«إعدام ميت».. هكذا انقلبت بريطانيا على الجماعة الإرهابية (القصة الكاملة)
الجمعة، 25 أغسطس 2017 11:33 م
تغيير جذري شهده الارتباط الوثيق بين بريطانيا وجماعة الإخوان «الإرهابية»، فالأولى التي اتخذت موقفاً عدائياً ضد مصر عقب ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم الجماعة، وظلت الحاضنة لهم والملاذ الآمن، بعد تعقب قياداتها ووضعهم على قوائم الإرهاب، إلا أنه بعد انكشاف اللاعيبهم، أدركت الحكومة البريطانيا أنهم يربون وحشا سينقلب عليهم، ويجب التخلص منهم.
الخميس الماضى، اتهم وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني أليستر بيرت جماعة الإخوان المسلمين بـ«إخفاء أجندتها المتطرفة» في مصر، مؤكدا أن بلاده ستفرض رقابة مشددة على سلوك أفراد هذه الجماعة.
وقال بيرت، في مقال «مصر وبريطانيا معا في مواجهة الإرهاب والتطرف» الذى نشرته صحيفة «الأهرام»، «أصبح من الواضح فعلا أن هذا التنظيم (الإخوان المسلمون) يلجأ إلى استخدام الغموض لإخفاء أجندته المتطرفة في مصر، ورغم عدم استيفاء الأدلة للحد الذي يفضي إلى حظر هذا التنظيم، إلا أنه سيتم فرض رقابة مشددة على سلوك جماعة الإخوان المسلمين وأنشطتهم (في بريطانيا)، بما في ذلك طلبات إصدار التأشيرات لهم، ومصادر تمويل الجمعيات الخيرية التابعة لهم، وعلاقات التنظيم الدولية، وقد آن الأوان لكل من يدافع عن الإخوان المسلمين في لندن أو القاهرة أن يضع حدا لهذا اللبس والغموض».
اكان التقى بيرت، اليوم الخميس، في إطار زيارته لمصر، وزير الخارجية المصري سامح شكري وبحث معه«العلاقات الثنائية بين الدولتين وجهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف »، بحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد.
وأفردت صحيفة الأندبندنت تقريرًا صحفيا حول انتقادات البرلمان للتقرير البريطاني، ونقلت تصريحات عن رئيس اللجنة بمجلس العموم «كريسبين بلانت»، قال خلالها: «نحن نتفق تمامًا مع وزارة الخارجية على ضرورة إتباع نهج دقيق للنطاق الأوسع لظاهرة الإسلام السياسي، ولكننا فقط نأسف أن هذا النهج لم يُطبّق على تقرير الإخوان».
أصدر المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، فى يونيو الماضى، دراسة توثيقية حول خطورة جماعة الإخوان المسلمين داخل بريطانيا على أمن المواطن البريطانى وعلى أوروبا بالكامل، ورصدت الدراسة أبرز قيادات الجماعة الإرهابية المقيمين فى بريطانيا، كما رصدت أيضا المنظمات والمراكز الحقوقية والقنوات الإعلامية التى توفر لهم الغطاء الإعلامى والسياسى، والدعم المادى واللوجيستى لتحقيق أغراضهم.
"إبراهيم منير" يعيش فى بريطانيا منذ 30 عاما، وعبد الله عصام الحداد، وسندس عاصم، ومحمود حسين، ومحمد سويدان، وأسامة رشدى، وطارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ياسمين حسين، و مها عبد الرحمن عزام، وعزام التميمي، أنس أسامة التكريتي
ذكرت نتائج التحقيق الذى قامت به لجنة سير جون جينكينز فى العام 2014 بشأن ملف الإخوان المسلمين داخل بريطانيا أن الإخوان يمتلكون شبكة من المنظمات العاملة فى بريطانيا، يصل عددها إلى 39 مؤسسة، بينها جمعيات خيرية ومنظمات حقوقية ومدارس وإغاثة وخدمة مجتمع، وبمراجعة أسماء هذه المنظمات مع أسماء القيادات الإخوانية البارزة فى بريطانيا، نجد أن جميعهم ينتمون لهذه المنظمات بطريقة أو بأخرى، إما كمؤسسين أو مديرين أو حتى عاملين بها، وهم بذلك يمثلون شبكة متشعبة، تبدو فى ظاهرها متنوعة الأهداف ومستقلة المقاصد، لكنها جميعاً تصب فى مصلحة التنظيم الدولى للإخوان وتروج أجندته.
وقد أوضحت نتائج التحقيقات التى قادتها لجنة جينكينز أن المنظمات التابعة للإخوان فى بريطانيا، والتى تبدو فى ظاهرها منظمات مجتمع مدنى وأعمال خير وتنمية، قد دعمت أعمال عنف فى الشرق الأوسط، ومثلت "الطقس الآمن لمرور المتطرفين الإسلاميين" فى أماكن عدة حول العالم، بدءاً من الدعم الموثق من قبل هذه المنظمات لحركة حماس ومروراً بأعمال العنف التى خاضها الإخوان فى مصر عقب 2013، وانتهاءً بتنظيمات الإخوان الأكثر ضراوة فى كل من ليبيا وسوريا مثل جيش النصرة.
وأوضحت الدراسة، أن أغلب هذه المنظمات يتركز فى بقعة جغرافية واحدة فى منطقة أيلينج غرب لندن، حيث يوجد ثلاثة مبانى إدارية هى "ويستجيت هاوس" و"كراون هاوس" و"بيناكل هاوس" تضم مجتمعة المقرات الرئيسية لستة وعشرين (26) جمعية خيرية ومركز بحثى ومنظمة حقوقية تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وتعتبر مركز محورى لكل أنشطة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء أوروبا.
أبرز المنظمات الإخوانية هى، «صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني»،« ائتلاف الخير»،« مؤسسة قرطبة للحوار العربى الأوروبى»،« المبادرة البريطانية الإسلامية»،« الرابطة الإسلامية فى بريطانيا»، «المجلس الإسلامى فى بريطانيا»، «منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية»، «مركز العودة الفلسطيني»، «ميدل أيست مونيتور»، «مركز الإمارات لحقوق الإنسان»، «شبكة المكين الإعلامية»، «شركة ميدل أيست آى الإعلامية»
«الأكاديمية البحثية للتعليم الإسلامي»، «شركة الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة»، «منظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم»، «الأمانة الأوروبية»، «اتحاد المنظمات الطلابية الإسلامية»، «منظمة المجتمع الإسلامى فى بريطانيا»، «معهد الفكر الإسلامى السياسى»، «قناة الحوار».
وهناك منظمات حقوقية مستقلة تدعم الجماعة بشكل غير مباشر داخل بريطانيا، وأشهرها، «مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية»، «منظمة العفو الدولية».