الزواج المبكر والعنوسة والختان.. أشباح "تعكنن" على المرأة المصرية
السبت، 30 سبتمبر 2017 02:09 م
انتشرت فكرة عن "نكد" السيدات المصريات، وتعالت أصوات الضحكات فى الحديث عن هذه الصفة التى أشيعت عنهن، إلا أن الضاحكين إذا تحققوا من الأمر يجدوا أن المجتمع والظروف المحيطة هم من أجبروا السيدات على تحمل الصعوبات البالغة فى سن صغير ومسئولية أكبر منهن لتطيح بطموحهن وبساعدتهن، فمن ظاهرة الختان إلى الزواج المبكر والعنوسة يا قلبى لا تحزن، أكبر المشاكل التى تواجه المرأة المصرية تطيح بسعادتها.
ففى البداية نتحدث عن الختان، اعتاد المصريون على ختان بناتهم حيث إن مصر هي أكثر الدول من حيث عدد الفتيات اللاتي أجريت عليهنَّ العملية حول العالم، وعلى الرغم من تحريم عملية ختان الإناث إلا أنها ما زالت مستمرة ما يؤثر بالسلب على السلامة النفسية للفتايات طوال حياتهم.
أما عن الزواج المبكر، فتنتشر ظاهرة زواج الفتيات فى سن صغير للغاية وتشير التقارير الطبية إلى وجود آثار سلبية لزواج الأطفال تنقسم إلى جوانب صحية كأن يتعرضن لمشكلات جسدية ناجمة عن عدم استعداد أجسادهن لخوض تجربة من هذا النوع وهن مهددات بالإصابة باضطرابات الدورة الشهرية، وتأخر الحمل والولادة المبكرة، زيادة على تكاثر حالات الإجهاض بين تلك الفئة من المتزوجات واحتمال الوفاة أثناء الولادة وارتفاع مخاطر إصابتهن بهشاشة العظام.
وأما عن الأضرار النفسية فتكمن فى معاناة الفتيات من الحرمان العاطفى، ومن حنان الوالدين، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، ويؤدى ذلك إلى الإصابة بأمراض نفسية مثل الهستيريا والاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية، كما ينجم عن ذلك اضطرابات فى العلاقات الجنسية بين الزوجين بفعل عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة.
وعن العنوسة، يختلف هذا العمر من مكان لآخر، ففي حين ترى بعض المجتمعات البدوية وأهالي القرى أن كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج عانسا، تجد أن مجتمعات المدن تتجاوز ذلك إلى الثلاثين وما بعدها لمن تطلق عليها صفة العانس نظرا إلى أن الفتاة يجب أن تتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب.
ويعد شبح العنوسة الذى يطارد الآلاف من السيدات فى مصر يدمر حالتهن النفسية تخوفا من عدم الزواج والإنجاب، ما يؤثر بالسلب على حالتهن النفسية.
فهل بعد هذه الاضطرابات النفسية والتخوفات الحياتية التى تعيشها المرأة المصرية والتى رصدنا أبرزها وليس جميعها يمكن أن نتحدث عن "نكد" السيدات فى مصر، وذلك بخلاف المسئولية التى تتحملها معظم السيدات المصرية حاليا من أعباء الأسرة والأعباء الاقتصادية، فقديما كانت معظم السيدات فى مصر مسئوليتهن تقتصر على العناية بالمنزل والأسرة من من طعام وشراب وغسيل ونظافة وغير ذلك من الأعباء المنزلية إلا أن السيدات حاليا تضاعفت مسئوليتهن فأصبح معظم السيدات تتحملن أعباء أخرى من عمل لمساعدة زوجها فى سد احتياجات الأسرة، بالإضافة إلى العناية بالمنزل وبالأسرة نفسها، فهل بعد كل ذلك نستيطع الحديث عن "نكد" السيدات؟!