«مبيعرفش».. يخدر زوجته ليعاشرها صديقه

الأحد، 17 سبتمبر 2017 05:35 م
«مبيعرفش».. يخدر زوجته ليعاشرها صديقه
يخدر زوجته ليعاشرها صديقه
هبة جعفر

تتلقى محكمة الأسرة كل يوم قضايا متنوعة بين الأزواج وزوجاتهم، ولكن هذه الأمرة قضية لم تحك في ألفلام والدراما، بل لا يتخيلها عقل ولكنها واقع أليم عاشته «مريم» مع زوجها، تلك الفتاه التي تعلم جيدا أن العيون تتبعها بمجرد أن تظهر في شارعها فالكل يتمني رضاها ويسعى لينال القرب منها رغم إنها لم تبلغ بعد عامها الثامن عشر، ولكن منذ أن بدأت تظهر أنوثتها وجميع شباب بولاق أبو العلا يلهثون خلفها للزواج منها وهي مازالت في زي الثانوية العامة، ولكنها لن تربط حياتها بشخص قبل أن تحقق حلمها في التخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لتصبح سفيرة.
 
حلم مريم أصبح على بعد خطوات منها، فقد تمكنت من اجتياز الثانوية بمجموع مكنها من الالتحاق بالكلية جامعة القاهرة واليوم ستبدأ أولي مشوارها نحو العمل بالسلك الدبلوماسي، فسكنها بالقرب من وزارة الخارجية جعلها منذ الطفولة تتمني أن تصبح مثلهم وتمثل دولتها في الخارج وتنتقل بين الدول وتتعلم الكثير من اللغات.
 
أخرج صوت الأم مريم من حديث النفس فقد أحضرت لها وجبة الإفطار لتناولها قبل أن تذهب للكلية في أول يوم، وما إن رأت والدتها تقبل حتى قبلت يدها كما تعودت وطلبت منها الابتهال لها بالدعاء والتضرع لله بان يساعدها علي تحقيق حلمها والحفاظ عليها، فالأم تعلم إن جمال نجلتها الأخذ يجعل العرسان يطرقوا أبوابها ولكنها ترفضهم جميعا فتدعوا لها بالهداية.
 
ارتدت مريم ملابسها الجديدة وخرجت تتلمس أولي خطواتها في طريقها الجديد لجامعة القاهرة، استقلت المواصلات العامة فهي لا تملك النقود الكافية للذهاب بالتاكسي، ما إن استقر بها أمام البوابة الرئيسية ظلت مشدودة من مشهد الحرم الجامعي فهي المرة الأولى التي ترى فيها هذا الزحام والفتيات ترتدي ملابس مختلفة وجديدة وكأنه كرنفال ألوان.
 
حملت مريم نفسها وتوجهت إلي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحصلت علي جدول المحاضرات لتبدأ في حضورها ومتابعة كل ما يدور بالكلية فهي لن تضيع يوماً دون مذاكرة واجتهاد فهما سبيلها لتحقيق حلمها، مرت الأيام الأولي عليها هادئة تحضر كل صباح تحضر محاضرتها وتغادر في سلام. 
 
في إحدى الأيام ذهبت إلي الجامعة متأخرة عن موعد المحاضرة فظلت تسرع الخطى ولم تلتفت حولها إلي إن صدمتها سيارة" فارهة" جاءت من خلفها يقودها شاب طويل القامة يمتلك من الوسامة و" الشياكة" قدر مناسباً ولكنها لم تلتفت إليها ووقفت تصب جل غضبها عليه فهي لم تستطيع الحركة ولن تلحق بالمحاضرة حاول حسن تهدئتها والاطمئنان عليها والاعتذار عن فعلته ولكنها لم تمنحه الفرصة وتركته غاضبة لعانة سيارته.
 
خلال هذه اللحظات تمكنت مريم من الاستيلاء علي اهتمامه فظل يفكر فيها طول اليوم ويبحث عنها ولكن كأن الأرض انشقت وابتلعتها ولكنه لم ييأس وظل علي مدار الأسبوع يبحث عنها حتى رآها تخرج من الكافتيريا فتقدم نحوها والسعادة تغمره فقد وجد ضلته وطلب منها أن يتعرف عليها معتذرا عن الموقف السابق ولكنها قابلته بالصد فقد توجست خيفة منه ورفضت طلبه وظلت لفترة علي هذا النحو حتى فجاءها في يوم بطلب الزواج منها، اعتقدت في البداية أنها مزحة سخيفة منه فهو نجل رجل الأعمال يقطن بالزمالك وهي أبنه الموظف البسيط بهيئة الطرق والكباري فكيف يمكن الجمع بينهم ولكنه أقنعها بأن الحب قادر علي صنع المعجزات، وأفضى بطلبه لوالده الذي قابله بالرفض فهي فتاة ليست من مستواه المادي والاجتماعي، ولكن إزاء إصرار نجله الوحيد رضخ لتنفيذ طلبه ووافق علي زواجه .
 
لم تمر سوى أشهر قليلة وانتهى العروسان من تجهيزات الزفاف وفيلا الزوجية بمنطقة الزمالك، وظلت مريم طوال هذه الفترة تفكر في اليوم الذي يجمعها بمن رق له قلبها وتتخيل اليوم الذي يجمعهما، وبعد الانتهاء من مراسم الزفاف الأسطورية انصرف الجميع وبقي وليد صديق حسن المقرب الذي لا يفارقه دوما ولكن قالت مريم لنفسها بأن هذا اليوم واللحظة استثناء فهي لا تطيق صديقه وزادها وجوده الآن ضيقاً أكثر فانصرفت إلي غرفتها لتستريح حتى تدفعه للرحيل، بعدها بدقائق معدودات لحق بها حسن الذي قدم لها كوباً من العصير لتهدأ من غضبها مؤكدا علي رحيل صديقه .
 
مر الأسبوع على زواجهما ومريم تتساءل لماذا يحضر وليد كل يوم فهما زوجان في شهر العسل، فهل الصداقة بينهما تسمح بوجوده بهذه الطريقة ولماذا لم يقترب منها زوجها في الصباح، ولماذا يعطيها كل يوم في المساء كوب العصير؟ كل هذه الأسئلة أثارت الحيرة داخلها وقررت أن تقطع الشك باليقين فعندما يحضر لها العصير هذا المساء لن تتناوله وستقنعه بالنوم حتى تعلم ماذا يحدث في أثناء نومها؟، نفذت مريم خططتها بدقة وأقنعت زوجها بالنوم العميق، لتفيق علي الصدمة التي فجرت بركان أمامها لم يكن بحسبانها فمن يختلي بها كل هذه الفترة هو وليد صديق زوجها الأنتيم، فالزوج لا يعرف القيام بواجباته الشرعية مع زوجته مما أضطره للاستعانة بصديقه ولإخفاء الأمر عنها كان يقم بتخديرها حتى لا تشعر بما يفعله .
 
ظلت مريم تحاول استيعاب الصدمة وما يقوله زوجها الذي استحلفها بحبهما أن تغفر له ولكنها انفجرت كالبركان الغاضب في وجهه ونعتته بأقذع الألفاظ وطلبته أنت يتركها بمفردها، وبعدها قررت أن تلقنه درسا قاسيا لن ينساه وجمعت أغراضها وتوجهت لمنزل والدها الصغير ولكنه يحمل معاني الشرف والكرامة، وتوجهت في اليوم التالي إلى محكمة الأسرة لطلب الخلع وإثبات عدم رجولة زوجها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق