خناقة المثقفين.. شكوك علاقة مكتبة ألف بـ«الإخوان»
السبت، 19 أغسطس 2017 03:29 م
حالة من الجدل أثارها قرار التحفظ على الشركة المالكة لمكتبة ألف، في الوسط الثقافي وبين جمهور القراء والمتابع لأنشطة المكتبة في مختلف فروعها، وما نشر حول أسباب هذا القرار وعلاقته بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية، للتأكد من صحته أو عدمه.
مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» كانت مساحة للتعبير عن هذا الجدل، بين نسبة كبيرة ترفض فكرة إغلاق أي مكتبة بوجه عام، وبين جمهور أصبحت المكتبة جزء لا يتجزأ من حياته، وجمهور آخر رأى أن القرار له دلالات لاحظها جمهور المكتبة، مثل عدم وجود نوعية معينة من الكتب، وتحديدًا، الكتب التنويرية، وهو الأمر الذي جعلهم يصفون المكتبة بأنها «ظلامية» فلا يوجد بها أعمال فرج فوده، ونصر حامد أبو زيد، ونوال السعداوي، لأنهم على حد وصف القراء «أعداء الإسلام».
انهالت التدوينات والتعليقات، بين رافض للقرار ويرى فيه تعديا على الثقافة، وبين آخر يرى أن في التحقق من البلاغات أمر عادي يجيب أن نعمل على «تهويله وتضخيمه»، ومن بين ما قيل، وأثار جدلاً مصريًا وعربيًا، ما قاله الكاتب المصري الشاب محمد أبو عوف: «مكتبة ألف اللي الناس بتدافع عنها كانت من أكتر المكتبات الظلامية، ومانعة دخول كتب كل ناس زي فرج فودة وحامد أبو زيد ونوال السعداوي عشان أعداء الإسلام».
ومن هنا دار جدل كبير، بين مؤيد لوجهة النظر هذه، وبين آخر يرى أنه حتى لو صدقت وكانت مكتبة ألف لا تعرض هذه الفئة من الكتب التنويرية، فهو أمر يرجع لأحقيتها فيما تفعله لأن هذا هو «العمل الخاص»، فالمكتبة بالأساس ليست مشروعا تابعا لوزارة الثقافة، أو الدولة.
فعلق محمد طلب على ما قاله محمد أبو عوف: «أنا لو فتحت مكتبة بالتأكيد مش هبيع فيها كتب الحويني ويعقوب ومحمد حسان وعمرو خالد وبقية النصابين دول.. أنا حر.. دي مكتبة خاصة مش وزارة الثقافة.. القانون بيسمح لي بده.. وما بيسمحش للدولة إنها تقفل مكتبتي عشان بحتقر السلفيين.. مافيش تبرير للقمع يا أبو عوف».
فعلق «أبو عوف»: أنا مش ببرر القمع ولا بتكلم عن قصة قفلها خالص. أنا بتكلم في نقطة محددة. وهناك فرق لما متنشرش كتب السلفيين عشان بينشروا الإرهاب، وإنك متنشرش كتب بتدعو للفكر عشان تحمي الإسلام. شتان».
ليعلق محمد طلبة: «الكتب اللي إنت بتسميها إرهاب أصحابها بيعتبروها دين والكتب اللي انت بتسميها فكر السلفيين بيعتبروها تخريب.. هي هي.. انت بس اللي شايفه من ناحية واحدة .. الحرية مبدأ يا محمد .. مش امتياز لناس وناس لا».
وهنا تدخلت هدى فرج، لتقول: «أنا اشتريت كتب د.نصر من هناك وحضرتك ممكن تروح بنفسك وتسأل عليها»، ليعلق عليها «أبو عوف»: «يبقى حصل تغيير في سياستهم.. الكلام اللي قلته ده كان لغاية ٢٠١٢».
ليعلق آخر: «بالبحث على موقع مكتبة ألف ستجد كتابين لنوال السعداوي متاحين لديهم.. لن تجد كتب فرج فوده ربما لأن ألف لا تعرض سوى الإصدارات الجديدة بنسبة ٨٠%»
ومن ناحية أخرى، علق الزميل الصحفي حسن معروف قائلاً: بصرف النظر هي كانت بتبيع إيه دي مسألة تجارية بس أنا مع قفلها ومصادرة أي حاجة فيها ريحة إخوان حتى لو مش متورطة في حاجة دول سبب رئيسي ومباشر في النكبة ودفع الثمن لاحق لارتكاب الإثم دايما مش سابق عليه»، مضيفًا «أنتم مش حاسين بحاجة أنا من 2006 وأنا بتفشخ من الإخوان دول ألعن من الفاشست».
ما قمنا برصده وعرضه، يمثل وجهات نظر المختلفة، والتي لا تختلف على رفض غلق المكتبة، لكنها ترفض منع الفكر، ورفض الوصاية على القراء، وفي نفس الوقت، فإن المستشار الثقافي لمكتبة ألف، أعلن أن القرار لا يعني غلق المكتبة، بل أكد على أنه لا يوجد أي تغير على الإطلاق، إلا تعيين مراقب مالي، للتأكد من صحة البلاغ الذي تم تقديمه ضد المكتبة.