حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم.. ماذا تعرف عن المرأة النبي؟
الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 10:36 ص
الفارق بين النبى والرسول هو أن الرسول من أُوحِيَ إليه بشرع جديد أي ديانة وشريعة جديدة كاليهوديّة والمسيحية والإسلام أما النبي فلم يوحى له بشرعٍ جديد وإنَّما بعث لتقرير شرع من قبله من الرسل - وفق كتابات إسلامية - أكدت أن هذا يفيد أنَ الرسول أعمَ من النبي إذ إنَ كلَ رسولٍ نبي وليس كلُ نبي رسول حيث يوحى للرسول بشرع جديد علاوة على تقرير ما جاء به من قبله من الرُسل والأنبياء أما النبي فيقرر ويؤكد ما شرعَ قبله دون أن يبعث بشرع جديد وهو ما يدحض القول الشائع بأن الرسول مأمور بالتبليغ أما النبى فلا.
المقدمة السابقة اقتبسناها من كتابات إسلامية هامة، كمدخل لموضوع شائك آخر وهو هل هناك انبياء من النساء ؟ وما هى اسمائهن؟.. هذا ما سنجيب عنه فى السطور التالية :
يستدل الحافظ ابن حجر العسقلانى فى كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري" بقوله تعالى: "إن الله اصطفاك" على أن السيدة مريم العذراء كانت نبية وليس بصريح في ذلك، وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع وصفها بأنها صديقة فقد وصف يوسف بذلك وقد نقل عن الأشعري أن في النساء عدة نبيات وحصرهن ابن حزم في ست حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم. وأسقط القرطبي سارة وهاجر، ونقله في " التمهيد " عن أكثر الفقهاء وقال القرطبي: الصحيح أن مريم نبية وقال عياض" الجمهور على خلافه" ونقل النووي في " الأذكار " أن الإمام نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية وعن الحسن: ليس في النساء نبية ولا في الجن وقال السبكي الكبير:" لم يصح عندي في هذه المسألة شيء، ونقله السهيلي في آخر " الروض " عن أكثر الفقهاء".
الفقهاء المؤيدون لكون بعض النساء أنبياء يستندون إلى أن القرآن أخبر بأن الله تعالى أوحى إلى بعض النساء، فمن ذلك أنه أوحى إلى أمّ موسى: وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ أُمّ مُوسَىَ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيَ إِنّا رَآدّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " القصص: 7 "، وأرسل جبريل إلى مريم فخاطبها فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنّيَ أَعُوذُ بِالرّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً قَالَ إِنّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ لِأهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً.. " مريم: 17-19 " وخاطبتها الملائكة قائلة: يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ.. "آل عمران: 42-43 ".
فأبو الحسن الأشعري يرى أنّ كلَّ من جاءه الملك عن الله – تعالى – بحكم من أمر أو نهي أو بإعلام فهو نبي وقد تحقق في أمّ موسى ومريم شيء من هذا، وفي غيرهما أيضاً، فقد تحقق في حواء وسارة وهاجر وآسية بنصّ القرآن.
استدل الفقهاء أيضاً باصطفاء الله لمريم على العالمين وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " آل عمران: 42 " وبقوله صلى الله عليه وسلم: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون " رواه البخاري، ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.فقالوا: الذي يبلغ مرتبة الكمال هم الأنبياء
كان الدكتور يحيى إسماعيل أمين عام جبهة علماء الأزهر وأستاذ الحديث بجامعة الأزهر قد قال إن هناك أنبياء سيدات وذلك فى قوله تعالى "أوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى"، وقوله تعالى "فاتخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويًا"، فهذا دليل على أن أم موسى ومريم ابنة عمران من الأنبياء وليستا من الرسل، وقوله تعالى "واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًا".
وتابع إسماعيل فى تصريحات صحفية أن الرسول مكلف برسالة وهناك فرق بين الأنبياء والرسل، فالرسول مكلف برسالة من خلالها يتنقل ويحاجج ويجاهد ويقود الجيش، مشيرًا إلى أن الرسول من شروطه أن يكون ذكراً ورسالته قيادة وعبء ورسالة وقيادة جيوش الاختلاف فى المهام فريضة كونية والإسلام ليس متحيزاً للرجل أو للمرأة مشيرا إلى أن الإسلام أعطى للمرأة حقوقها وهى بذلك نبية.
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن سبب إرسال الله جميع الأنبياء من الرجال، وعدم اختيار النساء للنبوّة يرجع إلى إن وظائف الأنبياء تتناقض مع خصائص المرأة لهذا لم يبعث أنبياء من النساء، مؤكدًا أن ذلك ليس انتقاصًا من قدرهن، وأن الله خلق كل من الذكر والأنثى، ومنح كل منهما خصائص مختلفة، فللنساء وظائف لا يستطيع الرجل أداءها.
تابع جمعة خلال ردّه على سؤال من متصلة مع برنامج بإحدى الفضائيات أن فريق من العلماء يرى أنه يوجد أنبياء من النساء مثل السيدة مريم وأم موسى وحواء لتلقيهن الوحي.
فيما قال الداعية الإسلامى جمعة محمد على إن هناك آية كريمة تقول ": وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم" متابعا أن الله سبحانه وتعالى لم يرسل رسولاً نبيًا أو امرأة، لعدة أسباب منها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأن هذا دليل على أن المرأج عندها أعوجاج فى القدرات.
وأكد الشيخ جمعة أن الله سبحانه وتعالى جعل المرأة تأتيها الحيض وفى هذه الحالة ترفع عنها الصلاة متسائلاً، كيف لنبى مرسل يدعو الناس وهو لا يصلى، وكذلك الله سبحانه وتعالى قال "منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " وأن الأنبياء كلهم خمسة وعشرون نبيا والذين يذكر أسماؤهم هم ثمانية عشر نبيًا فى القرآن وهناك من قال أن الأنبياء ستمائة نبى أو أكثر كما أن الحكمة من عدم إرسال المرأة رسولاً هو أن شهادة الرجل بامرأتين كما قال فى كتابه العزيز "الرجال قوامون على النساء" لافتا إلى أن القوامة للرجل، كل ذلك يمنع أن تتصدر المرأة المشهد.وفق قوله .