موسم صيد الغزلان والأصل..
الأسئلة المحرمة في روايتي أحمد مراد ودان براون
الأحد، 05 نوفمبر 2017 02:48 م
عادة ما تخضع الروايات التى تحقق نجاحًا كبيرًا على المستوى العربي والأجنبي إلى ما يمكن أن يطلق عليه"موضة الكتابة"، مثل الروايات الجنسية، أو البوليسية، وغير ذلك، لكنني لا أعتقد أبدًا أن الكتابة عن الأفكار الفلسفية ومناقشة الثوابت الدينية، والنظرة المستقبلية، هي موضة تجارية تحقق رواجًا بقدر ما تعرض الكاتب للخسارة والهجوم عليه من جمهوره.
أحمد مراد في رواية موسم صيد الغزلان
أتت رواية "موسم صيد الغزلان" للكاتب أحمد مراد الصادرة عن دار الشروق للنشر، بعد خمس روايات صنعت جدلاً كبيرًا بين القراء، وبعيدًا عن موضوعات وقضايا الروايات الخمسة التي قدمها "مراد"، فإن جمهوره انتظر روايته السادسة ليعرف في أي حقبة زمنية سوف يسافرون معه في رحلة مثيرة وشيقة، وعلى الرغم من العالم المستقبلي الذي تدور فيه "موسم صيد الغزلان"، فإن القارئ انشغل بما يتعلق بـ"الأسئلة المحرمة" في العقيدة الثابتة.
جنبًا إلى جنب تطرح رواية "موسم صيد الغزلان"، مستقبل البشرية في ظل التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وما ستصل إلى البشرية نتيجة العديد من الصراعات، وفي نفس السياق، كانت تطرح أسئلة الخلق والجنة والنار، وهي أسئلة وصفها بعض القراءة بـ"أسئلة الملحدين" مثل: إن كان إبليس قد أخطأ فمن وسوس له؟.
تستمر الرواية في أحداثها المشوقة والآخذة، انتظارًا لنهاية من المؤكد أن القارئ رسمها أكثر من مرة، وفشل في النهاية، فكيف يمكن لشخص بعقلية "نديم" شديد الإيمان بالعلم، أن يقرر خوض تجربة مليئة بالسحر والخيال، وربما "الشعوذة" كما يصفها، وخلال ذلك يستمر في طرح أسئلته، تلك الأسئلة المحرمة التي دفعت البعض للتعبير عن عدم فهم المغزى منها.
دان بروان في رواية الأصل
إذا جاز لنا القول بأن ثمة تشابه بين رواية "موسم صيد الغزلان" و"الأصل" للكاتب دان براون، فهو الاعتماد على العلم، العلم كيقين، وهادم لكل ما هو غيبيات، كسلاح مواجه للدين، أيًا كانت الديانة، ففي روايته "الأصل" يطرح دان بروان السؤال: من أين نأتي؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟، هو نفسه سؤال أصل البشرية ومصيرها في المستقبل، والذي حتما ولابد له أن يتعارض مع الأديان.
أتت رواية "الأصل" بعد أربع روايات في مسيرة دان بروان الإبداعية، التي تعتمد على شخصية روبرت لانغدون، وهو عالم رموز وأيقونات دينية وبروفيسور في جامعة هارفارد، وفي كل رواية يشارك في حل لغز يتعلق بموضوع الرواية، أما في "الأصل"، فهو يخوض مغامرة وتجربة جديدة، للإجابة عن اثنين من الأسئلة المعقدة التي تتعلق ببداية التاريخ البشرى، وتناقش من خلال العلم أيضًا كيف أن الحياة يمكن لها أن تستمر بقوة العلم دون الحاجة إلى خالق.
من هنا كان صدمة جمهور قراء دان براون كبيرة كما جاء في تعليقات البعض على موقع goodreads، الذي وصف الرواية بأنها تهدف إلى تمزيق الديانات.
صدمة جمهور أحمد مراد ودان بروان
وإذا كان التشابه بين رواية "موسم صيد الغزلان" و"الأصل"، هو الاعتماد على العلم في مناقشة الثوابت الدينية، فإن التشابه الثاني، هو التعبير عن الصدمة، التي لم يكن يتوقعها من كاتب ينتظر أعماله، ما دفع البعض إلى منح الرواية تقييمات أقل حتى الآن، ربما بسبب دعوة البعض إلى التمسك بتقييم ثابت كالحض على المنع من قراءة الرواية، وكأن الـ goodreads هو الحكم الوحيد على نجاح الرواية.
أما عن التشابه الثالث، فهو ما يمكن لقارئ روايتي "موسم صيد الغزلان" و"الأصل" أن المصادر العلمية الأجنبية التي اعتمد عليها أحمد مراد ودان براون، ليقدما في النهاية نظرية علمية وحبكة درامية مختلفة تمامًا.
ملاحظة أخرى، قد يتبادر إليها ذهن القارئ العربي، هو انتفاء الحكم المسبق الذي يتم إطلاقه في كل مرة يقدم فيها أحمد مراد رواية جديدة، وهو الحكم باقتباسها من روايات أو أفلام أخرى، فلو أن رواية "الأصل" صدرت كما تم الإعلان عن موعد إطلاقها في سبتمبر الماضي، وصدرت رواية أحمد مراد في أكتوبر، لظن البعض أنه اقتبسها من صاحب "شفيرة دافنشي" على الرغم أيضًا من اختلاف الحبكة، ولصدق البعض أن صاحب "الفيل الأزرق" كتب رواية في شهر واحد!.