في ذكرى مقتله.. العدناني.. مهندس الذئاب المنفردة الذي أعلن ميلاد «داعش»
الخميس، 31 أغسطس 2017 12:42 ممحمد الشرقاوي
في الثلاثين من أغسطس العام الماضي، أعلنت وكالة أعماق المنبر الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي، مقتل أبو محمد العدناني المسؤول الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية، في غارة شنتها طائرات التحالف على ريف حلب شمال سوريا.
«سنغزوكم في دياركم».. كلمات كان يرددها المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي أبو محمد العدناني، إلا أنه وبعد مرور ما يزيد عن عامين من عمر التنظيم، أعلنت وكالته الإعلامية «أعماق» مقتله، في عمليات عسكرية في حلب السورية، العام الماضي.
اعتبر مقتل العدناني ضربة قاسمة للتنظيم الإرهابي، حيث كان أكبر الأذرع العسكرية في التنظيم والأقرب لأبو بكر البغدادي أمير داعش، ورغم اعتلاءه على عرش الكيانات الإرهابية إلا أن كافة المراكز البحثية المتخصصة في شئون الإسلام السياسي لم تتفق على اسمه الحقيقي.
طه صبحي فلاحة، أقرب الأسماء إلى الحقيقة، ولد في سوريا عام 1977، في بلدة بنش قرب مدينة سراقب في محافظة إدلب، وهناك روايات أخرى منها وطه البنشي، وأبو محمد العدناني، وأبو محمد العدناني الشامي، وياسر خلاف حسين نزال الراوي، وجابر طه فلاح، وأبو بكر الخطاب، وأبو صادق الراوي.
تولى «العدناني» منصب «أمير الشام» في التنظيم، بعد أن كان عنصرًا مغمورًا في تنظيم القاعدة عام 2000، وبايع الزعيم السابق للقاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي، بعد دخول الأمريكيين بغداد في 2003 انتقل إليها.
واستمر الحال هكذا، إلى أواخر عام 2011، انضم إلى صفوف المقاتلين في سوريا، ضد نظام بشار الأسد، برفقة أبو محمد الجولاني، تحت اسم «جبهة النصرة لأهل الشام»، لكنه أعلن مبايعته لداعش في 2014، وظهر في مقطع فيديو على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، معلناً عن خضوع المنطقة الواقف عليها إلى دولة البغدادي.
انفصال العدناني عن النصرة، وإعلانه مبايعته للبغدادي، جعله أحد الأذرع القوية للتنظيم، وبدأ ظهوره على الساحة الإعلامية كمتحدثًا باسم التنظيم في أول تسجيل صوتي له بعنوان «فيقتُلونَ ويُقتَلون»، معلنًا انضمام أبي بكر شيكاو، زعيم جماعة بوكو حرام، واعلان أول ولاية في إفريقيا على حسب زعمه.
«المنجنيق».. أبرز ألقاب العدناني، لكونه الملهم لعناصر التنظيم والمبلغ الأول لعناصر الزعيم، حيث يلقى بخطاباته الحماسية أخرها كانت أوامر لما أسماهم بالذئاب المنفردة بتنفيذ عمليات في قلب أوربا، ومنها «إننا نريد باريس قبل روما، ونريد كابول، وكراتشي، والرياض، وعمّان، وأبوظبي».
وكان من أشهر تسجيلاته، حينما هاجم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، في بيان له حمل عنوان «عذراً أمير القاعدة»، قال فيه: إن «الدولة ليست فرعاً تابعاً للقاعدة، ولم تكن يوماً كذلك، بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنوداً لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر».