف اللبناني ؟
الأحد، 12 نوفمبر 2017 04:00 ممحمود علي
تعيش المنطقة الكثير من التطورات السياسية في الآونة الأخيرة، أبرزها على الساحة اللبنانية، على خلفية تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته خلال زيارته للسعودية، وفي حين تحاول مصر جاهده أن تضع حدا لتفاقم الأزمة ووقوع اصطدام داخلي بين الفرقاء اللبنانين، يخوض وزير الخارجية سامح شكري جولة مكوكية إلى 6 دول عربية تشمل الأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والسعودية.
وبدأ سامح شكري اليوم الجولة العربية، التي تتناول بحسب بيان وزراة الخارجية بحث العلاقات الثنائية مع تلك الدول، والتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة.
وشهدت لبنان في العام الماضي تسوية سياسية صعد على آثرها السياسي المخضرم ميشال عون لكرسي بعبدا، والذي يعرف عنه قربه من المحور السوري الإيراني وعلاقاته الطيبة بحزب الله اللبنانية، في المقابل جاءت التسوية برئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي يعرف بأنه زعيمًا للكتلة السنية ومقربًا للمملكة العربية السعودية كرئيسًا للحكومة اللبنانية.
واعتُبرت هذه التسوية التي تم رعايتها من قبل عدد من الدول العربية على رأسها مصر، أفضل انفراجة شهدتها لبنان خلال العقدين الأخيرين بين الكتلتين المتنازعتين على طول الخط؛ حزب الله اللبناني الذي يتزعمه حسن نصر الله وتيار المستقبل برئاسة سعد الدين الحريري رئيس الحكومة المستقيل.
تأتي جولة شكري وسط هذه الاجواء غير الإيجابية مؤخرًا على الساحة اللبنانية والتي تنذر بمستقبل يحوم حوله الغموض، بعد ترديد إشاعات عدة من قبل صحف تابعة لدول إقليمية بوضع المملكة العربية السعودية سعد الحريري تحت الإقامة الجبرية، وإصدار الرئيس اللبناني بيان دعا فيه الرياض إلى "توضيح الأسباب" التي تحول دون عودة الحريري إلى لبنان، لكن قالت مصادر إعلامية أن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سيطل اليوم في مقابلة خاصة ومباشرة على الهواء على قناة المستقبل، لإيضاح الموقف وكواليسه بالكامل ما ينفي المزاعم التي تشير إلى إجباره على الاقامة بالرياض.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن جولة وزير الخارجية تأتي في إطار تشاور مصر مع الأشقاء العرب حول مجمل العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده المسرح السياسي في لبنان من تطورات، الأمر الذي يقتضي تكثيف التشاور والتنسيق بين مصر والمسئولين في الدول العربية.
وفي مقدمة أهداف جولة شكري العربية، بحسب المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية، هو التأكيد على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربي في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي العربي، ونقل رؤية مصر وتقييمها لكيفية التعامل مع تلك التحديات، فضلاً عن التأكيد على سياسة مصر الثابتة التي تدفع دائما بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار.
وفي وقت تبرز فيه بعض الصحف والوكالات العالمية السيناريو العسكري كاحتمال تصعيدي، على خلفية التوتر القائم بين السعودية وطهران والسجال الدبلوماسي الذي أعقب اطلاق الحوثيين صاروخ باليستي على الرياض واستقالة الحريري، ثمة مؤشرات تؤكدها تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي لمندوبي الصحافة المحلية والعالمية خلال منتدى شباب العالم مؤخرا بأن سيكون لمصر دور في توحيد رؤية الدول العربية من أجل تجنب تصعيد الأوضاع في المنطقة الذي يمكن أن يصل إلى المواجهات العسكرية، وخاصة تجنب هذا التصعيد في لبنان .