"مغاربة" في أضرحة المصريين
الجمعة، 03 نوفمبر 2017 04:00 م
"مهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم بها رحلة في داخلك، فإذا سافرت في داخلك، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه"-شمس التبريزي- هكذا كانت تحيي الصوفية قديمًا.
"فأن تبحث بداخلك عن حب الله غير المشروط" هذا هو مبدأ الصوفية، التي نشأت من أجله، اشتهرت أكثر من شخصية في عالمنا بتصوفها في حب الله، تعلق قلوب المصريين بهم حد التمجيد، فنشأت فكرة الأضرحة التي توارثت الأجيال الاحتفال بمولدهم عن طريق زيارتها، كما اطلقوا عليهم أولياء الله الصالحين، ولكن لم يعلم الكثير أن أغلب هذه الشخصيات لم تكن مصرية، بل كانت من المغرب.
يا بدوي
إنه أحمد بن علي إبراهيم البدوي، والمعروف بـ"السيد أحمد البدوي"، ضريحه في مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية بمصر، ولد بـ"فاس" المغربية عام 569 هجرية، وترعرع بها، وحفظ القرآن الكريم، وكان أحد تابعي الفقه المالكي، ثم رحل من المغرب إلى العراق، وعاد واستقر في مصر بمدينة طنطا في عام 637 هجرية، وتوفي بها عام 675، وعرفت طريقته بـ"الطريقة الأحمدية" نسبة لاسمه أو البدوية لكنيته.
القناوي
هو المعروف بـ"عبدالرحيم القناوي"، وضريحه بمحافظة قنا، وهو مغربي الأصل، ولد في مدينة فاس بالمغرب، ثم رحل إلى مكة وعاش فيها قرابة 6 سنوات، ورحل بعدها إلى مصر واستقر في الصعيد.
ويعتبر ضريح القناوي في صعيد مصر مزارا للأهالي في جميع ربوع محافظات الصعيد، فهو صاحب الكرامات، وذلك بحسب المواطنين في محافظة قنا، ويعتقد بأن زيارة ضريح القناوي تشفي العليل، لذلك أصبح قبلة مواطني الجنوب.
أبو العباس
الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجى الأنصاري المرسي، والمعروف بـ"المرسي أبوالعباس"، ولد في عام 616 هجرية، في مدينة مرسية في الأندلس التي كانت تتبع دولة المغرب في ذلك الوقت، ومنها حصل على لقبه"المرسي".
ويقبل المواطنون والمريدون من متبعي الطرق الصوفية، على زيارة ضريح المرسي أبو العباس في ليلة الاحتفال في شهر رمضان من كل عام، في ليلة تتخللها الاحتفالات الدينية، والأناشيد الصوفية وحلقات الذكر، والعزف على العود، ويتجمع آلاف من المواطنين بالقرب من الضريح لتقديم النذور له.
الشاذلي
الشريف الحسني تقي الدين علي بن عبد الله المغربي المعروف بالشيخ "الشاذلي" هو مؤسس الطريقة الشاذلية، نشأ بالمغرب الأقصى، ثم استقر بالإسكندرية، بعدما تتلمذ على يد الشيخ عبد السلام بن مشيش، أحد أكبر شيوخ الأقطاب الصوفية بالمغرب، وتوفي في عام 656، وهو في طريقه لأداء فريضة الحج، في منطقة عذاب بأقصى صعيد مصر، والواقعة بالقرب من محافظة البحر الأحمر، ودفن فيها.
ويعتبر مقام الشاذلي الواقع بجبل حميثرة في مدينة مرسى علم التابعة لمحافظة البحر الأحمر، قبلة المتصوفين من جميع أنحاء مصر.