واسيني الأعراج: أسوأ ما في كتابة السيرة الذاتية الوقوف أمام الموت
الجمعة، 03 نوفمبر 2017 05:00 م
قال الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج، إن أسوأ ما في كتابة السيرة الذاتية، هو شعور الكاتب بأنه يقف أمام الموت، ناهيك عن أن كتابة السيرة الذاتية يمكن أن تقتل صباحبها.
جاء ذلك خلال الندوة التي استضافها ملتقى الكتاب، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مساء أمس، وشارك فيها كل من الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، والروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي في ندوة بعنوان "نقوش"، تناولت أدب السيرة الذاتية وقدرته على تأريخ وجود الكاتب في الحياة، وسرد تفاصيل كانت أبعد ما يكون عن متناول القارئ.
وطرحت الندوة التي أدارتها الإعلامية المصرية دينا قنديل، عددًا من التساؤلات، منها هل السيرة الذاتية نسيج لغوي طيع يشبه الرواية؟ أم أنه واقع سردي أراد له الكاتب أن يصير نصًا متدفقًا من الصور المترابطة معاً لتشكل مسيرة حياة مليئة بالتفاصيل؟.
واسيني الأعرج: لا يمكن وصف كتاب السيرة الذاتية بالأدباء
وحسم واسيني الأعرج الجدل حول السيرة الذاتي، حيث رأى أن السيرة الذاتية للأديب هي نوع إشكالي، لأن لا قارئ محدد له، ولا شواهد عليه، واصفاً إياه بالفضفاض قوله: هذا النوع من الأجناس الأدبية لديه خصائص مشتركة بين جميع الكتابات الأخرى، ويمكن لأي كاتب أن يكتب السيرة لكن ليس من السهل أن نطلق عليه لقب أديب، وهنا تكمن نقطة الحسم.
واسيني الأعرج: السيرة الذاتية ترميم للذاكرة
وأضاف واسيني الأعرج: السيرة الذاتية هي ترميم لثقوب الذاكرة، وأهم ما يكمن فيها هو اعتراف الكاتب منذ البداية بأنه يكتب سيرته الذاتية دون اختباء أو خوف، لكن الأهم هو الصدق، وأن يسرد الكاتب ما حدث في حياته وكأنه أمام مرآة، وأسوء ما في السيرة أنك تشعر وأنت تبدأ في كتابتها وكأنك تقف أمام الموت الذي تتلمس خطواته بداخلك وهي تقترب، لكنك تقوم بهذا الفعل الأدبي كونك لا تريد أن يكتب آخرون سيرتك.
السيرة الذاتية يمكن أن تقتل الكاتب
وأوضح "الأعرج" أنه على الكاتب الذي يخوض في كتابة سيرته أن يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا النوع من الكتابة، كون السيرة في ظروف ما يمكن لها أن تقتل صاحبها، وهذا ما حصل مع عدد من الأدباء الذين ارتطموا في واقع الحال بحقيقة مجتمعاتهم فالمجتمعات العربية لا حرية للرجل فيها فكيف المرأة، ومن يريد أن يكتب سيرته عليه أن يعيش في مجتمع يراعي الحرية بأبسط تجلياتها.