الإعلام الصيني يشيد بالعاصمة الإدارية الجديدة: نقلة حضارية لمصر

الأحد، 15 أكتوبر 2017 04:23 م
الإعلام الصيني يشيد بالعاصمة الإدارية الجديدة: نقلة حضارية لمصر
الرئيس عبدالفتاح السيسى

اهتم الإعلام الصينى بقيام الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرا بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، في إطار خطة التنمية الشاملة للبلاد، وتأكيده على أهمية أن تمثل العاصمة الجديدة جيلا جديدا من المدن المصرية توفر جودة حياة ذات مستوى مرتفع لساكنيها وفقا لأعلى المعايير وأحدث التقنيات.
 
ولفت عدد من الخبراء والمحللين الصينيين ووكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا النظر إلى وجود تشابه بين أهداف مصر لبناء عاصمة إدارية جديدة والتى يتوقعون أن تسهم اسهاما كبيرا في حل "مشكلات المدن الكبرى" في القاهرة مثل التكدس السكانى والازدحام المرورى ومن ثم تخفيف الضغط عن هذه المدينة الكبيرة، وبين أهداف الصين من المشروع الذي كشفت عنه النقاب في شهر ابريل الماضى لتأسيس منطقة شيونغآن الجديدة بجنوب غربى بكين بعض أن أصبحت العاصمة الصينية تعانى أيضا من مشكلات مماثلة لما تعانى منه القاهرة، لكى تعالج من ناحية هذه المشكلات وتحقق من ناحية أخرى أهدافا وطموحات أخرى.
 
وبدوره اشاد تشانغ ون تشى الباحث الصينى في العلاقات الدولية وشؤون منطقة الشرق الأوسط بالمشروع المصري، قائلا أن مساحة العاصمة الإدارية الجديدة أكبر من القاهرة حيث تضاهى مساحة سنغافورة ويمكنها استيعاب خمسة ملايين مواطن، لهذا فإنها ستساعد في تصدى القاهرة الكبرى لتحديات قائمة منذ فترة طويلة وناتجة عن "مشكلات المدن الكبرى".
 
وأوضح أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة يصب أيضا في صالح تنمية الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل للمصريين، لافتا إلى أن القاهرة، وهي مدينة دولية عريقة ارتفع عدد سكانها منذ ستينات القرن الماضى من 3.5 مليون نسمة إلى أكثر من 22 مليون نسمة، تتعرض للأمراض المنتشرة في مدن كثيرة بالعالم مثل الازدحام والتلوث لذا فهى تعمل الآن على تحسين وتعزيز البنية التحتية لحل هذه المشكلات.
 
وأضاف تشانغ أن التوسع السريع في عدد السكان بأى مدينة يؤدى بدوره إلى سلسلة من الإشكاليات مثل أزمة السكن والمواصلات وتلوث الهواء وغيرها، وهذه هي الأسباب المهمة وراء مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر الذي يحمل طموحات كبيرة منها استيعاب الزيادة السكانية والحد من النمو العشوائى والارتقاء بالعمران القائم وتوفير مساحات خضراء فضلا عن إقامة مدينة للفنون والثقافة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن بناء العاصمة الجديدة سيؤدى إلى تخفيف العبء السكانى والمرورى عن كاهل القاهرة الكبرى علاوة على تحسين جودة الحياة للمواطنين في القاهرة.
 
ووصفت وكالة الأنباء الصينية في تقرير لها نشر اليوم الأحد هذا المشروع بأنه نقلة حضارية لمصر، نظرا لكون التنمية العمرانية تعد المسار الأساسى للمضى قدما في تنمية المجتمع.
 
وأشارت إلى أنه سيتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة بين القاهرة والبحر الأحمر على ثلاث مراحل، بدأت منذ مايو 2016. وتبلغ المساحة الإجمالية للعاصمة الجديدة نحو 170 ألف فدان، تم تقسيمها إلى مجموعة من القطاعات السكنية والحكومية والترفيهية. ومن المخطط أن تضم 20 حيا سكنيا، ومطارا، ومنطقة للمال والأعمال تضم 20 برجا بينها أعلى برج في إفريقيا، وحيا حكوميا، وحيا دبلوماسيا، ومدينة للفنون والثقافة.
 
ولفتت إلى كون مشروع العاصمة الإدارية الجديدة يمثل نقطة مضيئة جديدة في التعاون المصري الصينى، حيث توصلت مصر وشركة هندسة البناء الصينية "سى إس سى أى سي" إلى اتفاق نهائى تبلغ قيمته ثلاثة مليارات دولار بشأن تنفيذ إنشاءات في العاصمة الإدارية الجديدة.
 
وفي سياق اهتمام الصين أيضا بدفع عجلة التنمية العمرانية وإنشاء منطقة شيونغآن الجديدة، التي تغطى محافظات شيونغشيان ورونغتشنغ وآنشين بمقاطعة خبى شمالى الصين، صرح لو شياو تشنغ الباحث بأكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية بأن هذه المنطقة لا تهدف فقط إلى تسهيل تحقيق تنمية منسقة بين بكين والمناطق المحيطة بها، وإنما أيضا إلى تخفيف "مشكلات المدن الكبرى" في بكين.
 
وقال لو أن "مشكلات المدن الكبرى" في بكين تتمثل في التزايد المستمر في عدد السكان رغم تباطؤ معدل النمو السكانى، والارتفاع المستمر في حجم حركة المرور والذى تشهد معه بكين زحاما مروريا، وارتفاع إجمالى استهلاك الطاقة والذى تشتد معه ظاهرة تلوث الهواء وتنخفض قدرة التحمل البيئى.
واتفق معه في الرأى تشانغ ده يونغ الباحث بمعهد بحوث الاستراتيجية المالية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في أنه برزت مؤخرا ظواهر مثل تزايد عدد السكان وارتفاع أسعار الوحدات السكنية. ويرجع ذلك إلى أن بكين تتحمل أعباء الكثير من الوظائف التي لا تخص العاصمة، ومن ثم فإن إنشاء منطقة شيونغآن الجديدة يحمل أهدافا عدة من بينها نقل وظائف لا تخص العاصمة إلى خارجها ولاسيما أن بكين، باعتبارها مركزا للسياسة والثقافة والتبادلات الدولية والابتكار التكنولوجى، تعد مدينة دولية كبرى.
 
وأضاف أن وجود هذه الوظائف التي لا تخالعاصمة يؤدى بدوره إلى اتساع سريع في عدد السكان داخل بكين وصولا إلى ظهور سلسلة من "مشكلات المدن الكبرى"، منوها إلى أن السيطرة على حجم السكان يعد أمرا أساسيا في تخفيف "مشكلات المدن الكبرى" وحلها. وأوضح أن عدد السكان في بكين يتجاوز الآن 21 مليون نسمة وأن تأسيس منطقة شيونغآن الجديدة سيساعد على نقل عدد كبير من المواطنين إلى خارجها.
 
وأشار تشانغ إلى الإمكانات التي تحملها المساحة الضخمة لمنطقة شيونغآن الجديدة حيث سيتم بناؤها على مساحة مائة كيلومتر مربع في المرحلة الأولى وتوسيعها فيما بعد لتصل إلى مائتى كيلومتر مربع في المرحلة المتوسطة وإلى نحو ألفى كيلومتر مربع في المرحلة الأخيرة، مضيفا أن بناء منطقة شيونغآن الجديدة سوف يحقق تنمية منسقة ومتوازنة في منطقة بكين- تيانجين- خبى، وهو ما سيسهم بدوره في توازن تدفق المواطنين وبالتالى في معالجة "مشكلات المدن الكبرى" بشكل فعال.
 
واتفق الخبراء والمحللون الصينيون على أن الصين ومصر تعملان حاليا على إتمام مهمة تطوير البلاد وتحسين مستوى معيشة شعبيهما، وفي إطار ذلك توليان اهتماما كبيرا- من خلال مشروعى العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة شيونغآن الجديدة -- بالطموح المشترك المتمثل في تحقيق تخطيط عمرانى متميز باعتباره وسيلة لرسم الصورة المستقبلية لدفع التنمية وإيجاد فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي سريع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق