"الصبية والسيجارة".. رواية صدرت في 2005 وتنبأت بما حدث في سوريا
الأحد، 05 نوفمبر 2017 06:00 ص
صدر عن دار مسكيلياني، ترجمة عربية لرواية "الصبية والسيجارة" للكاتب بونوا ديتيرتر، زهير بوجولي، ومراجعة رمزي بن رحومة.
رواية "الصبية والسيجارة" علامة من علامات أدب الديستوبيا، أدب المدينة الفاسدة، في القرن الحادي والعشرين، ولكنها دستوبيا ساخرة تعري بخفة تهافت عالم من المثل والأحلام والقيم حتى تغدو صنوا للثقل ويصبح الكائن لا يحتمل.
رواية نشرت عام 2005، ومع ذلك فقد بلغت حد التنبؤ العام والتفصيلي أحيانا بما سيحدث في سوريا مثلا في السنوات الأولى من العشرية الثانية، إذ يصور الكاتب مشاهد لهو الإرهابيين السينمائي بضحاياهم مسجلاً سبقا سرديا وحدسيا لما سيشاهده العالم بأسره على شاشات التلفاز.
تنقذ سيجارة حياة محكوم عليه بالإعدام فيخرج من غياهب السجن إلى ساحات المجد والشهرة بدعم من لوبيات صناعة التبغ، وتقلب سيجارة حياة موظف رأسا على عقب فيتهاوى إلى الدرك الأسفل.
وبين هذا وذاك رسائل عديدة يبعث بها الكاتب: إدانة النفاق الاجتماعي إذ يكرس شعارات "العناية بالطفولة" محل "الأفكار الشمولية". والدعوة إلى الاهتمام بأنموذج بشري كاد يلفه النسيان: الرجل الكهل المنتج، تتغذى الإنسانية من لحم كتفيه ولا يغنم غير الإهمال.