مصنع الأهرام من "عز البيرة" إلى ضياعه على يد "التعليم"
الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 11:00 صرامى سعيد
يقف مبنى "متحف كلية الآثار بأرض الجامعة في بين السرايات"- مصنع الأهرام أي بي سي لصناعة البيرة سابقًا- كبيت الأشباح، بعد حسم النزاعات على ملكيته بين جامعة القاهرة ومحافظة الجيزة، التي انتهت إلى أن تكون ملكيته لصالح محافظة الجيزة وليس للجامعة، وتقدمت الجامعة بخطاب إلى محافظة الجيزة لتخصيص قطعة الأرض كحق انتفاع لمدة 99 سنة، على أن تلتزم جامعة القاهرة باستخدام الأرض في العملية التعليمية والبحثية على نفقة الجامعة، إلا أن الجهاز التنفيذي قرر كأغلبية أن تخصص الأرض كحق انتفاع لمدة 25 سنة، فقط مقابل أجر رمزي لم يحدد بعد.
خصصة شركة الأهرام
يعد "مصنع الأهرام أي بي سي"، واحدا من أقدم الآثار في منطقة بين السريات، حيث تم انشاءه عام 1899 بواسطة الشركة البلجيكية على مساحة 4000 متر مربع على ثلاثة أدوار، إلا أنه تم تخصصه عام 1996 بقرار من الحكومة بخصخصة شركة الأهرام للمشروبات، وكانت المحتكر الوحيد لتصنيع البيرة في مصر.
يعد "مصنع الأهرام أي بي سي"، واحدا من أقدم الآثار في منطقة بين السريات، حيث تم انشاءه عام 1899 بواسطة الشركة البلجيكية على مساحة 4000 متر مربع على ثلاثة أدوار، إلا أنه تم تخصصه عام 1996 بقرار من الحكومة بخصخصة شركة الأهرام للمشروبات، وكانت المحتكر الوحيد لتصنيع البيرة في مصر.
خلافات الجهات على مصنع البيرة
ونشبت عقب ذلك خلافات كثيرة بين ثلاثة أطراف كانت تجهز هذه الأرض بحيث تكون متنفسا لجامعة القاهرة، حيث تنازلت وزارة الاستثمار عنها لمؤسسة المصري لخدمة المجتمع برئاسة الدكتور إبراهيم بدران، وزير الصحة الأسبق، لإهدائها للجامعة بنظام حق الانتفاع لمدة 99 عاما، وتنازلت محافظة الجيزة أيضا عن حصتها، وتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، أولها إنشاء المنطقة البحثية الأولى التي سيتم نقل 166 مركزًا بحثيًا بالجامعة إليها، ومنطقة مستقبلية بحثية، ومنطقة المباني السكنية، ويتم تنفيذ المرحلة الأولى منها في مدة 3 سنوات بتكلفة تقدر بـ 250 مليون جنيه للمرحلة الأولى، بواقع 4 آلاف جنيه للمتر المربع فوق الأرض، و2000 جنيه تحت الأرض.
وأقامت الجامعة والمؤسسة أكثر من احتفالية، وتم اختيار إحدى الشركات الكندية لها، واعتبرها الجميع لحظة فارقة في تاريخ الجامعة قبل أن يستطلع أحد رأى جهاز التنسيق الحضاري عن هذه المباني التي اقترب عمرها من 100 عام، والذي كان قراره بمنع هدم المباني باعتبارها «نادرة» في أسلوبها وطرازها.
حق انتفاع جامعة القاهرة لمصنع البيرة 2012
وفي عام 2012- خصص محافظ الجيزة، أرض شركة البيرة البالغة مساحتها 30 ألف متر و253 والواقعة برقم 4 بحوض البرنس نمرة 11 بشارع بين السرايات، حق انتفاع لمدة 25 عاما مقابل أجر رمزي تحصل عليه المحافظة، لصالح جامعة القاهرة، ذلك لإقامة مراكز ومنشآت للأبحاث العلمية، على أن تتولى الجامعة إنشاء (بدرومات) لتكون ساحة انتظار للسيارات على المساحة الكلية السابقة.
يأتى ذلك عقب حسم الجهات العليا بمجلس الوزراء والجهات القضائية النزاع الذي وقع بين الجامعة ومحافظة الجيزة على ملكية هذه الأرض، والذي انتهى على أن تكون ملكية هذه الأرض لصالح محافظة الجيزة وليس جامعة القاهرة.
وبناء عليه تقدمت جامعة القاهرة بخطاب إلى محافظة الجيزة لتخصيص قطعة الأرض كحق انتفاع لمدة 99 سنة، على أن تلتزم جامعة القاهرة باستخدام الأرض في العملية التعليمية والبحثية على نفقة الجامعة إلا أن الجهاز التنفيذى قرر كأغلبية أن تخصص الأرض كحق انتفاع لمدة 25 سنة فقط مقابل أجر رمزى لم يحدد بعد.
قرار 2014
فيما حصلت كلية الآثار عام 2014 على المتحف بموجب قرار رئيس الجامعة رقم 921 لسنة 2014 الخاص بصيانة وترميم عام وإعادة تأهيل المبنى التاريخي بأرض الجامعة في بين السرايات، ليكون متحفًا تابعًا للكلية تعرض فيه حفائر الكلية خلال 100 عام، وآثار ما قبل التاريخ والآثار الخاصة بجامعة القاهرة، وإحياء الحرف التقليدية وربطها بالتسويق السياحي لأهرامات الجيزة وسقارة.
وقال الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار، إن الكلية ستقوم بصيانة وترميم المبنى التاريخى بأرض بين السرايات وإعادة تأهيله، ليكون متحفًا جديدًا للكلية ومركزا ثقافيا لجامعة القاهرة على مساحة 4000 متر مربع على ثلاثة أدوار بتكلفة نحو 70 مليون جنيه.
ولفت إلى أن السفير محمد سامح عمر أشاد بالمشروع، وأوصى بضرورة المساهمة المالية والفنية لهذا المشروع من جانب الهيئات والمنظمات المعنية بالتنمية الثقافية، بما في ذلك منظمة "يونسكو"، وسوف تقوم جامعة القاهرة بمخاطبة سفير بلجيكا بالقاهرة، حيث إن بلجيكا كان لها دور كبير في إقامة المبنى التاريخى المقام على تلك الأرض ويعد أقدم مصنع في مصر حيث كان مصنعا للمشروبات الكحولية "البيرة" ومسجل كمبنى أثري.