أثري يحدد إحداثيات منطقة غرق فرعون ونجاة النبي موسى بالبحر الأحمر
السبت، 21 أكتوبر 2017 08:50 م
ويقول ريحان، إن أرض مصر شهدت هجوما شرسا من فرعون، على بني إسرائيل بقيادة النبي موسى بن عمران، عليه السلام؛ ليمنعهم من الخروج، والإفلات من سطوة جبروته، وظلمه لهم.
وأضاف أنه رغم أن بني إسرائيل، ارتكبوا سلسلة من الخطايا في حق الرسالة التي جاءهم بها النبي موسى، حتى أنهم طلبوا منه أن يروا الله جهرة، وسرقوا ذهب المصريين، خلال مغادرتهم الأرض المصرية هربا من فرعون، فإن الله نجاهم من ظلم فرعون، حتى يمنحهم الفرصة ليتوبوا إليه، وليقيم عليه الحجة البالغة يوم القيامة.
ويكشف الخبير الأثري، تفاصيل لحظات فيقول إن النبي موسى قاد بني إسرائيل إلى سواحل البحر الأحمر، هربا من فرعون، الذي أبى إلا أن يتبعهم، عسى أن يظفر بهم، ويقضي عليهم.
وأضاف أن بني إسرائيل كانوا يعيشون في أرض بمدينة تسمى الآن "وادي الطميلات"، وتقع شرق مدينة الزقازيق، وهو ما دفعهم عند الهرب إلى الاتجاه نحو البحر الأحمر، حتى بلغوا الساحل، وعندما وجدوا أنفسهم بين البحر، وجنود فرعون الذين سرعان ما أدركوهم، لجأوا إلى النبي موسى، الذي أوحى الله له أن يضرب بعصاه البحر؛ لينفلق كل فرق ويصبح كالجبل العظيم.
وأشار ريحان إلى أن المنطقة التي ضربها النبي موسى، لتنشق عن أرض يابسة مر عليها بنو إسرائيل بأكملهم قبل أن يأذن الله لها فتعود إلى وضعها الطبيعي، عقب وصول فرعون وجنوده إلى منتصف الطريق خلف النبي موسى، وبني إسرائيل، هي منطقة رأس خليج السويس، وتحديدا عن نطقة "الشط".
واستشهد ريحان بما ذكر في التوراة: "أدار الله الشعب في طريق برية سوف، وصعد بنو إسرائيل متجهزين من مصر من أرض رعمسيس، فارتحلوا منها إلى سكوت ثم امن سكوت إلى إيتام"، مشيرا إلى أن رعمسيس، هي المدينة التي اكتشفها العالم المصري محمود حمزة عام 1928، التي بناها رمسيس الثاني، لتكون عاصمة ملكه وسط الوجه البحري، وبحر سوف، هو بحر البردى، وبرية بحر سوف، هي الأرض اللينة المغمورة بالماء التي تمتد إلى الجنوب والشرق من بحيرة المنزلة وكان ينبت فيها البردى، أما سكوت فهي لفظ عبرى قديم بمعنى الخيام أو المظلات، ويراد بها الأماكن المعدة كاستراحات مؤقتة في طريق المسافرين، وموقعها ما بين صان الحجر والصالحية، الآن، أما إيتام فهي برثوم التي بناها رمسيس الثاني كحصن واكتشفها العالم الفرنسي نافيل عام 1883 وموضعها تل الرطابية غرب بحيرة التمساح.
وأشار ريحان إلى أن وجود عيون موسى بموقعها الحالي بالسويس، يؤكد أن خط سير الرحلة كان عن طريق جنوب سيناء، بدليل وجود الـ12 عين ماء التي ذكر القرآن أنها تفجرت لبني إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى، وكانت العيون بعدد أسباط بنى إسرائيل، وكل سبط ينتمى لابن من أبناء النبيى يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة وبقايا السبعين نخلة المذكورة في التوراة مازالت موجودة حتى الآن في تلك المنطقة وهي عيون موسى.
ويؤكد الخبير الأثري أن مكان العبور لبني إسرائيل وغرق فرعون وجنوده كان عند نقطة الشط وهي أقرب نقطة مرئية عبر خليج السويس، مصداقا لقول الله تعالى: "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ"، مما يشير إلى أن المعجزة كانت على مدى بصر بني إسرائيل، وطبقا لخط سيرهم فإن نقطة الشط بخليج السويس، هي الوحيدة التي كان ممكنا أن يراها الهاربون من فرعون، ليطلعوا على معجزة غرقه.