الأسرار الحقيقة للرعب الأمريكي من كوريا الشمالية.. «الصورايخ الباليستية» ليست منها
الخميس، 31 أغسطس 2017 07:30 م
رغم إجراء كوريا الشمالية لقرابة 6 تجارب هذا العام لإطلاق صورايخ باليستية، والتى وضعت أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان على حافة الخطر، خاصة صاروخا الأحدث الذى حلق عبر الأراضى اليابانية مثيرا ردود أفعال عالمية غاضبة، إلا أن ما تخشى منه الولايات المتحدة الأمريكية ليست الصورايخ الباليستية لعدوها الكورى، ولكن سلاحين أكثر خطورة وفتكا، تخشى من أن يتم استخدامهما ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لذا تخطوا الأخيرة بحذر شديد لما لديها من معلومات من البنتاجون حول خطورة ما تملكه كوريا بعيدا عن أعين الإعلام.
ويطلق عليه أيضا سلاح النبضة الكهرومغناطيسية Electromagnetic pulse والتي تختصر لـEMP، هي عبارة عن موجات راديو عملاقة يمكنها تدمير أي نوع من الشبكات الكهربائية والإلكترونية. هذه الموجات لا تؤثر على حياة الإنسان بشكل مباشر، ولكنها تدمر البنية التحتية الحديثة مثل الكهرباء والاتصالات ووسائل الانتقال، الأمر الذي قد ينذر بحدوث مجاعة.
وحال استخدام مثل هذا السلاح، فيبدأ على هيئة صوت انفجار يشبه صوت الرعد، وخلال سرعة قياسية جداً يعم الظلام في المنطقة المستهدفة، حيث تنطفئ كل الأجهزة والأدوات الكهربائية والإلكترونية وتتعطّل الكمبيوترات وتختفي كل المعلومات المخزنة فيها، وتتوقف الخطوط الهاتفية، والأجهزة الخليوية تتجمّد وتفرغ بطارياتها، وبالتالي لا محركات تعمل، ولا سيارات تسير، ولا محطات للطاقة، ولا مولدات للكهرباء، ولا مصانع، ولا مستشفيات، ويمتلئ الجو برائحة حريق البلاستيك من ذوبان كابلات الكهرباء وأسلاك الهاتف.
ويحدث الأمر نفسه إذا ما أُلقيت القنبلة الكهرومغناطيسية على منطقة عسكرية، إذ تتوقف في السرعة القياسية ذاتها، الرادارات والكمبيوترات التي تتحكم بالأسلحة، وتتحوّل كل أنواع الأسلحة إلى مجرد هياكل وخردة، لأنها غير قادرة على العمل.
حذر كل من جيمس ويلسي الرئيس الأسبق للمخابرات المركزية الأمريكية، وفينسنت بري الرئيس السابق بلجنة الكونجرس لتقييم التهديدات الخاصة بهجوم النبضات الكهرومغناطيسية، فى مقال بجريدة The Hill الأمريكية، بعنوان«كيف تستطيع كوريا الشمالية أن تقتل 90% من الأمريكيين؟»، من هجوم كوريا الشمالية بهذا السلاح.
وقالا فى المقال، إن بإمكان أيّة دولة لديها تكنولوجيا السلاح النووي أن تمتلك هذا النوع من القنابل الذي لا يستهدف قتل البشر بشكل مباشر، ولكن يعمل على تدمير جميع الشبكات الكهربائية والإلكترونية في نطاق تأثيره.
وشدد وفينسنت بري، في مقال له بصحيفة واشنطن تايمز في فبراير الماضي، على أن خبراء روس أكدوا للجنة الكونجرس لتقييم التهديدات الخاصة بهجوم النبضات الكهرومغناطيسية عام 2004 تسريب التصاميم الخاصة بقنبلة النبضة الكهرومغناطيسية EMP لكوريا الشمالية، وأن علماء من روسيا والصين وباكستان يعملون على تطوير القنبلة وستكون بحوزة بيونغ يانغ "في غضون سنوات قليلة.
طرح جيم أوبرغ الخبير في علوم الفضاء بوكالة ناسا سابقاً، سيناريو الهجوم، في مقال بموقع The Space Review المهتم بأبحاث الفضاء قائلا:« احتمال استخدام كوريا الشمالية قمراً صناعياً لحمل القنبلة وإلقائها على الولايات المتحدة، وقد أطلقت بيونج يانج قمرين صناعيين هما KMS-3 وKMS-4 في ديسمبر 2012 وفبراير 2016 على الترتيب، ومن الممكن أن أحد القمرين يمكنه حمل رأس نووية صغيرة، وتوجيهها في مجال الولايات المتحدة لإحداث هجوم بالنبضات الكهرومغناطيسية.
نتائج الضربة
صدر تقرير عن لجنة الكونغرس عام 2004 يوضح التأثيرات المتوقعة على الولايات المتحدة في حالة حدوث الهجوم، بالضربة الكهرومغناطيسية، وهى كالتالى تدمير البنية التحتية للكهرباء، وهذا يعني شلّ الاقتصاد الأمريكي الذي يعتمد بالأساس على إمدادات الكهرباء، وتدمير، الشبكات الإلكترونية والكهربائية، في هذه اللحظة ستعود الولايات المتحدة إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية، وكذلك، تدمير شبكة الاتصالات، عن طريق تعطيل وإتلاف الدوائر الإلكترونية الخاصة بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وكذلك تدمير الشبكات السلكية واللاسلكية، وبالتبعية توقف المعاملات البنكية وتداول الأوراق المالية والأسهم وكل ما يتعلق بالشأن المالي والاقتصادي، و تعطل وسائل النقل والمواصلات، والتقديرات الأولى لضحايا هذا الهجوم قد تصل لـ200 ألف قتيل بسبب سقوط الطائرات واصطدام السيارات التي ستتوقف جراء هذا الهجوم، وأيضا توقف إمدادات الماء والطعام الشلل الذي سيحدث في النقل والاتصال بين المدن المختلفة، ما ينذر بوقوع كارثة قد تصل إلى حد المجاعة.
فى 24 إبريل العام الماضى، أعلنت كوريا الشمالية، نجاح تجربة إطلاق صاروخ باليستي من غواصة "SLBM"، وهو ما يعني حدوث تقدم كبير في مقدرات قواتها البحرية.
ونقلت وكالة أنباء كوريا الشمالية، أن الزعيم كيم جونج أون، كان حاضرا التجربة، وأكد على أن بيونغ يانغ الآن لديها القدرة على ضرب خصومها في كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة في أي وقت ترغب.
أمريكا تخشى هجوم غواصات كوريا الشمالية
فى 1 أغسطس، هذا العام، ذكرت وسائل إعلام أن وزارة الدفاع الأمريكية اكتشفت أن غواصات كوريا الشمالية أصبحت تقوم بنشاط غير عادي بعد أيام قليلة من إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ عابر للقارات، مؤكده أن البنتاجون قال إن الغواصات تقوم بنشاط غير مسبوق، وكذلك دليل على اختبار بارد لإطلاق صواريخ في حوض بناء السفن سينبو.
وتعد فكرة وقوع هجوم نووي تنفذه غواصات تابعة لكوريا الشمالية بصواريخ بالستية نووية، من أكثر السيناريوهات المرعبة والمتوقعة التي تؤرق البنتاجون وكوريا الجنوبية واليابان، ووفقا للخبراء، حققت بيونج يانج في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا في مجال التسلح وأظهرت إرادتها لاستخدام الغواصات في شن هجمات عسكرية.
ويعتقد الخبراء أن كوريا الشمالية تمتلك نحو 70 غواصة، مشيرين إلى أنه من المرجح أن يكون جزء قليل منها قادرا على شن هجوم بالصواريخ الباليستية، لكن ما يقلق الخبراء العسكريين في المجال الدفاعي هو أن لدى كوريا الشمالية كل الإمكانات لتجميع رأس نووي حربي صغير تجهز به صواريخ بدائية الصنع غير المكلفة.
تتزايد المخاوف من شن كوريا الشمالية هجوما نوويا، وسط تقارير عن استعدادها لتنفيذ تجربة نووية سادسة، وتصاعد القلق إزاء غواصاتها "الغامضة"، التي كانت قد اختفت عن شاشات الرادار.
وفى إبريل الماضى، ظهرت تقارير تتؤكد أن نحو 50 غواصة تابعة لكوريا الشمالية قد اختفت من على أجهز الرادار قبل نحو سنتين، قبل أن يؤكد مسؤولون أمنيون في كوريا الجنوبية، أن عددا كبيرا منها عاد للظهور مجددا، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي ديسمبر الماضي، أظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية في مرسى سينبو الجنوبي في البلاد، أنه قد تكون هناك استعدادات لشن هجمات من غواصات، إذ تمت إزالة شباك التمويه عن الأسلحة وتم تجهيز المعدات القريبة من الغواصات بصورة توحي بإمكانية شن هجمات قريبة.
ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن كوريا الشمالية قد تشن هجمات بصواريخ محملة بغاز السارين الكيماوي، في هجوم مشابه لذلك الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في سوريا.