مستقبل لبنان على المحك.. انفجار الوضع أم الحرب مع إسرائيل

السبت، 11 نوفمبر 2017 12:40 م
مستقبل لبنان على المحك.. انفجار الوضع أم الحرب مع إسرائيل
سعد الحريرى
محمود علي ومحمد الشرقاوي

وقعت استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال زيارته إلى الرياض كالصاعقة على السياسيين اللبنانيين ، محللين ومسؤولين، وبينما كان الحريري يخوض مهمة عمل في الرياض لإطلاع مسؤولي المملكة على تطورات الأحداث السياسية في لبنان يبدو أنه رتب لهذه الاستقالة المفاجأة من قبل بعدما أعتبر ان وضع البلاد السياسي لم يحتمل استكماله في السلطة، مركزًا في خطابه على الدور الذي قام به "حزب الله" في تفجير التوترات والانقسامات في الداخل اللبناني.

وشهدت لبنان في العام الماضي تسوية سياسية صعد على آثرها السياسي المخضرم ميشال عون رئيسًا للجمهورية، والذي يعرف عنه قربه من المحور السوري الإيراني وعلاقاته الطيبة بحزب الله اللبنانية، في المقابل جاءت التسوية برئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي يعرف بأنه زعيمًا للكتلة السنية ومقربًا للمملكة العربية السعودية كرئيسًا للحكومة اللبنانية.

واعتُبرت هذه التسوية التي تم رعايتها من قبل عدد من الدول العربية على رأسها مصر، أفضل انفراجة شهدتها لبنان خلال العقد الأخيرين بين الكتلتين المتنازعتين على طول الخط؛ حزب الله اللبناني الذي يتزعمه حسن نصر الله وتيار المستقبل برئاسة سعد الدين الحريري رئيس الحكومة المستقيل، وخاصة أن الواقع السياسي الذي سبق استقالة رئيس الحكومة يمهد بحدوث انفجار شديد على الرغم من التهدئة في وسائل الإعلامي اللبنانية الرسمية.

ووسط هذه الاجواء الغير إيجابية مؤخرًا على الساحة اللبنانية والتي تنذر بمستقبل يحوم حوله الغموض، تطرح الكثير من التوقعات والتنبؤات، أولها من يتنبأ بواقعًا يحتم فراغًا حكوميًا مستندًا إلى ما تركه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من اشتباك سياسي بين القاعدة السنية ونظيرتها الشيعية في لبنان والتي يصعب عليهما التوافق في الفترة المقبلة، لاسيما وأن قواعد الاشتباك تعدت الحدود الداخلية وخرجت إلى ما هو ابعد متمثلًا في التناحر بين السعودية وإيران القوتين الإقليميتين واللتان لهما ثقلهما على الساحة اللبنانية.

ومن الأطروحات الأخرى لمستقبل ما بعد استقالة الحريري، هو ما نقله مركز المستقبل للدراسات المتقدمة اللبناني، الذي قال أن استقالة رئيس المستقبل قد تؤدي إلى تزايد تعقيدات الأوضاع في الداخل اللبناني، ومن المرجح أن يحكم خيارات القوى الداخلية والإقليمية اتجاهان رئيسيان.

وثمة اتجاه يصعب تحقيقه في الوقت الراهن، إلا أنه قد يكون وارد وهو إعادة إعادة إنتاج التسوية بين الكتلتين السنية والشيعية، متوقفًا هذا الاتجاه على عدم استغلال "حزب الله" والتحالف الذي يقوده لهذا الظرف للتفرد بالسلطة، لتقوم  هذه المقاربة على تقديم الحزب تنازلات متعددة لبناء الثقة، على غرار التنازلات التي قبلها "الحريري" سابقًا في اتفاق العام الماضي، وقد يكون في صدارة هذه التنازلات القبول بحكومة جديدة لا يكون الحزب ممثلًا فيها، وإعادة الاعتبار لمبدأ النأي بالنفس من خلال الانسحاب من سوريا، والكف عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.

والاحتمال الأخر وهو الأكثر توقعًا بحسب التحليلات هو تفجر الازمات داخل لبنان على اعتبار أنه سيصعب على  حزب الله  وحليفه إيران التنازل عن بعض نفوذهما داخل لبنان ، إلا إذ ما تم تعويض طهران في الملفات الأخرى في المنطقة، ويسرد مركز دراسات المستقبل أن هذا السيناريو الأكثر سوءًا بالنسبة للدولة اللبنانية؛ حيث سيؤدي إصرار حزب الله وتعنته إلى تفجير الوضع الدستوري والعسكري، فعلى المستوى الدستوري من المتوقع أن يتم تشكيل حكومة أمر واقع محسوبة أكثريتها على "حزب الله" دون مشاركة تيار المستقبل وهو ما  تتسبب في عدم استقرار الوضع في لبنان، وتؤدي إلى تعطيل إجراء الانتخابات التشريعية اللبنانية المقبلة في مايو 2018.

وعلى المستوى العسكري بحسب مركز المستقبل، قد يضع هذا التطور لبنان في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، على اعتبار أن تطور حزب الله اللبناني معداته العسكرية لبناء معادلة للردع في مواجهة تل أبيب قد تستفز الأخيرة وتتجه بها إلى وتوجيه ضربات استباقية لتدمير ترسانة الحزب العسكرية.

من جانبها قالت الكاتبة الصحفية ميساء عبد الخالق، في تصريحات لصوت الأمة، إن استقالة سعد الحريري مؤشر سيء على الأوضاع اللبنانية، مضيفة أن الحل السياسي لن يكون سهلًا في الوقت الحالي، وقد يستمر طويلًا.

وأوضحت الكاتبة اللبنانية، أنه من الممكن تشكيل حكومة تكنو قراط محايدة، لحين إجراء الانتخابات النيابية في مايو المقبل، مضيفة أنه ليس من الممكن أن يتم تشكيل حكومة محسوبة على أي تيارات سياسية.

وأضافت أن هناك عدة أسماء مطروحة في حال كلف العماد ميشيل عون بتشكيل الحكومة، هي رئيس الوزراء اللبناني السابق تمام سلام، إضافة إلى طرح اسم نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان الأسبق أيضًا.

سلام تمام هو نجل رئيس الوزراء السابق صائب سلام، خلف والده سنة 1983 ولغاية سنة 2000 على رأس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌ وهو الآن رئيسها الفخري.

في الوقت ذاته أعلن نجيب ميقاتي، أنه طرح مبادرة خاصة بالخروج من الأزمة السياسية بعد استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، موضحًا أن ترشحه لهذا المنصب غير وارد حاليًا، مطالبًا بـ"ضرورة وقف التصعيد من هنا وهناك، لأن علينا أن نكون جميعا يدا واحدة في هذا الظرف الصعب، فكلنا جبهة واحدة من أجل لبنان وحماية الدولة وحفظ التوازنات في البلد وداخل الدولة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة