"سعد الدين وهبه" الضابط الذي خطفته الكتابة.. طريق "سكة السلامة" طويل (بروفايل)
السبت، 11 نوفمبر 2017 07:42 ممحمد أبو ليلة
في ستينيات القرن الماضي كان سعد الدين وهبه، يضع لمساته النهائية لمسرحية سكة السلامة، التي مثلت وقتها نقلة مسرحية نوعية، حيث استعرض فيها "وهبة" النماذج البشرية المتمثلة في ركاب الحافلة، وأخطاء وذنوب كل راكب، وعندما يوشكون على الموت جوعاً وعطشاً يُعلن كل منهم توبته، وعندما تأتيهم النجدة يتراجع بعضهم عن توبته.
"سكة السلامة" وُصف كعمل اجتماعي نفسي راق ، ألفه سعد الدين وهبة الذي توفي قبل هذا اليوم بنحو 21 عاماً، وهو متزوج من سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب التي كانت بطلة لمسرحيته سكة السلامة والتي عُرضت في عام 1965.
سعد الدين وهبة "ضابط شرطة"
كانت لسعد الدين وهبة أعمال بارزة في السينما والمسرح فهو سيناريت من طراز فريد، فعدد كبير من أفلامه دخلت ضمن قائمة أفضل مائة فيلم عربي وبعضها لازال يذكرها الجمهور، ويعتبرونها من كلاسيكيات السينما العربية، فقد كتب سيناريوهات أفلام أدهم الشرقاوي،والحرام، ومراتي مدير عام، والزوجة الثانية، وأرض النفاق، وأبي فوق الشجرة، وأريد حلا، وآه يا بلد آه، والسبنسة، وقصور الرمال.
عدد قليل من متابعي سعد الدين وهبة وحياته ، يعرفون أنه كان ضابط شرطة قبل أن يتجه للفن والإبداع، فهو تخرج من كلية الشرطة عام 1949، وبعدها التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ، وتخرج من قسم الفلسفة بها عام 1956، وكتب القصة القصيرة والمقال الصحفي والمسرحيات، من بينها مسرحيات السبنسة، وكفر البطيخ، وكوبري الناموس، والحيطة بتتكلم، ومسرحية رأس العش.
سكة السلامة 2000
وتظل مسرحية "سكة السلامة" هي الأبرزفي تاريخه لأنها شكلت وجدان أجيال فنية متلاحقة، وأعاد انتاجها وتمثيلها الفنان محمد صبحي مرة أخرى عام 2000، حاول صبحي أن يُجسد نفس الأفكارالنفسية التي وضعها وهبة في مسرحيته الأولى ، ولكن هذه المرة في الصياغة الجديدة لمحمد صبحي، تدور الأحداث حول مجموعة من المسافرين إلى مدينة شرم الشيخ داخل أتوبيس، يضلوا الطريق ويصبحون بمفردهم في صحراء سيناء الشاسعة، وتستعرض المسرحية سلبيات كل شخصية والتي تُظهرها هذه الظروف العصيبة، وعندما يوشكون على الموت، يبدأ كل منهم في التكفيرعن خطاياه.
وتظل مسرحية "سكة السلامة" هي الأبرزفي تاريخه لأنها شكلت وجدان أجيال فنية متلاحقة، وأعاد انتاجها وتمثيلها الفنان محمد صبحي مرة أخرى عام 2000، حاول صبحي أن يُجسد نفس الأفكارالنفسية التي وضعها وهبة في مسرحيته الأولى ، ولكن هذه المرة في الصياغة الجديدة لمحمد صبحي، تدور الأحداث حول مجموعة من المسافرين إلى مدينة شرم الشيخ داخل أتوبيس، يضلوا الطريق ويصبحون بمفردهم في صحراء سيناء الشاسعة، وتستعرض المسرحية سلبيات كل شخصية والتي تُظهرها هذه الظروف العصيبة، وعندما يوشكون على الموت، يبدأ كل منهم في التكفيرعن خطاياه.
لكن "صبحي" أضاف في صياغته طابع سياسي عن الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة نظر مصرية، ويوضح مفهومه عن السلام من خلال ديناميكية الشخصيات في المسرحية، ويُبرز قضية أخرى ارتكبتها إسرائيل في حق جنودنا المصريين حينما احتلت سيناء بعد نكسة يونيو من عام 1967، وهي قضية قتل الأسرى المصريين ودفنهم في صحراء سيناء.
طريق "سكة السلامة"
لكن سعد الدين وهبة من خلال مسرحيته في الستينيات حاول الدخول بشكل نفسي إلى شخصيات مسرحيته المتواجدين داخل الأتوبيس المتجه إلى الإسكندرية، لكنه أظهرها وهي تتعرى تدريجيا، فجميعهم كانوا يرتدون شخصيات مصطنعة ويتقنون التعامل بها بكل إتقان وعند حدوث الحادثة وتوقف الأتوبيس عن السير، نراهم بكامل النفاق الاجتماعي، كل منهم يريد أن يمارس دوره الذي يمارسه في يومه.
وبعد قليل من بداية المسرحية ستمارس هذه الشخصيات عرض إستربتيز فاضح عندما يأتي لهم سائق الفنطاس الذي يستطيع أن يأخذ واحد منهم فقط معه، فيخضعوا جميعا للمحاكمة والاستجواب لهذا السائق الفقير، ويتملقونه وينافقونه و يحاولون رشوته بكل الوسائل التي تعودوا على الرشوة بها للوصول لأهدافهم.
بعدا انتهاء المحاكمة وضعهم سعد الدين وهبة "عرايا" تماماً في انتظارموت محقق تحت شمس الصحراء الحارقة، وعندما يصل حرس الحدود لإنقاذهم، يُبدع سعد الدين وهبة، في إعادة ستر ما تعرى لبعضهم و يترك الآخرون عرايا بعارهم.