¶جيشنا قام ببطولات خارقة وقدم تضحيات لا مثيل لها ¶أمريكا قامت بأكبر عملية خداع سياسى واستراتيجى لنا وزودت العدو بطائراتها ¶عندما قابلنى الرئيس الجزائرى بومدين أعلن استعداد الجزائر للوقوف معنا دون سقف
مضت على رحيل الرئيس القائد جمال عبدالناصر سبع وأربعون سنة، وما تزال ذكراه وأعماله تملأ الدنيا وتشغل الناس، ناصر لا يحتاج لمزيد من المدح أو الإشادة بإنجازاته الكبرى، تكف فى هذا المقام مرثية قالها بحقه أحد خصومه السياسيين، نعنى الملك فيصل، رحمه الله، الذى قال: «يكفى ناصر أنه بَصّر الأمة بإمكانياتها».
«صوت الأمة» تحتفل مع جماهير الشعب بتلك الذكرى الغالية وتخصص ملفًا عن ناصر القائد وناصر الإنسان الذى سطّر بأعماله التى جرت على الأرض بطولات ستلهم أجيالًا على مساحة الوطن العربى كله.
نفتتح ملفنا بنشر أحد أصعب خطابات ناصر، ذلكم الخطاب الذى ألقاه فى احتفال ذكرى ثورة يوليو عقب النكسة مباشرة، اللافت فى الخطاب الصعب أن القائد شأن الرجال قد عاد مجددًا ليعلن تحمله لمسئولية ما جرى مستعدًا للمحاسبة أمام شعبه، ثم دعوته لمساندة جيشنا الذى قدم تضحيات خارقة فى معركة هى للمؤامرة الدولية أقرب منها من أى شيء آخر.
أيها الإخوة المواطنون:
يجىء إلينا هذا العيد الخامس عشر لثورة يوليو سنة 1952 ونحن نعيش فى أزمة لا نغالى إذا قلنا ٌنها من أقسى ما واجهناه فى تاريخ عملنا الثورى
لم يكن عملنا فى يوم من الأيام - أيها الإخوة - سهلا أو هينا، فطريق النضال مخاطر، وطريق النصر تضحيات، إن الاستعمار لم يواجهنا فى هذه المرة صراحة كما فعل فى سنة 1956؛ وإنما بذل جهداً لا بد أن نسلم ببراعته فى إخفاء دوره، وفى تغطية تواطؤه، ولعله فى النهاية لم يترك شيئاً يدل عليه غير بصمات أصابعه، ولكن ذلك شىء والإمساك به متلبساً كما فعلنا فى سنة 1956 شىء آخر، ومن هذه الأسباب أيضاً أنه ربما كان هذا أول عيد للثورة يجىء ليجد وطننا وهو ما زال وسط المؤامرة الضارية، ومع شجاعته وإصراره على مواجهتها فإنه مما لاشك فيه أن شعبنا يشعر فى نفس الوقت بأحزان وآلام مضنية، ولعل الله عز وجل- أيها الإخوة - أراد أن يضعنا موضع الامتحان ليرى هل نستحق ما أنجزناه؟ وهل نحن قادرون على حمايته؟ وهل نملك شجاعة الصبر والصمود أمام المحنة؟
أيها الإخوة المواطنون:
لا أريد أن أعود بكم مرة أخرى إلى الظروف التى مهدت لهذه الأزمة،
ومع ذلك فإنى أرى أنه لا بد من الوقوف أمام بعض المسائل الهامة لكى يكون أمامنا جميعاً أكبر قدر ممكن من الوضوح:
المسألة الأولى التى يجب أن تكون واضحة أمامنا جميعاً أننا لم نكن البادئين بتأزيم الموقف فى الشرق الأوسط، كلنا نعرف أن هذه الأزمة بدأت بمحاولة إسرائيل غزو سوريا.
المسألة الثانية: إننا عندما قررنا التحرك نتجت عن تحركنا آثار عملية، أول حاجة إننا طلبنا سحب قوة الطوارئ، بعدين أعدنا تطبيق حقوق السيادة المصرية على خليج العقبة.
المسألة الثالثة: إننا بتحركنا وأخدنا المبادأة لدفع الخطر عن سوريا كنا ندرك أننا خصوصاً من وجهة نظر دولية أن نبدأ الضربة الأولى فى معركة مسلحة، ولو كنا فعلنا ذلك لكنا عرضنا أنفسنا لعواقب وخيمة تزيد عما كان فى مقدورنا احتماله.
وأريد فى هذا الصدد أن ألفت نظركم إلى نقاط هامة:
أول نقطة: التحذيرات الأمريكية، ويمكن قريتم عن هذه التحذيرات الأمريكية، ولكن مستشار الرئيس الأمريكى «جونسون» طلب سفيرنا فى وقت متأخر من الليل فى واشنطن وقال له إن فيه معلومات عند إسرائيل إنكم حتهجموا، وقال إن ده يعرضنا لوضع خطير، وناشدنا ضبط النفس، وقالوا إنهم أيضاً يعملوا نفس الشىء مع إسرائيل من أجل ضبط النفس، والرسائل اللى جات لنا من الرئيس الأمريكى «جونسون» اللى بيتكلم فيها على الأمم المتحدة، ويناشدنا فيها ضبط النفس.
النقطة الثانية: أيضاً يمكن اتكلمت عليها قبل كده، إن السفير الروسى أيضاً فى اليوم التالى طلب مقابلتى، وبلغنى رسالة من رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى يطلب منا فيها ضبط النفس، وحيبلغنى رسالة بعتها لرئيس وزراء إسرائيل، ويقول فى رسالته إن أى عمل من ناحيتنا بيعرض العالم لأخطار كبيرة.
النقطة الثالثة: المجتمع الدولى كله كان يعارض البدء بالحرب، وكان حديث الرئيس الفرنسى «الجنرال ديجول» واضح فى أن فرنسا سوف تبنى موقفها على أساس من يبدأ بإطلاق الرصاصة الأولى.
المسألة الرابعة: إننا تعرضنا لخديعة دبلوماسية.. لعملية تضليل سياسى خطيرة لم نتصور أن تقدم عليها دولة كبرى أو قوة كبرى، الخديعة السياسية كانت من أمريكا.
بعد ما حدث أستطيع أن أقول راضياً وبطيب خاطر وبضمير مستعد للحساب فى أى وقت أنه مهما كان ويكون؛ فإن المسئولية أولاً وأخيراً يجب أن تقع علىّ، ولقد قلت ذلك فى خطابى إلى الأمة فى يوم 9 يونيو الماضى، وأقوله الآن وسوف أظل أقوله متحملاً بجميع نتائجه راضياً بأى حكم يترتب على ذلك.
إن نضال الشعب المصرى بدأ قبل عبدالناصر وسوف يمضى بعد عبدالناصر والأمة العربية سعت إلى وحدتها قبل عبدالناصر وستسعى بعد عبدالناصر، ولقد كنت أقول دائماً، وما زلت أقول: إننى لست قائد هذا الشعب، وقصارى ما يمكن أن أتمناه لنفسى من شرف أن أكون تعبيراً عنه فى مرحلة معينة من نضاله المستمر قبل أى فرد وبعد أى فرد.
إيه معنى الدور اللى قام به الأسطول السادس فى الأيام القليلة السابقة فى المعركة قرب شواطئنا وقرب حدودنا؟ إيه الأسلحة اللى شحنت إلى إسرائيل فى فترة ما بين الأزمة إلى يوم العدوان؟ إيه عدد الطيارات اللى وصلتها؟ ما هو عدد المتطوعين من الطيارين؟ ما هو التفسير لقوة الطيران الضخمة على الجبهات العربية جميعاً؟ كانوا بيهاجمونا فى مصر وبيهاجموا الأردن وفى نفس الوقت بيهاجموا سوريا، وفى نفس الوقت بيبعتوا طيارات تهاجم مطارات العراق، ليلة 7 يونيو اتصل بى الملك حسين بالتليفون الصبح قرب الفجر وقال لى: إن فيه 400 طيارة بتهاجم الجبهة الأردنية، وأن أجهزه الرادار اللى عنده تبين هذا العدد الكبير من الطيارات.
يوم الأربعاء 7 يونيو شوهدت طائرتان بالعلامات الأمريكية فوق خطوطنا.. فى أول الأمر لم أصدق ولكن المعلومات كانت مؤكدة، وبعدين أذعنا بيان وقلنا إن فيه طيارات أمريكية طارت فوق خطوطنا وفوق الجبهة، وقلنا إن إحنا بنعتقد بهذا إن الأمريكان مشتركين فى العملية، وقلنا على الطيارات اللى كانت بتهاجم الأردن، وقلنا إن هناك هجوم بالطيران غير إسرائيلى على الأردن، وأذعنا بيان، وذكرنا فى البيان تفاصيل الطيارتين اللى شفناهم مارين.
أيها الإخوة:
وأمامكم هنا وعلى مسمع من شعبنا كله، ومن أمتنا العربية.. أنا عارف ان فيه أسئلة فى نفوسكم، كل واحد منكم جاى يسمع الإجابة عليها، فى البيوت وفى كل مكان عايز يعرف، وعايزنى أقول له من أين نبدأ؟ وأقول لكم بصراحة وبوضوح: ليس هناك طريق مختصر أو قصير إلى ما نريد، أيضا ليس هناك إلا طريق واحد، لا بديل له نصل به إلى الهدف، الطريق طويل وشاق.
كذلك فإن هناك عدة طرق لابد أن نسير عليها فى نفس الوقت مهما كانت العوائق، والموانع، والصعاب.
قدامنا طريقين، بنستسلم أو بنناضل، هذا النضال له طرق متعددة
بنقرا كل يوم عن شعب فيتنام وازاى شعب فيتنام المسلح بالأسلحة الصغيرة والمقاومة للدبابات والطائرات، ما عندهمش دبابات ولا طائرات، بيعملوا إيه فى الأمريكان! بيسببوا لهم خسائر أد إيه؟ احنا مش أقل من شعب فيتنام، واحنا شعب مناضل دايماً، والسويس حصلت عليها غارات جوية، أول يوم طبعاً الناس ذعرت من الغارات الجوية، ولكن باقول لكم تانى يوم كانوا خدوا على الغارات الجوية، وتالت يوم ورابع يوم وخامس يوم، ده موضوع معروف بالنسبة للعسكريين، بيسموه ده «الشعب يتطعم»، تطعيم الشعب بالنسبة للقتال.
الواحد أما يسمع صوت الرصاصة لأول مرة يتخض، بعد كده أما ياخد.. ممكن يسمع صوت المدفع الرشاش ما ينتبهش.
وباقول النضال العسكرى مش بس بالنسبة للقوات المسلحة ولكن بالنسبة للشعب كله، والمقاومة الشعبية يجب أن تكون فى كل مكان، وبعدين أنا سمعت بيقولوا المقاومة الشعبية راحوا وما ادوهمش أسلحة ومش فاهم إيه، وحاجات بهذا الشكل، معلش.. مافيش داعى نكون نقادين لكل حاجة وعايزين الكمال، احنا ما احناش أمريكا.
عايزين مقاومة شعبية ناس بيبقى معاها أسلحة، وناس يبقى معاها سكاكين، وناس بيبقى معاها نبابيت، وناس بيبقى معاها عصيان، وناس بيبقى معاها أسلحة أخرى.
سوف أبدأ بالحديث عن إعادة البناء المصرى، ولابد أن نسلم أن البناء المصرى هو القاعدة الأساسية للمقاومة، وهو جبهة الصمود، وهو طلائع التقدم.
أول حاجة فى الحاجات اللى أنا اتكلمت عليها مهمة ويمكن كلكم مستنينى أتكلم عليها النهارده هى الناحية العسكرية، وأرجو أن تقدروا أننى لا أستطيع أن أفيض فى تفاصيلها، كل اللى أقدر أقوله هو أننا نعيد تنظيم قواتنا المسلحة، ونعيد تدعيم قدراتها وفاعليتها، وأشير هنا إلى عدة نقط، عدة نقط مهمة ومهمة جداً فى معركتنا:
أولاً: إن قواتنا المسلحة هى طلائع شعبها فى كل معركة، ده دور القوات المسلحة وسوف يظل دورها؛ ولهذا فإن قوة القوات المسلحة هى قوة الوطن، وكرامتها كرامته وشرفها شرفه.
ثانياً: إن الرجال من قواتنا المسلحة قاموا بأعمال خارقة، وقدموا تضحيات لا مثيل لها؛ حاربوا بدون طيران والعدو كان عنده طيران.
ثالثاً: إن قواتنا المسلحة لا تستطيع أداء دورها على الوجه الأكمل بغير تلاحم كامل بين الجيش والشعب، وهذا التلاحم لم يكن ضرورياً فى أى يوم من الأيام بمثل ما هو ضرورى الآن.
هم النهارده عايزينا نستسلم.. نستسلم إيه؟ بنيأس.. بنيأس وبيذيعوا بينا كلام يدعو إلى اليأس، واحنا من غير ما نعرف نسمع الإذاعات ونرددها، ونقول مافيش فايدة.
وبرضه باقول إن موجة النكت اللى طلعت إحنا انجرينا فيها وما فهمناش بتسبب إيه النكت اللى طلعت، النكت اللى طلعت تجرح كرامة ناس هم أولادنا وإخواننا، وأنا نفسى كنت باسمع النكت برضه، برضه واحد بيقول لى سمعت آخر نكتة، زى ما بتقولوا لبعض، وطبيعتنا إحنا كمصريين، وأنا فى نفسى ما أخدتش من هذه النكت أبداً أى تعبير، ولكن أنا عارف الشعب المصرى، دا شعب عمره 7 آلاف سنة، وقهر كل الغزاة.. كسرهم.. كل اللى جم هنا خلص عليهم؛ من «قمبيز» إلى «نابليون»، وقعد ينكت عليهم، شعب له فلسفة بتاعته، وطبيعته، وماحدش لا قدر يقيم فيه مذاهب ولا انقسامات، وفيه وحدة وطنية، وشعب صلب قوى، لكن أهو شعب يحب النكتة، وأنا باعتبر إن دى ميزة لأنه بيفلسف بها الأمور، لكن إذا جوم أعداءنا استغلوا فينا هذه الطبيعة علشان يحققوا هدفهم، لازم نكون ناصحين، وكل فرد يكون ناصح، هنا ما أقدرش أنا أقول لك لأ، يعنى أقول لك توجيه سياسى معين، أبداً باقول كل فرد فينا مسئول، بيقول إيه الهدف من كذا؟ الهدف من كذا هو كذا، تثبيط العزيمة، فقدان الثقة، بالنسبة للقوات المسلحة تيئيس القوات المسلحة.
الله.. طب إذا احنا شاركنا فى هذا يعنى إيه؟ يعنى بنحقق أهداف العدو.. طريق النضال قدامنا طريق صعب، كل فرد فينا يستطيع أن يعمل الكثير.
أيها الإخوة:
حصل كلام كتير فى الشهر ونص اللى فاتوا، كلنا اتكلمنا، كل واحد فيكم اتكلم، وكل عيلة اتكلمت وكل مكتب اتكلم، ودا طبيعى، ولكن أريد أن أقول إن ظاهرة نقد النفس التى عاشها مجتمعنا فى الفترة الأخيرة بعد النكسة ظاهرة صحية، وهى دليل حيويته ودليل قوته. طبعاً أنا كنت باسمع.. باسمع وبييجى لى وباسمع الكلام، وكنت باحاول الحقيقة على قد الانتقادات والحاجات اللى باسمعها الحاجة اللى ألاقيها وجيهة، واللى ألاقى لها حل أقدر أعمله، فيه حاجات ماكنتش أقدر ألاقى لها حل، موضوع الإذاعة ناس يبعتوا لى جوابات يقولوا لى إنهم زهقوا من الأناشيد، أيام ما كانت الإذاعة أناشيد طول النهار، ويقولوا لى يعنى ما احناش قاردين نسمع المحطة دى وبنضطر نسمع محطات أجنبية، إن الواحد فعلاً اللى جاى تعبان من شغله مش ممكن يروح يرقد فى السرير ويفتح الراديو يسمع أناشيد حماسية، عايز يسمع مزيكا، جوابات جات لى بهذا الشكل.
أنا قلت لوزير الإعلام يعنى غير الإذاعة وسألتهم البلاد اللى كانت بتحارب، فيه بلاد قعدت حاربت 5 سنين من الحرب العالمية التانية، قعدوا 5 سنين يعملوا أناشيد حماسية؟! سألت الناس اللى كانوا فى لندن، سألت الدكتور القيسونى - كان فى لندن فى الوقت ده - قال لى أبداً، ده الإذاعة كانت ماشية زى ما هى، فعلاً مش معقول اللى بيقعد يحارب 5 سنين بيقعد 5 سنين يعمل أناشيد حماسية أبداً! لأن الحياة بتمشى، الحياة بتستمر والحياة الطبيعية رغم الحرب، ممكن بيكون فيه تعبئة شعبية، وممكن فيه مقاومة شعبية، وممكن ناخد كلمات حماسية وأناشيد حماسية، وفى نفس الوقت الحياة الطبيعية موجودة، الدنيا ما انتهتش.. فأنا قلت لوزير الإعلام يعنى خفف الإذاعة؛ لأن عندى جوابات ناس بتشتكى من الإذاعة وبيقولوا حتسمع الإذاعات الخارجية.
غير الإذاعة جات لى جوابات ازاى نعمل أغانى عاطفية والمعركة دايرة؟! الموضوع الحقيقة ما أقدرتش أجد له حل.. ومع ذلك لابد أن نجد النغمة الصحيحة اللى توفق بين ده وبين ده، ولازم نسيطر أيضاً على أعصابنا.
أيها الإخوة:
حصلت اجتماعات فى القاهرة، فى الحقيقة هذه لم تكن اجتماعات مرتبة أبداً، الرئيس بومدين بعت لى وقال لى إنه جاى القاهرة الصبح، وبشعوره العربى الصميم حس الراجل إنه لازم ييجى يقعد معانا ويشوفنا فى وقت عصيب احنا فيه، واستقبلنا الرئيس بومدين، والرئيس بومدين أما جا قال إن كل إمكانيات الجزائر تحت تصرفنا، كل قوات الجزائر تحت تصرفنا، وقال كل ما نطلبه من الجزائر ستلبيه الجزائر، وإن المعركة معركة الجزائر، والملك حسين برضه بعت رسالة وقال إنه بيحب ييجى فى القاهرة، قلنا له أهلاً وسهلاً فى بلدك، وجه وحصل اجتماع مع الرئيس بومدين والملك حسين وسافروا، برضه الأخ عبدالرحمن عارف وجد من الواجب عليه انه ييجى لنا فى هذا الظرف وما عرفتش حتى إنه حيوصل القاهرة إلا قبل ما يوصل بساعة، يعنى حتى قام من بغداد من غير احنا ما نعرف.
وبعدين جه الرئيس الأتاسى من سوريا والرئيس الأزهرى من السودان، وعلى هذا انعقد الاجتماع بدون تدبير وبدون تخطيط، واتكلمنا فيه على إمكانية التعاون والتعاون على إزالة آثار العدوان.
أيها الإخوة:
إنى أثق أن أجيالاً قادمة سوف تلتفت إلى هذه الفترة وتقول كانت تلك من أقسى فترات نضالهم، لكنهم كانوا على مستوى المسئولية، وكانوا الأوفياء بأمانتها. وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.