رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية لـ" صوت الأمة ": قطر حرضت المخابرات النرويجية ضدى بعد فضيحة تعذيب " أطفال مشروع المونديال" (الحلقة الأولى)
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 01:09 م
- قطر اتهمتنا بمحاولة تدمير ملفها فى الفيفا ونحن كيان حقوقى لا علاقة لنا بمسالة تنظيم الدوحة لكأس العالم
- أعضاء الشبكة تعرضوا للمراقبة والتنصت عليهم بفندق قطرى وانقطع اتصالنا بهم بعد دخولهم مطار الدوحة
- مع بداية الاحداث فى سوريا - تحركت الخلية فى لبنان وتركيا وقد تواصلت مع لواء الفاروق في "حمص"
- لجنة مراقبة الشرطة والمخابرات بالبرلمان النرويجي أكدت أن المخابرات النرويجية كانت تراقب محامين الشبكة على مدار الساعة
كشف لؤى ديب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية غموض الكثير من الملفات الحساسة المتعلقة بدولة قطر الداعمة للإرهاب، ساردا تفاصيل تحريض الدوحة للمخابرات النرويجية لتعقبه بعد فضحه قضية تعذيب قطر للعمال الأجانب العاملين فى منشأت من المفترض أن تستضيف كأس العالم فى عام 2022.
" صوت الأمة " التقت "لؤى ديب " وتنشر فى الحلقة الأولى من الحوار أسرار فضيحة استقدام الأطفال من الخارج للعمل فى مشروع مونديال الدوحة وكيف حاولت قطر تلفيق اتهامات للشبكة بانها تسعى لتدمير الملف القطر فى الفيفا.
كما كشف " ديب " بداية علاقة قطر بالارهاب بدءا من "خلية الدوحة" التى تشكلت من سلفين وجهادين عائدين من افغانستان، وكيفية اعادة قطر تشغيل هذه الخلية لنشر الإرهاب بالدول العربية، وكيف أن الدولة كانت تصنع الأزمة وتحلها فى نفس ذات الوقت.. سألناه :
في البداية ما هي تفاصيل قضيتك مع النظام القطري وكيفية تحريض الأمن النرويجي عليك ؟
بدأت الأزمة مع قطر بداية الشهر التاسع من العام 2014 عندما فقدت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية الإتصال بإثنين من موظفيها من حملة الجنسية البريطانية كانا يجريان تحقيقا داخل السفارة النيبالية فى قطر عن وضع العمالة الأجنبية فى قطر، واستقدام أطفال للعمل فى مشروع المونديال من دول آسيوية وعودتهم إلى بلادهم فى توابيت.
كان هذا التحقيق استكمالا لتحقيق شامل بدأ فى نيبال والهند وسيرلانكا، وكنا وقتها اكتشفنا حجم الجريمه لعدد الضحايا من الأطفال الذين قضوا تحت الشمس الحارقة وكيف تم تهديد عائلاتهم وشراء البعض لالتزام الصمت واسغلال فقرهم، فارسلنا بعثة لاستكمال التحقيق والكشف عن الفساد داخل السفارات وكيفية استقدام الاطفال، وقتها اتصل الباحثون بالمكتب الرئيسى بالنرويج وأبلغونا أنهم يخضعون لمراقبة مستمرة من أشخاص كثر وسيارات وتنصت من خلال أجهزه وجدوها بالفندق حينها طلبنا منهم مغادرة الدوحة فورا وتم تعديل تذاكر سفرهم وانقطع الاتصال معهم بعد دخولهم لمطار الدوحة.
سبق ذلك اتهامات قطرية للشبكة بأنها تحاول تدمير الملف القطري في الفيفا، وهو أمر غير دقيق، فنحن كنا نعمل على ملف حقوقي لا علاقة له بهذا الموضوع، إنما يتعلق بجريمة جسيمة ضد الإنسانية ترتكب على أراضي قطر وبعلم تواطؤ سلطاتها.
فى العام 2015 وتحديدا فى شهر فبراير واجهنا في نيويورك حملة شرسة من لوبي قطرى تركي اسرائيلى من أجل تعطيل الصفة الاستشارية للشبكة الدولية فى الأمم المتحدة، وفى حدث تاريخي ودعم دولي غير مسبوق تم التصويت على ملف الشبكة على غير العادة حيث تتخذ القرارات بالتوافق وكان تصويت تاريخى انتصرت فيه الشبكة الدولية للحقوق والتنمية وحازت على الصفة الاستشارية.
في نهاية نفس الشهر عقدت الشبكة الدولية مؤتمرا دوليا كبيرا فى جنيف من أجل مكافحة الإرهاب وحقوق الانسان شاركت فيه 85 دولة وعدد كبير من وزراء الخارجية، ودعا المؤتمر لاتفاقية دولية شاملة لمكافحة الارهاب، ووجهت وقتها الدعوة لقطر والنرويج كغيرها من الدول للمشاركة، إلا أنها لم تشارك وحسب بل قادت سويا لوبي كبير من أجل إفشال المؤتمر، الذي أشار للمرة الاولى وصراحة لعلاقة الدوحة بالإرهاب وقتها انتابنا القلق من طبيعة التنسيق النرويجي القطرى ضد المؤتمر، غير أننا واصلنا العمل كمنظمة حقوقية محترفة فى ظل حملات إعلامية قطرية ضدنا وعلى مواقع تديرها الدوحة وتنتقد وتهاجم الدور الايجابي للشبكة فى مراقبة مرحلة التحول الديموقراطي فى مصر .
وما رد فعلكم أيذاء هذه الهجمة الشرسة ضدكم من قبل المخابرات النرويجية ؟
فى البداية ابدينا تعاونا مع التحقيق لمعرفة ما الذى يجرى، وأعادت السلطات أجهزة الحاسوب مدمرة نهائيا، ولم نسترد حتى يومنا هذا أكثر من 10% من الوثائق التى صادرتها، بل وأنكرت لاحقا مصادرتها واثناء توجهنا الفورى للمحكمة رفضت السلطات الافصاح عن أوراق القضية ، وقالت إنها سريه وطالبت أن تكون المحكمة وراء أبواب مغلقة، واستمر الحال لمدة عامين، لا نعرف شيئ عما حدث وسط حملة إعلامية مشتركة من الحكومة النرويجية وقطر ومواقع الاخوان تتهمنا بتبيض الاموال دون تقديم لائحة اتهام رسمية حتى اليوم، لوضع عائق قانونى أمام توجهنا للمحاكم حيث لا يوجد اتهام رسمي وقالت السلطات النرويجية ان تحقيقا من هذا النوع ربما يتطلب عشر أعوام لتنكشف أولى الاهداف بتدمير الشبكة كمشروع حقوقى حقيقي فى وجه الاستخدام السالب للمنظمات الحقوقية.
ماذا اتضح بعد كل هذه التجاوزات ضدكم ؟
فى اوائل هذا العام بدأت تتكشف الاوراق بعد ضغطنا فى المحاكم وعرفنا أن تحقيقا سريا كان بدأ فى النرويج بعد اعتقال موظفينا فى قطر بيومين أى أن التحقيق الفعلى بدأ من 4 أعوام وحتى اليوم لا يوجد اتهام رسمى أو دليل ضد الشبكة، وتم الدفع بالضرائب لمهاجمة الشبكة من أجل افلاسها علما أنها معفية من الضرائب .
لم نستسلم واكتشفنا لاحقا أن المخابرات النرويجية كانت تراقب محامين الشبكة على مدار الساعة، واكتشف الامر لجنة مراقبة الشرطة والمخابرات بالبرلمان النرويجي، وهو أمر غير قانونى ويعد جريمة خطيرة فى النرويج ولن تقبل محكمة أبدا قضية كان المحامين فيها تحت المراقبة.
ما زالت القضية مفتوحة دون اتهام رسمى وسط حملات اعلامية شهرية لم تستطيع ان تحد ولن تحد ابدا من رسالتنا الحقوقية السامية ، وهو ما يؤكد على خطورة وعدم قانونية وتغلل قطر فى مراكز صنع القرار فى اوروبا ولن نهدأ حتى تتكشف كل الحقائق ومحاسبة كل من تورط فى الموضوع مهما كان فليس لدينا ما نخشاه وكل من قمنا به من اعمال نفتخر به وكان سياجا للانسانية والبشرية جمعاء .
كيف تورطت قطر قى دعم الإرهابيين ؟
بدأت علاقة قطر بالارهاب بدءا من (خلية الدوحة) التى تشكلت من سلفين وجهادين عائدين من افغانستان من قطر والكويت والسعودية اعتقلت قطر بعضهم قبل أحداث 11 من سبتمبر وفصلت عدد كبير منهم كان يعمل فى وزارة الاوقاف القطرية وبعد دخول القوات الامريكية إلى العراق تكونت فكرة لدى الحمدين باسثمار تلك الخلية وتم الافراج عنهم وجرى التواصل معهم بناءا على شرطين هما : اولا التجنيد من قطر وفى قطر يتم باشراف المخابرات القطرية، ثانيا: ممنوع أي نشاط أو كلمة تتعلق بقطر وتم البحث عن غطاء لتلك الخلية بتشكيل ( الحملة العالمية لمناهضة العدوان) وتم استجلاب عناصر قيادية من تنظيم الزرقاوى من العراق ومنحهم اقامات فى قطر، وكان أبرزهم محمد يوسف عبد السلام العثامنة الذي استعمل اسما حركيا هو (أبو عبد العزيز القطري) وتم منح بعضهم وثائق سفر قطرية باسماء جديدة وتم عقد المؤتمر التأسيسي للحملة العالمية فى الدوحة وسرعان ما بدأت خلية الدوحة عملها وكان النشاط الاول بالإفراج عن الرهائن الفرنسين فى العراق والذين اختطفوا بأوامر مباشرة من الدوحة وتوسطت، أيضا الدوحة للافراج عنهم ودفعت خمس ملايين دولار للارهابين كفدية وضربت الدوحة اكثر من عصفور بحجر حينما مولت الارهاب وايضا ادعت بان لها مكانة تؤهلها للافراج عن الرهائن فى مناطق الازمات وهنا بدأ افتعال الحدث ووضع مفتاح الحل بيد الدوحة .
ومع بداية الاحداث فى سوريا تحركت الخلية فى لبنان وتركيا وقد تواصلت مع لواء الفاروق في محافظة حمص وادارت عمل مسؤوله الأول "أبو احمد" ثم شقيقه بعد مقتله كذلك الدقمان وداعية الإسلام الشهال والمدعو "أبو طاقية" في عرسال. وادخلوا السلفين من طرابلس الى حمص ثم القلمون بعد تسليحهم وإمدادهم بالمال والسلاح .
مع اتساع العمليات فى سوريا تبنت الخلية فكرة الاستخدام الشامل للقوه لازالة النظام السورى وخلق ارض غير مستقرة فى سوريا تنطلق منها الجماعات الارهابية فى كل العالم العربي واسست الخلية اتصالات ببعض فصائل الجيش السورى الحر وأرسلت أبو عبد العزيز القطري ليكون مع الجولاني من مؤسسي جبهة النصرة، علما بأن شقيق أبو عبد العزيز بقي في قيادة دولة العراق الإسلامية (داعش لاحقا). كما أن "الكتاب الاسود" لقطر يكشف الدور القطري في جبهة النصرة وتأسيس جند الأقصى وتعيين قيادات جيش الفتح ومفتي الجيش (عبد الله المحيسني). وبالمناسبة ( ابو عبد العزيز القطرى) دخل الى سوريا قادما من قطر بجواز سفر قطرى وقد حاول عند اندلاع الصراع بين النصرة وداعش منع المواجهة بينهما باوامر من خلية الدوحة وبعد أن فشل فى مهمته شكل ما يسمى بجند الاقصى إلى أن قتل هو وابنه لاحقا. وبذلك تكون خلية الدوحة اخذت دور المنسق الرسمي بين كل التنظيمات الارهابية فى المنطقة.
اقرأ أيضا
"قطر: الكتاب الأسود".. الفضيحة الكاملة لتنظيم الحمدين داعم الإرهاب
"قطر: الكتاب الأسود".. تميم يقترح التهدئة مع دول المقاطعة و"تنظيم الحمدين" يرفض