العاصمة الإدارية.. من أمريكا إلى الصين "برافوا مصر"

الأحد، 15 أكتوبر 2017 08:45 م
العاصمة الإدارية.. من أمريكا إلى الصين "برافوا مصر"
العاصمة الإدارية
منال العيسوى

لم يكن قرار إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة مجرد حدث داخل حدود الوطن، وإنما كان أكبر من حدود مصر والعالم العربي، لتصبح حديث الإعلام ومراكز الدراسات على مستوى مصر والعالم، فما بين أكبر مواقع اقتصادية تؤكد أن العاصمة الإدارية فى مصر نقلة نوعية لكبرى المشروعات التى تغير العالم، فيما رصد الإعلام الصينى مراسم وضع  الرئيس عبدالفتاح السيسى لحجر الأساس للمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة فى إطار خطة التنمية الشاملة للبلاد، وتأكيده على أهمية أن تمثل العاصمة الجديدة جيلاً جديداً من المدن المصرية توفر جودة حياة ذات مستوى مرتفع لساكنيها وفقا لأعلى المعايير وأحدث التقنيات.

 

ووصفت وكالة الأنباء الصينية فى تقرير لها نشر اليوم الأحد، أن مشروع العاصمة الإدارية يعد نقلة حضارية لمصر، حيث أن التنمية العمرانية تعد المسار الأساسى للمضى قدماً فى تنمية المجتمع ، وتمثل نقطة مضيئة جديدة فى التعاون المصرى الصينى، حيث توصلت مصر وشركة هندسة البناء الصينية "سى إس سى أى سى" إلى اتفاق نهائى تبلغ قيمته ثلاثة مليارات دولار بشأن تنفيذ إنشاءات فى العاصمة الإدارية الجديدة.

 

فيما أبدى  الخبراء والمحللون الصينيون، أن الصين ومصر تعملان حاليا على إتمام مهمة تطوير البلاد وتحسين مستوى معيشة شعبيهما، من خلال مشروعى العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة شيونغآن الجديدة بالطموح المشترك المتمثل فى تحقيق تخطيط عمرانى متميز باعتباره وسيلة لرسم الصورة المستقبلية لدفع التنمية وإيجاد فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادى سريع.

 

وعلى ذات الصعيد منذ شهر تقريبا تصدرت الصحف الأجنبية وبالتحديد موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر ليكون من بين أكبر المشروعات العملاقة التي ستغير وجه كبرى مدن العالم بحلول عام 2030، مؤكدا أن العالم يتحول بشكل سريع نحو الحضرية، حيث تتوقع الأمم المتحدة أن يتضاعف عدد سكان المدن بحلول عام 2050 ليصل إلى 6.5 مليار نسمة، وأن المدن الكبرى في العالم تبني المزيد من المناطق السكنية والمنشآت العامة في إطار خطط تنموية كبيرة لمواكبة ازدياد أعداد السكان.

 

وجاء مشروع العاصمة الإدارية في القاهرة في المرتبة الثانية وفقا للقائمة التي أشار اليها  الموقع لأكبر المشروعات الحضرية العملاقة تحت الإنشاء التي وصفها بأنها «ستغير من شكل المدن خلال العقود المقبلة»، على مساحة 270 ميلا مربعا تشمل 21 منطقة سكنية جديدة تكفي لإسكان خمسة ملايين نسمة.

 

ووفقا لتقرير صادر عن  شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية منذ شهران تقريبا  فأن المستثمرين الصينيين يتولون تمويل جزء من المشروع، فعلى سبيل المثال وضعت شركة تنمية الأراضي الصينية 20 مليار دولار للمشروع في أواخر 2016، وأن المشروع يشمل أيضا 1250 مسجدا وكنيسة ومركزا للمؤتمرات ونحو ألفي مدرسة وكلية وأكثر من 600 منشأة طبية، فضلا عن جراج ضخم يتوقع أن يكون أكبر جراج في العالم.

 

يذكر  أن  العاصمة الادارية المصرية  هى تحدى جديد للقيادة المصرية ، فبعد مرور عام ونصف على إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر شرم الشيخ مارس 2015، عن مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، لتكون عاصمة عالمية وبؤرة النشاط الاقتصادي، أصبح الحلم حقيقة شامخة وسط صحراء مصر، فهو أحد أكثر مشروعات التطوير العقاري طموحاً، وليس مشروعا استثماريا فحسب، وإنما هو مشروع قومى بالأساس تتنوع عوائده الاقتصادية من توسيع الحيز العمرانى والإسكاني، إلى توفير فرص عمل للشباب، وقبل ذلك كله تشييد بنية أساسية جاذبة للاستثمار، كما أنه مشروع عصرى يراعى البعد البيئى ممثلا فى المحور الأخضر، ويواكب أحدث التطورات التقنية والعلمية وهو ما يتجلى فى سلسلة من المشروعات مثل الجامعات ومدن التكنولوجيا ومدينة المعرفة، حيث تعادل مساحة المدينة الإدارية حسب مخطط المشروع مساحة دولة سنغافورة، كما تبلغ قرابة أربعة أضعاف العاصمة الأمريكية واشنطن.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق