الشهوة المقدسة.. داعش لعناصره: طوبى لمن مارس ثم جاهد

"العالم يحط من قدرك..أنت ملكة لكنك غير متوجة.. آما آن لك أن تنعمي بحياة الاستقرار وترك العناء".. بهذه الدعايات الكاذبة استقطب تنظيم داعش الإرهابي الكثير من الفتيات حول العالم مستغلًا مفهوم الجنس بشكل بشع.

تارة استفاد التنظيم الإرهابي من طموح مسلحيه أو من يلتحقون به عن الزواج "من الحور العين في الجنة"، كما يدعو قبل أو بعد تنفيذ عملياتهم الانتحارية، وتارة أخرى ينجح في استخدام دعايات كاذبة لاستقطاب النساء المغرر بهن، في سن المراهقة اللائي قادتهن الأقدار إلى مصير مجهول في قفص التنظيم الإرهابي.

ووسع التنظيم من مفهوم النكاح والجنس عند الجهاد في سبيل رايته الإرهابية، وبحث عن مسوغات تاريخية بعضها مزيف كي يتيح لأعضاء التنظيم شراء وبيع الإناث وممارسة أبشع أنواع الجنس معهن، وبمبررات وكتب من صنعة أقلامهم، فكان أبرز الكتب التي احتوت على الجنس وما عرف بسبي النساء والرق وعبودية الفتيات لدى داعش كتيب يدعى "السبي والرقاب"، والذي شمل إجابات التنظيم على 32 سؤالا، أعده المدعو أبو البراء الموحد، والذي طلب من قرائه المتشددون ألا ينسوه من صالح دعائهم بعد تنفيذ توصياته.

التنظيم الإرهابي استغل "شهوة الجنس" عند أتباعه المحرومين والمهووسين، ليحوله لـ "سلاح رهيب"، فانتشرت مزادات بيع النساء بالمزاد العلني، كما زادت عمليات النكاح الجماعي، ليصل الأمر إلى تهديد أعضاءه بالذبح والقتل، إذ ما قدموا الطاعة وسلموا زوجاتهن عند اقتضاء الضرورة، فبينت قصص وحكايات "أسيرات داعش" اللواتي تمكن من الهرب بشكل أو آخر الاستغلال الجنسي والهوس والشهوة الجنسية لدى أعضاء التنظيم، ففى أحدى القصص التي روتها أحدى الزوجات التونسيات الهاربن من التنظيم الإرهابي والتي تم إلقاء القبض عليها في المطار قادمة من سوريا، قالت، إن التنظيم أجبرها على ارتكاب أعمال لا أخلاقية مع ما لا يقل عن 100 داعشي في 27 يوما قبل الفرار من جحيم القتال إلى بلادها بطرق ملتوية.

وأشارت الراوية إلى أن زوجها نزل عند طلب "داعش" بوضع زوجته في خدمة عناصر الجماعة، وأن زوجها بعد محاولات للرفض لم يجد بدا من الإذعان لطلب "داعش" خوفا على حياتهما، وأصبح مسؤولا عن تلبية طلبات عناصر الجماعة من زوجته.

وهناك أيضا قصص الأيزيديات العشر اللواتي تمكن من الهرب من قبضة داعش، واللواتي تحدثن عن ممارسات عناصر داعش، بكل ما فيها من بشاعة وشذوذ، وكذلك قصة الشابة الأيزيدية التي أبكت مجلس الأمن الدولي عندما تحدثت عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها حين كانت مختطفة لدى تنظيم داعش، مع نساء أخريات وأطفال في مدينة الموصل العراقية.

وإلى جانب تعدد الزوجات والسبايا، فعمد التنظيم على إصدار قرارات تتعلق بالمرأة في ظل داعش، فحدد سن زواج الفتاة بتسع سنوات، كما نشر أوامر بتحديد "أسعار السبايا"، حيث تشير تقارير إلى أن عدد الأسيرات لدى داعش يصل إلى نحو 1500 امرأة وفتاة قاصر، ناهيك عن بعض "عبيد الجنس" من الذكور.

وفي كتاب داعش «السبي والرقاب» شرح التنظيم بالتفصيل المبررات والمشروعات والمسببات التي قد يتخذها اعضاءه لتحليل ما يرتكبونه، حيث يتضمنالسماح بأخذ الأسيرة غير المسلمة، في إشارة إلى المسيحيين واليهود، كما ينصح بمعاملة غير المسلمات على أنهن إماء، ويتضمن الكتيب بعض الفتاوى الأخرى مثل نكاح النساء المرتدات اللائي ولدن مسلمات وغيرن دينهن.

وأباح الكتيب ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب حيث يقول إن «مبيح السبي الكفر، فتباح لنا الكوافر بتقسيم الإمام لهن بعد وضع اليد عليهن وإحضارهن إلى دار الإسلام، ويؤكد الكتيب في مكان آخر على الامتلاك وتجريد «السبايا» من صفة الإنسانية، إذا يجوز بيع وشراء وهبة السبايا والإماء، إذ إنهن محض مال، يستطاع أن يتصرف به من غير مفسدة أو إضرار، بحسب الهيئة الشرعية لـ«داعش».

وفي ضرب السبايا "يجوز ضرب الأمة ضرب تأديب.. كما يحرم ضرب الوجه. كما أن هروب العبد أو الأمة من كبائر الذنوب، ويجب أن تعزر (الأمة الهاربة) تعزيرا يردع أمثالها عن الهرب"، وفى سؤال ورد ضمن الـ32: "هل من المسموح جماع الأسيرة مباشرة بعد الاستيلاء عليها؟"، ترد الفتوى في كتيب التنظيم الإرهابي: "لو كانت عذراء، يحق لسيدها أن يجامعها مباشرة بعد الاستيلاء عليها، ولكن إذا لم تكن كذلك، ينبغي الانتظار حتى ينظف رحمها".

وفي سؤال آخر: «هل من المسموح بيع أسيرة؟» يرد المدعو أبو البراء الموحد: "من المسموح شراء وبيع ومنح كهدية الأسيرات والإماء، لأنهن مجرد ملكية، ويمكن التخلص منها طالما أنها لا تسبب أذى أو ضررا للأمة الإسلامية"، وعلى سؤال آخر هل يجوز جماع أسيرة لم تبلغ سن البلوغ، يرد التنظيم: "يجوز جماع التي لم تبلغ سن البلوغ إذا كانت صالحة للجماع، ولكن إذا لم تكن صالحة، يكفي مداعبتها والتمتع بها دون جماع".