مسلمو الروهينجا يفرون من ميانمار بعد حرق 2600 من منزلهم في راخين
الأحد، 03 سبتمبر 2017 06:48 ص
قالت حكومة ميانمار، السبت، إن أكثر من 2600 منزل تعرضت للحرق فى مناطق شمال غرب ميانمار، التى يشكل الروهينجا أغلب سكانها الأسبوع الماضى، فى واحدة من أشد موجات العنف ضد الأقلية المسلمة خلال عقود.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن نحو 58600 من الروهينجا فروا إلى بنجلادش، نتيجة أعمال العنف فى حين يواجه عمال الإغاثة صعوبات للتعامل مع الموقف المتدهور.
ويلقى المسؤولون فى ميانمار باللوم فى حرق المنازل على جماعة متطرفة تطلق على نفسها اسم جيش إنقاذ الروهينجا فى أراكان. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجمات منسقة على مواقع أمنية الأسبوع الماضى مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وهجوم كبير مضاد للجيش، لكن الروهينجا الفارين إلى بنجلادش يقولون إن جيش ميانمار يقوم بحملة حرق وقتل تهدف إلى إجبارهم على الرحيل.
وأغلب سكان ميانمار من البوذيين ويمثل تعامل الدولة مع قرابة 1.1 مليون من الروهينجا أكبر تحد يواجه زعيمة البلاد أونج سان سو كى التى يتهمها منتقدون غربيون بعدم الدفاع عن أقلية تشكو منذ فترة طويلة تعرضها للاضطهاد.
وقالت بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة لميانمار إنها تأمل أن تستخدم سو كى "مهاراتها الملحوظة" لإنهاء العنف، وقال وزير الخارجية بوريس جونسون فى بيان "تعد أونج سان سو كى حقا واحدة من أكثر الشخصيات إلهاما فى عصرنا لكن للأسف معاملة الروهينجا تلوث سمعة بورما".
وقالت الحكومة إن الاشتباكات وحملة الجيش أدت إلى مقتل نحو 400 شخص فى حين تم إجلاء أكثر من 11700 من "السكان العرقيين" من المنطقة فى إشارة إلى السكان غير المسلمين.
ويمثل ذلك تصعيدا خطيرا لصراع يحتدم منذ أكتوبر عندما وقعت هجمات مماثلة للروهينجا ولكن أصغر نطاقا على مواقع أمنية قوبلت برد عسكرى وحشى أعقبته اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت صحيفة جلوبال نيو لايت أوف ميانمار التى تديرها الدولة اليوم السبت "حرق جيش إنقاذ الروهينجا فى أراكان 2625 منزلا فى المجمل فى قرى كوتانكوك ومينلوت وكيكانبين ومنطقتين فى مونجتاو".
وتصنف حكومة ميانمار الجماعة منظمة إرهابية، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك والتى حللت صورا عبر الأقمار الصناعية وروايات الروهينجا الفارين إلى بنجلادش قالت إن قوات الأمن فى ميانمار أضرمت النيران عمدا.
وقال فيل روبرتسون نائب مدير قسم آسيا فى هيومن رايتس ووتش "تبين الصور الجديدة للأقمار الصناعية حجم الدمار الشامل لقرية مسلمة وتثير مخاوف خطيرة بأن مستوى الدمار فى شمال ولاية راخين ربما يكون أسوأ بكثير مما كان يعتقد فى بادئ الأمر".
وبالقرب من نهر ناف الذى يفصل بين ميانمار وبنجلادش نصب الوافدون الجدد إلى بنجلادش خياما أو حاولوا الوصول إلى الملاجئ المتاحة أو منازل السكان المحليين.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيفيان تان "المخيمات الحالية تقترب من سعتها الكاملة والعدد يزداد بسرعة كبيرة. سيتطلب الأمر فى الأيام القادمة مساحة إضافية".
والروهينجا محرومون من حقوق المواطنة فى ميانمار وينظر إليهم على أنهم مهاجرون جاءوا بطريقة غير مشروعة رغم ادعاءات بأن لهم جذور تعود إلى قرون. وبدأ العداء يزيد أيضا فى بنجلادش تجاه الروهينجا الذين يعيش أكثر من 400 ألف منهم فى ذلك البلد الفقير الواقع فى جنوب آسيا بعد فرارهم من ميانمار منذ أوائل التسعينيات.
وقال جلال أحمد (60 عاما) والذى وصل إلى بنجلادش يوم الجمعة مع مجموعة من نحو 3000 شخص بعد خروجهم من قرية كيكانبين منذ نحو أسبوع إنه يعتقد أن الروهينجا يتعرضون للطرد من ميانمار.